الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صراع مسلح يختمر في بوروندي مع اقتراب الانتخابات

صراع مسلح يختمر في بوروندي مع اقتراب الانتخابات
17 يوليو 2015 00:03
نيروبي (رويترز) يواجه الرئيس البوروندي «بيير نكورونزيزا» خطر ظهور تمرد مسلح حال انتصاره شبه المؤكد في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها الشهر الجاري، في دولة تقع في قلب أكثر المناطق اضطراباً في أفريقيا. وبعد أسابيع من الاحتجاجات ضد سعي الرئيس «نكورونزيزا» إلى الترشح لولاية ثالثة، أكد الجنرال «ليونارد نجينداكومانا» الذي قاد محاولة انقلاب فاشلة أنه يحشد القوات، بينما ترددت أصداء انفجارات في أنحاء العاصمة. واندلعت مواجهات مسلحة في شمال الدولة الذي لا يزال يعاني من آثار الحرب الأهلية. وأوضح مسؤول دبلوماسي غربي أن الدولة تنحدر نحو اضطراب مسلح، محذراً من الانزلاق في براثن صراع بعد إنهاء قتال عرقي قبل عشرة أعوام فقط. ويرى المعارضون أن ترشح «نكورونزيزا» لفترة أخرى مدتها خمسة أعوام غير دستوري، وسيقاطعون الانتخابات المزمع عقدها الأسبوع المقبل، الأمر الذي يضمن للرئيس تحقيق الفوز. وحض المانحون الغربيون والدول الأفريقية المجاورة «نكورونزيزا» على التراجع عن الترشح، لكن الرئيس الذي كان متمرداً سابقاً رفض الضغوط، متذرعاً بحكم أصدرته إحدى المحاكم بأحقيته في الترشح مرة أخرى. واعتبر الجنرال «نجينداكومانا»، قائد محاولة الانقلاب التي تم إحباطها في الثالث عشر من مايو الماضي، أن التدخل السياسي فشل في التأثير على «نكورونزيزا» من أجل إنهاء حملته الانتخابية لولاية ثالثة، لافتاً إلى أنه لم تتبق سوى القوة كوسيلة لمنعه. وفي رد على هذه التهديدات، أكد المتحدث باسم الرئاسة «جيرفايس أبايهو» أن أي تهديد سواجه بالقوة من قبل قوات الشرطة والجيش. ويهدد اندلاع الاضطرابات في بوروندي بتردد أصدائها خارج حدود هذه الدولة الصغيرة التي يقطنها عشرة ملايين نسمة، الأمر الذي يمكن أن يزعزع استقرار منطقة تاريخها حافل بالصراعات الإثنية. وغادر بالفعل أكثر من 145 ألف بوروندي، أي نحو 1.5 في المئة من السكان، عبر الحدود، ومن الممكن أن تستقطب الأزمة قوة إقليمية فاعلة مثل رواندا، التي كانت ضحية إبادة جماعية في عام 1994، لا سيما أنها تعهدت بعدم حدوث ذلك مرة أخرى في المنطقة. وتتفاقم الأزمة، بعد أن أصبحت الانفجارات متكررة في العاصمة بوجومبورا، في حين يؤكد الجنرال «نجينداكومانا» أن أنصاره وراء الهجمات التي تستهدف الشرطة، التي يتهمها المعارضون بإطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم. وفي شمال بوروندي، أكد مسؤولون محليون أن الجيش واجه الأسبوع الماضي مسلحون، أكد «نجينداكومانا» أنهم موالون لقادة الانقلاب العسكري، بينما أكد حاكم الإقليم أنهم عبروا من رواندا، وهو اتهام تنفيه «كيجالي». وأفاد «ثييري فيركولون»، الخبير لدى مجموعة الأزمات الدولية، بأن هناك تحركا واضحا تجاه المقاومة العنيفة، بينما تعتبر المعارضة أن المواجهة المسلحة هي الخيار الوحيد المتبقي. ولا تزال بوروندي تتعافى ببطء من تداعيات الحرب الأهلية التي واجهت فيها جماعات متمردة من أغلبية «الهوتو» الجيش الذي كانت تقوده أقلية «التوتسي»، وراح ضحية الصراع، الذي اندلع في عام 1993 واستمر 12 عاماً، أكثر من 300 ألف شخص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©