الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تمديد هدنة عرسال والمتشددون يتعهدون بانسحاب كامل اليوم

تمديد هدنة عرسال والمتشددون يتعهدون بانسحاب كامل اليوم
7 أغسطس 2014 00:55
شدد الجيش اللبناني أمس الحصار المفروض على بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، وسط تمديد الهدنة الهشة التي توسطت بشأنها هيئة علماء المسلمين مدة 24 ساعة أخرى، وتحدث مصادر المفاوضين عن تعهد المتشددين الذين أفرجوا عن 3 آخرين من الجنود والشرطة المحتجزين لديهم بالانسحاب الكامل من البلدة اليوم الخميس. في وقت قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بمبلغ مليار دولار لدحر الإرهاب ورده على أعقابه. وكان وفد هيئة علماء المسلمين الذي يضم حسام الغالي وسميح عز الدين، قام بزيارة جديدة إلى عرسال ظهر أمس، وأكد للصحفيين التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام وقيادة الجيش والأطراف المعنيين (في إشارة إلى المسلحين الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى جبهة النصرة وتنظيم داعش) على تمديد وقف إطلاق النار حتى الساعة السابعة من مساء اليوم«، وأضاف أن أحد بنود الاتفاق يتضمن بدء المقاتلين الموجودين في البلدة فورا بالتوجه إلى خارج لبنان، وأنهم تعهدوا قبل انتهاء الهدنة اليوم أن يكونوا انسحبوا بالكامل من عرسال، وانهم طلبوا فقط ألا يتعرضوا لإطلاق النار»، محذرا من أن حصول ذلك يهدد الهدنة ويهدد العملية التفاوضية بالكامل. واكد الوفد تحرير ثلاثة أسرى من الجيش اللبناني، بقي اثنان منهم مع عائلتيهما في عرسال، بينما التحق الثالث بمركز للجيش خارج البلدة. وشدد على أن الهيئة لن تسمح بان يمس شيء المدنيين السوريين واللبنانيين، وقال «لن نسكت على أي مساس بالمدنيين بعد انسحاب المسلحين»، وأضاف «المفاوضون (من قبل المسلحين) طلبوا أن تضمن الهيئة مع رئاسة مجلس الوزراء في لبنان حياة وحرمة النازحين وأهالي عرسال. . هذه نضمنها، ورئاسة مجلس الوزراء تعهدت بضمانها». وسمح تراجع القصف والمعارك أمس لسيارات إسعاف بدخول عرسال لنقل مصابين، كما نقلت شاحنة عسكرية سكانا من البلدة. وشوهدت العشرات من ناقلات الجند المدرعة والدبابات وهي تتحرك على الطريق المؤدي إلى المنطقة بينها شاحنة تنقل نحو 30 أسيرا وقد أوثقت ايديهم خلف ظهورهم من البلدة ومعظمهم شبان كانوا يستخدمون الكوفية. وجرى أيضا نشر قوات خاصة في بلدة اللبوة التي تعد منطقة نفوذ لـ«حزب الله» والتي اعترض سكانها قافلة مساعدات إنسانية حاولت بعض الجمعيات الإغاثية إرسالها إلى عرسال، وقال رئيس البلدية رامز امهز «لن نسمح بإدخال المساعدات إلى داعش». وقال مسؤولون محليون في عرسال إن البلدة محاصرة كليا بالجيش فيما عدا ممر ترك على ما يبدو للمسلحين الذين يريدون التقهقر. وقالت مصادر من المتشددين لـ«رويترز» إن كثيرين من أعضاء تنظيم داعش قتلوا في معركة عرسال بينهم أحد قادتهم وهو أبو حسن الحمصي. وقال الطبيب السوري قاسم الزين في المستشفى الميداني في عرسال إن مسلحين أرادوا المغادرة أمس الأول لكنهم لم يتمكنوا بسبب القصف، وأضاف «أن أهم شيء هو وقف القصف »، مشيرا إلى أن المصابين والقتلى ما زالوا يتدفقون على المستشفى. وكانت المعارك بين الجيش والمسلحين أدت منذ السبت الماضي إلى مقتل 17 عسكريا وإصابة 93 آخرين وفقد 22. لكن بحسب تقارير للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة استنادا إلى معلومات مستشفيات ميدانية في البلدة التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، فقد قتل 38 شخصا وجرح 268 على الأقل في عرسال. بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تأكد مقتل 41 شخصا على الأقل في عرسال منهم 14 مدنيا على الأقل، ودعا إلى العمل على إخراج اللاجئين السوريين من المنطقة، وتأمين المأوى والملاذ الآمن لهم». وقالت لاجئة سورية تمكنت من مغادرة عرسال إنها شاهدت جثث المتشددين ملقاة في الشوارع، وأضافت اللاجئة وتدعى مريم سيف الدين (35 عاما) وهي أم لتسعة أولاد «لقد رأينا الموت بأعيننا»، مشيرة إلى أنها لجأت مع خمسين شخصا آخرين إلى غرفة واحدة دون طعام أو ماء ثلاثة أيام. وقالت اللاجئة مريم سيف الدين إنه منذ تفجر القتال لم يذق احدهم الطعام أو الشراب ولم يروا النوم مشيرة إلى أن المسلحين كانوا يطلقون النار طول الوقت وان الناس تزاحموا في غرفة واحدة ثم جاء الجيش لإجلاء الجميع. وقالت إن الجيش استبعد الرجال لاستجوابهم، مؤكدة انهم مزارعون وليسوا مقاتلين. وقال بعض المراهقين إن الجيش استجوبهم ثم أخلى سبيلهم. وقالت صباح عمر (40 عاما) وهي أم سورية لثلاثة أولاد إن القذائف والرصاص كانت تتساقط بغزارة من حولهم وقد حوصروا في أماكن إقامتهم ثلاثة أيام. إلى ذلك، أمر خادم الحرمين الشريفين بتقديم مليار دولار لدعم ومساعدة الجيش اللبناني والأمن الوطني وتعزيز إمكاناتهما للمحافظة على أمن واستقرار لبنان. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري خلال مؤتمر صحفي في جدة الليلة قبل الماضية «إن خادم الحرمين أبلغه أنه أصدر أمره بتقديم مساعدة للجيش اللبناني والأمن الوطني بمبلغ مليار دولار»، مؤكدا أهمية هذا الدعم خاصة خلال هذه المرحلة التي يمر فيها لبنان في ظل محاربته للإرهاب، ومقدما الشكر لخادم الحرمين والمملكة العربية السعودية. وقال الحريري ردا على سؤال «إن هذا المبلغ سيصرف للجيش ولقوى الأمن الداخلي وللأجهزة الأمنية اللبنانية لمكافحة الإرهاب، ولبنان لا شك يمر بمرحلة صعبة الآن، والخطر الراهن هو ما يحصل في عرسال وهناك آلاف من العائلات تم التعدي عليها من الإرهابيين»، وأضاف «الذي حصل في عرسال هو هجوم إرهابي على أفراد من الجيش بعد الامساك بأحد الإرهابيين الكبار والآن يتم التفاوض على اخراج العسكريين الذين يمسك بهم الارهابيون، وخروج المسلحين من مدينة عرسال ومن لبنان ، وهذا التفاوض صعب خاصة أنه يتم التعامل مع اناس هم أصلاً إرهابيون». وشكر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، خادم الحرمين على المساعدة التي أمر بتوجيهها لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حربها ضد الإرهاب، وقال«مرة جديدة، يتقدم خادم الحرمين الصفوف، ويبادر إلى مد يد المساعدة إلى لبنان في الزمن الصعب، موجها إلى الشعب اللبناني رسالة محبة وعطف وتضامن، ومؤكدا حرص المملكة على أمن لبنان»، وأضاف «نحن نعتبر أن هذه المساعدة، التي سبقتها هبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش، هي دليل إضافي على تأييد خادم الحرمين الكامل للدولة اللبنانية ورغبته في تعزيز مؤسساتها. كما أنها استكمال للنهج الذي اتبعته المملكة دائما تجاه لبنان وعبرت عنه بأشكال سياسية مختلفة». (بيروت، الرياض - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©