عواصم (وكالات) - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 24 مدنياً و3 منشقين عن الجيش النظامي لقوا مصرعهم بنيران الأجهزة الأمنية السورية معظمهم في جبل الزاوية بإدلب ومحافظتي حماة وحمص أمس. في حين أكدت لجان التنسيق المحلية أن جنوداً منشقين قتلوا عادل مصطفى أحد جنرالات الاستخبارات العسكرية السورية في حي باب قبلي بحماة بعد أن رفضوا تنفيذ أوامره بإطلاق الرصاص ضد المدنيين المحتجين، الأمر الذي أكده المرصد الحقوقي لاحقاً بقوله إن متمردين من الجيش النظامي قتلوا ضابطاً برتبة عميد وآخر برتبة ملازم في المدينة المضطربة. وبدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن العميد عادل المصطفى و”العنصرين هائل الغيبور وعلي خليل”، قتلوا بنيران “مجموعة إرهابية مسلحة” في حي الجراجمة بمدينة حماة، ناقلة عن أحد مراسليها أن “مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام بحي الجراجمة ما أدى إلى مصرع العميد والعنصرين.
كما اندلعت اشتباكات أثناء تظاهرات في حلب بين طلاب بكلية العلوم وميليشيا “الشبيحة” الموالية للنظام، ولم ترد أنباء عن وقوع قتلى أو إصابات. وفيما لم تلح بارقة بتراجع أعمال القمع التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد ضد الاحتجاجات السلمية مع إنتهاء تفويض بعثة المراقبين العرب التي استمرت شهراً، وصل إلى القاهرة أمس، أعضاء من بعثة المراقبين العرب دون رئيسهم الفريق محمد مصطفى الدابي الذي أجل وصوله لليوم لاستكمال تقريره عن المشاهدات الميدانية الذي سيتم عرضه على اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية قبل بحثه من قبل وزراء الخارجية في القاهرة بعد غد الأحد. من جهتها، أعلنت الجامعة العربية مساء أمس، تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية إلى بعد غد الأحد بدلاً من السبت، وذلك بسبب “ظروف بعض الوزراء الأعضاء في اللجنة”، مشيرة إلى أن التأجيل عدة ساعات “لن يعرقل عمل اللجنة”.
واستبق نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي وصول الدابي وبعد مساعديه للقاهرة أمس، واصفاً التقرير ب”الحاسم” لجهة مواصلة مهمة الفريق التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف، لكنه أشار إلى “صعوبات واجهها المراقبون تتعلق بالمناطق الساخنة”. في حين أفادت تسريبات مصادر مواكبة للتقرير أنه وفق المعطيات الأولية المتوفرة، فإن 60% منه تقريباً سيكون لصالح السلطات السورية.
وذكر رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري الحقوقي، أن 4 ناشطين من بين القتلى، سقطوا برصاص الأمن في جبل الزاوية بمحافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا. وأفاد المرصد الحقوقي في بيان أمس، أن الناشطين الأربعة كانوا متوارين عن الأنظار ولقوا حتفهم إثر إطلاق النار عليهم من كمين نصبته لهم قوات الأمن السورية في قرية بسنقول الواقعة بجبل الزاوية. يأتي ذلك بعد يوم من وقوع عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة جرت في هذه المنطقة بين الجيش ومنشقين سقط فيها عسكري منشق بقرية فركيا و6 مدنيين بينهم سيدة وطفل وجرح آخرون. وقال المرصد إن 4 مدنيين قتلوا إثر إطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام القوات السورية لعدة أحياء في مدينة حماة. وتابع بالقول إن مواطناً لقي مصرعه وأصيب 7 بجراح إثر قصف بمدافع الهاون تعرض له حي باب هود في حمص وسط سوريا، في حين قتل سائق سيارة أجرة برصاص قناصة في الحي نفسه. وذكر المرصد الحقوقي أن قتيلاً آخراً سقط في الميادين في محافظة دير الزور شرق البلاد. كما توفي شاب متأثراً بجراح أصيب بها أمس، خلال إطلاق رصاص وقصف لمزارع بلدة رنكوس بريف دمشق إضافة إلى قتيل آخر بالمناطق المحيطة بالعاصمة السورية. كما قتل مدني بمحافظة درعا إضافة إلى 3 عسكريين منشقين في محافظات دير الزور وإدلب وريف دمشق.
بالتوازي، أكد بيان للجان التنسيق المحليةمقتل العميد في الأمن العسكري عادل مصطفى على إيدي جنود رفضوا تنفيذ أوامره بإطلاق النار على أهالي حي باب قبلي وقد سبق له الاشراف على العديد من عمليات القتل والاعتقال. من جهته، أعلن المرصد في بيان “وردت أنباء من حماة عن مقتل ضابط في المخابرات برتبة عميد خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في المدينة”، مضيفاً “كما قتل ضابط برتبة ملازم”. كما ذكرت الوكالة “وفي داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة كانت تستغل سيارة سياحية ظهر الخميس على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله مما أدى إلى مصرعه”. من ناحية أخرى، أكد سكان في مدينة الزبداني أن قوات الجيش انسحبت من البلدة الواقعة قرب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال القيادي المعارض كمال اللبواني المقيم في الأردن إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني انسحبت ليل الأربعاء الخميس إلى ثكناتها على بعد 8 كيلومترات وإن الأغذية والإمدادات الأساسية بدأت تصل إلى البلدة. إلى ذلك، أكد بن حلي أن رئيس فريق المراقبين سيقدم “تقريراً حاسماً” لمواصلة مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية أمس “أننا الآن في مرحلة مفصلية”. وأشار بن حلي إلى “صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة”. وأكد أن التقرير “سيكون مرحلة هامة” موضحاً أنه “في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم لابد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة”.
وأشار إلى “بعض الصعوبات التي ظهرت فى عمل اللجنة” التي “تعرضت إلى عدد من الممارسات وصلت إلى درجة التعدي على شخصين من أفراد البعثة وإصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها”. وستدرس اللجنة الوزارية برئاسة قطر، تقرير الدابي بعد غد على أن يتم عرضه علي مجلس وزراء الخارجية العرب في ذات اليوم لاتخاذ قرار بشأن استمرار عمل البعثة في سورية أو عودتها”.
عدد اليوم
