الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبكة «الاستقصائيين» العالمية تتوسع وتتبنى مبادرات لتحسين سمعة المهنة

شبكة «الاستقصائيين» العالمية تتوسع وتتبنى مبادرات لتحسين سمعة المهنة
3 يناير 2012
الصحافة لم تعد تكتفي بكتابة ونشر القصص المثيرة عن الآخرين، ففي أماكن كثيرة من العالم بدأ بعض الصحفيين يهتمون بيوميات الأخبار المثيرة عن أهل المهنة أنفسهم، هذا في وقت تحفل فيه الأحداث الساخنة في بعض المناطق بحكايات وتقارير تتحدث عن ظروف العمل الصحفي التي تنعش الصورة المشوقة والطبيعة الميدانية لهذه المهنة، خلافا للجمود والروتين الذي كثر في الآونة الأخيرة مع تقدم التكنولوجيا «المكتبية». وفي هذه الأثناء تبيّن معطيات جديدة توسعا في ظاهرة الصحافة الاستقصائية عبر العالم، ما يعتبر مؤشرا على تمسك بعض أرباب مهنة البحث عن المتاعب برسالتها النبيلة وبروح عالية من المسؤولية، من حيث أخلاق الممارسة والكفاءة على حد سواء. أعلن «التحالف الدولي للصحفيين الاستقصائيين» عن ضم 41 عضوا جديدا إلى صفوفه ليرتفع بذلك بذلك إجمالي عدد أعضائه إلى 158 صحفيا، ينتشرون عبر العالم، ويتعاونون فيما بينهم من أجل الكشف عن قضايا الفساد والانتهاكات للقوانين والحقوق عبر الحدود. ويتيح هذا التحالف، وهو مشروع تأسس في العام 1997 على يد «مركز الشمولية العامة»، للصحفيين الدخول إلى مصادر المركز المذكور، مثل سجلات عدد من الخبراء والمدققين والمحامين والاستعانة بتقارير المتخصصين. حبس صحفيين ذكر موقع «إديترز بلوجز» المتخصص في أخبار المحررين والناشرين، أن «التحالف الدولي للصحفيين الاستقصائيين» يقدم لأعضائه إمكانية التشارك مع زملاء يعملون في مناطق تخاف فيها مصادر الأخبار من الكشف عن نفسها، أو حيث تكون حرية الصحافة مقيدة لدى التقصي عن الجرائم أو الفساد. كما يتعاون التحالف مع شبكة عالمية من منظمات ومؤسسات صحفية غير ربحية وبوسعها أن توفر للمحتاجين تدريباً وتمويلا لتحقيقات يعملون عليها. وينتمي الأعضاء الجدد في التحالف إلى 28 بلدا بينها لاتفيا والسويد وفلسطين وروسيا، وبذلك يتوسع نطاق عمليات التحالف إلى 61 بلدا. وكان من ثمار التعاون عبر التحالف نشر مصادر وتقارير على شبكة عالمية من وسائل الإعلام الشريكة، ومن ضمنها خدمة بي بي سي العالمية وتلفزيون بي بي سي، وصحف «فولها سان باولو» في البرازيل، و» لوسوار» البلجيكية، «ونوفايا جازيت» الروسية «وسواث شينا مورنينج بوست» في هونج كونج، و»سيدني مورنيننج هيرالد» في أستراليا. أما ميدانيا، فقد شهد الأسبوع الماضي جملة من الأحداث المثيرة من الناحية المهنية الاستقصائية أكثر منها السياسية وكان البارز فيها تداعيات «تسلل» صحفيين غربيين إلى أثيوبيا، والقبض عليهما ثم الحكم عليهما مؤخرا بأنهما مذنبان. وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن محكمة أثيوبية قضت بالحكم على صحفيين سويديين بتهمة دعم الإرهاب بعد أن كانا دخلا أثيوبيا بطريقة غير قانونية مع مجموعة إثنية صومالية. وقالت إن الصحفييَن يواجهان عقوبة الحبس لمدة قد تصل إلى 15 سنة في حكم ينتظرهما قريبا، وذلك رغم قولهما إن دخولهما البلاد كان بهدف البحث والتحقق من الأخبار، وأن توقيفهما قد تم أثناء تأدية هذه المهمة. إلا أن القاضي الأثيوبي، شيمسو شيرجاجا، اعتبر أقوالهما «مشكوكا فيها جدا»، متهما «جبهة أوغادي لتحرير الوطني» بترتيب إقامة الصحفيين، بدءا من سفرهما من لندن ومرورهما بكينيا ثم الصومال وصولا إلى أثيوبيا. وكانت وحدات أثيوبية عثرت على الصحفي جوهان بيرسون ومارتين شبابي، قبل ستة أشهر أثناء مواجهة مع متمردين في الإقليم الصومالي من أثيوبيا شرق البلاد. وتعتبر الحكومة الأثيوبية جبهة الأوغادين منظمة «إرهابية». إلى ذلك، قال رئيس الاتحاد السويدي للصحفيين، جوناس نوردلينج، بأن الحكم على الصحفيين بالذنب هو محاولة واضحة لمنع الصحافيين من التقصي عن حالات انتهاك حقوق الإنسان في منطقة الأوغادين. وفي السويد قال رئيس الوزراء، فريدريك ينفلدت إن حكومته ستجري اتصالات بمسؤولين حكوميين أثيوبيين رفيعي المستوى. وأوضح أن «نقطة البداية لهذه الاتصالات هي أن الصحفيين كانا في أثيوبيا في مهمة صحفية. ويجب الإفراج عنهما في أقرب وقت ممكن من أجل لم شملهما مع عائلاتهما في السويد». وقد أقر كل من برسون وشايباي بأنهما دخلا أثيوبيا بطريقة غير قانونية. الفنادق الحدودية في فصل آخر من المهام الاستقصائية، انتشر عدد من الصحفيين على الحدود الصينية مع كوريا الشمالية لتقصي أخبار ومعلومات عن الأوضاع في كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها كيم يونج إيل. وقد أدى ذلك إلى قيام الشرطة الصينية بحملات مكثفة بحثا عن المراسلين الأجانب. وقال موقع صحيفة «تشوزن» بنسختها الإنجليزية، وهي واحدة من أكبر الصحف في كوريا الجنوبية، أن السلطات الصينية فتشت العديد من فنادق مدينة يانجي القريبة من الحدود مع كوريا الشمالية بحثا عن المراسلين الأجانب بعد أنباء عن أن محطتي تلفزيون من كوريا الجنوبية قد وظفت مصور فيديو لتزويدها بتطورات الأوضاع هناك. كما حقق ضابط أمن صينيون مع صحفي كوري جنوبي يعمل في منطقة داندونج، لكن سرعان ما أطلق سراحه. وكانت جرت مصادرة أدوات صحفي كوري جنوبي آخر اثر معلومات عن إجرائه تحقيقا حول التسهيلات الجمركية في منطقة هونشون حيث تم تفتيش كاميراته وحذف اللقطات التي صورها على طول الحدود. كما فتشت السلطات غرف فندق ينزل فيها صحفيون من اليابان وكوريا الجنوبية كانوا يجرون تحقيقات صحفية في يانجي. لكن لم يتم الإبلاغ عن توقيف أي منهم. وقال موقع الصحيفة الكورية أنه من غير الواضح إذا كانت تلك الإجراءات قد اتخذت بناء على طلب كوريا الشمالية. وبعد إعلان وفاة كيم يونج إيل يوم الاثنين الماضي أغلقت كوريا الشمالية حدودها وقامت بإجراءات هدفت إلى منع تسرب المعلومات من وإلى أراضيها، وجرى تشويش خطوط الاتصالات على طول الحدود ووقف منح تأشيرات الزيارة للأجانب. وبينما يهوى صحافيون المغامرة الميدانية رغم ما تطرحه من مخاطر، ينحى آخرون إلى مبادرات من نوع جديد تحاول رفع مصداقية العاملين في المهنة وتعبر عن ضيق ذرعهم بما يسمونه سوء سمعتها. ويمثل موقع «نحن الصحفيون»، الذي أطلقه صحفي يعمل في صحيفة سان بترسبيرج في ولاية فلوريدا واحدا من أحدثها وهو يختص بكتابة ونشر الحكايات الشخصية عن الصحفيين «بدل الكتابة عن الآخرين» غيرهم. ويتوجه الموقع تحديدا إلى الصحفيين «الفخورين بأنفسهم»، والمرعوبين من مزيد من عمليات الصرف من العمل أو تخفيض الرواتب التي شهدتها ولا تزال الكثير من المؤسسات الإخبارية في العالم. وينشر الموقع صور ومقالات الصحفيين والمراسلين يشرحون من خلالها كيف وصلوا إلى مهنة الصحافة، وما هي مخاوفهم ومن هي مصادر المعلومات التي يستندون إليها في ممارستهم المهنة والقصص والتحقيقات التي تناولوها ومشاعرهم الحميمة حيال المواضيع التي كتبوا فيها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©