بيروت، واشنطن (الاتحاد، أ ف ب) - اتهمت ألمانيا السلطات الروسية بمنع مجلس الأمن الدولي من التصرف بشكل حاسم ضد القمع الدامي للاحتجاجات في سوريا. في حين جدد السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين موقف بلاده الرافض بقوة لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، قائلاً إن موسكو تدعم التسوية السياسية، وتشجع عمل المراقبين العرب، وتتمسك بوقف إطلاق النار، معتبراً ذلك موقفاً “مبدئيا ثابتا”.
وقال السفير الألماني في الأمم المتحدة بيتر ويتيج خلال كلمة في مركز وودرو ويلسون بواشنطن إن مجلس الأمن “لم يتحمل مسؤولياته” بسبب المعارضة الروسية لمشروع قرار أعده الأوروبيون بدعم أميركي وتضمن تهديداً لدمشق بـ”تدابير محددة الأهداف”. وأضاف “اعتقد أن ذلك قرار اتخذته موسكو وهو قرار متعمد” بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما انتقد السفير أيضاً موسكو لإقامتها رابطا بين الملف السوري وتدخل حلف شمال الأطلسي “الناتو” في ليبيا. وتؤكد موسكو أن الناتو تجاوز الصلاحيات الممنوحة بموجب قرار الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا وأبدت قلقها من تكرار هذه التجربة في سوريا. وتابع السفير الألماني “لدي أحياناً الشعور بأنها حجة لعدم الالتزام بطريقة بناءة أكثر” في الملف السوري، مضيفاً “لا أظن أن الحالتين يمكن مقارنتهما”. وقامت روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، حتى الآن بإعاقة كل مشاريع القرارات في الأمم المتحدة ضد القمع الذي يمارسه نظام الأسد ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية، بينما تقدمت بمشروع قرار يساوي بين النظام الحاكم والمعارضين في المسؤولية عن العنف.
وعقب لقائه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أمس، أعلن السفير الروسي لدى بيروت أن موسكو تشجع الإصلاحات وتشجع المعارضة على المشاركة في الحوار. من ناحيته، أوضح السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص، أن بلاده “ستخرج من محنتها أقوى في مواجهة هذه المؤامرة الخطيرة والمركبة التي تتعرض لها”. وعن عمل المراقبين واجتماعات الجامعة العربية المرتقبة قال السفير السوري “المقدمات التي ظهرت على لسان رئيس المراقبين العرب في سوريا وأعضاء البعثة، تشير إلى أنهم يترجمون ما شاهدوه على الأرض، وهذا ما تريده سوريا”.
عدد اليوم
