الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بولاوايو تعبر عن وجهة نظرها في الحياة بلغة جياشة وجادة

بولاوايو تعبر عن وجهة نظرها في الحياة بلغة جياشة وجادة
21 يوليو 2011 21:46
أعلن مؤخراً عن فوز الكاتبة الزيمبابوية “ نوفايوليت بولاوايو” بجائزة “ كين بوكر للكتابة الأفريقية” التي تمنح سنوياً للقصة القصيرة وذلك عن قصة بعنوان “ الوصول إلى بودابست”. وكانت لجنة تحكيم الجائزة في دورتها الثانية عشرة، التي يرأسها الكاتب والروائي الليبي”هشام مطر”الحاصل على الجائزة في دورة سابقة ، قد أكدت على أن جودة العمل تستند إلى بعدين هما بعده اللغوي والبعد الإنساني الأخلاقي اللاوعظي المرتكز على استخدام لغة مؤثرة. يذكر أن جائزة كين تعتبر إحدى أهم الجوائز الإبداعية في القارة الإفريقية، وسبق منحها لكتاب كبار منهم “وول سوينكا” و”نادين جورديمر” و” ج.م. كويتزي”، وتبلغ قيمتها عشرة آلاف جنيه استرليني. بولاوايو واسمها الحقيقي “اليزابيث تشيل” سبق إدراج أعمالها القصصية في القوائم الأخيرة لعدة جوائز أدبية، وهي كاتبة معروفة في بلادها خاصة لدى قراء مجلة “ستوري تايم “ الزيمبابوية، ويعتبر فوزها بالجائزة المرة الثانية التي يحصل فيها كاتب زيمبابوي على جائزة كين، حيث سبق منحها سنة 2004 لمواطنها “ برايان تشيكوافا” عن قصة “ خيمياء الشارع السابع”، إلا أن ما يميز “الوصول إلى بودابست” هو طاقة مؤلفتها الإبداعية، حيث يأتي التعبير عما ترغب في قوله كوجهة نظر في الحياة بلغة جياشة وجادة ، تقول “ أنا مهتمة بما يحدث لدى تقابل عالمين مختلفين على نحو إشكالي، الغنى والفقر، البراءة وفقدها، العنف والإنسانيـة “. أحد عالمي بولاوايو يسلط الضوء على المعاناة الإنسانية كما تجسدها حياة ساكني إحدى مدن الأكواخ المنتشرة في القارة الأفريقية. وهي معاناة كما تعترف يختلط فيها العام بالشخصي أو جزء من تجربة الكاتبة نفسها والتجربة الحياتية في المناطق الفقيرة بشكل عام. ويدور الموضوع الرئيسي في القصة، حول مشاغبات ستة أطفال تتسم بالعنف في محاولة للحصول على الطعام. المشهد الافتتاحي للقصة التي نشرت السنة الماضية في “بوسطن ريفيو” الخاص بمراجعة الكتب، يتضمن تعليقاً يشرح خلاله الراوي - وهو أحد هؤلاء الأطفال ـ الأسباب التي تحمل شلة من هؤلاء الصغار على قطع المسافة المؤدية إلى منطقة مجاورة تعرف باسم بودابست “هنالك جوافة يمكن سرقتها، إنني الآن، أتوق إلى الحصول على الجوافة لأسد رمقي.. “ تضيف المؤلفة “هناك تقابلهم تلك السيدة القادمة من لندن التي تبدى اهتماماً شديداً بالتقاط صورهم، وهو ما أتصور أنه يحدث عادة عندما يأتي الغربيون إلى أفريقيا، إلا أنها تجهل تماماً أنهم جوعى”. شخصيات المؤلفة الست، أفراد عصابة الجوافة الصغار (دارلينجج، باستارد، جودنوز...) يجسدون من جانب جزء من ذكريات قديمة عاشتها على أرض الواقع تعود إلى حقبة الاستعمار ومن الجانب الآخر جزء من تركة ثقيلة لواقع حياتي سيئ في بلادها كان ولايزال أفراده يعيشون تحت مستوى خط الفقر والقهر الاجتماعي. وبالنسبة للقارئ فلا يمكنه إلا التعاطف مع هذه الشخوص التي تفوق معاناتها ما يمكن أن يتصوره الآخرون. هم في النهاية ضحايا تلك الظروف، يعاني بعضهم من الفقر والتمييز الاجتماعي، والبعض من العنف الأسري وحين تقدم إحداها وهي فتاة في العاشرة على أنها تحمل سفاحاً من جدها وشخصيات أخرى تواجه الموت فلا يمكنك إلا التروي في أحكامك، فيما تبدو القصة كاللقطة التي تظهر هؤلاء في حالة تلبس بجريمة. ذات مرة يقرر هؤلاء السطو على بساتين الجوافة فيصلون إلى المكان الذي يشبه الجنة، تلك الجنة تعيش فيها نساء مشغولات بقضاء أوقات فراغهن في الدردشة والاهتمام بجمالهن، ورجال يلعبون الداما وأطفال لا يمكنهم الاقتراب منهم. اللقطة تبدو أكثر إثارة حين يقابل الصغار سيدة غنية تلقي لهم بقطعة من البيتزا لكي تسد رمقهم فتكون ردة فعلهم معاكسة تماماً لما ينبغي أن يحدث، حيث لا يتورع هؤلاء المشاغبون عن إهانتها وتجريحها لأنها المرة الأولى في حياتهم، التي يشاهدون فيها هذا النوع من الطعام. كما يزيد حجم الإثارة عندما تتحول إلى صدمة، حين يعثرون في طريق عودتهم على جثة شخص يعرفون أنه مات منتحراً، ملقاة على قارعة الطريق. إن ما يتضمنه العمل هو تلك الرؤية الإنسانية، الأخلاقية التي يأتي التعبير عنها سلساً خالياً من الوعظ، رغم أنه لا يخلو من القوة والتأثير في مشاعر الآخرين. وبوجه عام فإن وجهة نظر بولاوايو في أي مشهد حياتي تتشابه؛ وبالنسبة لها ككاتبة تعلق على الحياة الثقافية والأدبية في بلادها استناداً إلى جملة من المسلمات ترتكز عليها الحياة الثقافية في زيمبابوي تقول “لقد عانت زيمبابوي أيضاً من الشح فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة الأدبية، أسماء قليلة تمكنت من اقتحام المشهد الأدبي، إن تاريخنا الأدبي يسيطر عليه الذكور”. وعلى الرغم من وجودها منذ سنة 1999 في الولايات المتحدة لاستكمال تعليمها العالي في الفنون الجميلة والكتابة الإبداعية ثم العمل كمحاضرة في إحدى الجامعات الأميركية وانتظار صدور روايتها “نحتاج إلى أسماء أخرى” إلا أن ما تفكر فيه هو العودة إلى بلادها والكتابة من المكان الذي يلهمها حيث تقول “لا أشعر بأن حياتي في أميركا تلهمني على الإطلاق”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©