"جريدة الإتحاد" بمراكز النازحين في أنحاء لبنان

بيروت - ''الاتحاد'' تبدو مراكز تجميع المساعدات لفرزها وتعليبها كما لو أنها خلية نحل فعلاً،ثلاث طائرات اماراتية تابعة للقوات المسلحة تصل تباعاً إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، اللجنة التي تنظم عمليات الوصول تقف على أرض المطار تشرف على الترتيبات اليومية للجسر الجوي الذي لم يتوقف· على الفور يفتح الباب الخلفي للطائرات ''سي ''130 لتبدأ عملية التفريغ سريعاً· أقل من ساعة تخرج الكميات من حرم المطار في طريقها إلى مراكز التوزيع· المرحلة الأولى إلى مؤسسة رفيق الحريري للأعمال الخيرية، هناك يقف متطوعون من شبان وشابات للبدء فوراً في عملية توضيب الكميات من المواد الغذائية في حصص للأسر والأفراد ليتم نقلها على الفور إلى المراكز التي يتجمع فيها النازحون وتضم هذه الحصص الحاجيات الغذائية الضرورية لكل أسرة من حليب ومشتقاته وحبوب وزيت وسكر وأرز ومعلبات وطحين وغير ذلك بما يمكّن كل أسرة من تأمين الوجبات الغذائية الأساسية في مراكز تجمع النازحين· لوائح للتوزيع ثمة لوائح عدة لتأمين حسن التوزيع على كل الأسر حيث يقدر عدد العائلات التي تسلمت المساعدات هذه بأكثر من ثلاثين ألف أسرة بما معدله 150 ألف نسمة منذ أن بدأ الجسر الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمتابعة دائمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية· لقد وصلت الى بيروت كميات تزيد عن 600 طن من المواد الطبية والغذائية بعضها سلم إلى وزارة الصحة اللبنانية والهيئة العليا للإغاثة وهي الجهة الرسمية التي تشرف على كل المساعدات التي تصل إلى لبنان من أجل تنظيم تسليمها للنازحين· ويقوم الهلال الأحمر الإماراتي بدور رائد في هذا المجال في إعداد وترتيب هذه المساعدات وتقديمها وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الاحمر ، وتصل عادة الكميات الغذائية موضبة بشكل يسهل سرعة فرز المواد وهو ما يساعد على وصول هذه الكميات إلى المحتاجين إليها بالسرعة المرجوة أمام الضغط المتزايد الذي يعيشه لبنان مع تزايد حركة النزوح، حيث وصل عدد النازحين إلى ما يزيد عن المليون نازح باتجاه بيروت ومناطق لبنانية عدة· مبادرة رائدة يقول عصام عرقجي مسؤول الإغاثة في مؤسسة الحريري إن ما قدمته دولة الإمارات يعتبر مبادرة انسانية رائدة تعكس حجم ما يربط بين الشعبين الشقيقين وليس غريباً على الإمارات ما تقوم به حيث كانت معنا دائماً وهذا ما نستذكره عام 1996 وفي مراحل مختلفة· وقال إن مؤسسة الحريري للأعمال الإنسانية والخيرية تقوم بتوضيب هذه المساعدات لتوزيعها مباشرة على مراكز النازحين وفق جداول معدة لتأمين وصولها خاصة للعائلات التي تنزح ايضاً مع تزايد الاعتداءات· ومن مركز الإغاثة في مؤسسة الحريري إلى مركز جمعية كاريتاس لبنان والتي تقوم بأعمال الإغاثة حيث نقلت بعض المساعدات الإماراتية من الطائرات مباشرة إلى هذه الجمعية والتي كانت قد حضرت المستوعبات لتعليب وتجهيز الحصص الصغيرة عبر مجموعة من المتطوعين لهذه الغاية حيث سبق أن تسلمت مساعدات اماراتية مع بدء حملة الاغاثة وتحريك الجسر الجوي الإماراتي· وتسلمت كاريتاس ما نسبته ثلاثون بالمئة من المساعدات الاماراتية أي ما يزيد عن السبعين طناً من المواد الغذائية وغيرها، فيما تسلمت مؤسسة الحريري ما يزيد عن الستين طناً من المساعدات· وتم تسليم الصليب الأحمر اللبناني ما نسبته 78 طناً، والهيئة العليا للاغاثة 55 طناً والهيئة الإسلامية للرعاية 43 طناً ووزارة الصحة اللبنانية 30 طناً·