يقوم الإعلام المدرسي بدور ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية· وعلى الرغم من وجود اللجان الإعلامية العديدة في مدارسنا في منطقة ابوظبي التعليمية وإصدار الأعداد الكثيرة من المجلات المدرسية والإعلامية والنشرات التربوية الشهرية، إلا أن القليل من المدارس تهتم بتقديم الخدمات التربوية الإعلامية الهادفة والمؤثرة بالنسبة للطالب على الصعيد المدرسي، كما أنها مازالت بعيدة كل البعد عن الدور الإعلامي المدرسي الحقيقي المنشود·
ان الإعلام المدرسي ليس فقط نشر أخبار وأنشطة ومسابقات واحتفالات قامت بها إدارات المدارس، وإنما يعد من أهم وأكثر اللجان المدرسية تأثيراً وتأثراً بالمحيط والمجتمع المدرسي والمحلي الذي يتعايش معه الطالب كل يوم ·
لذا فمن أبرز القضايا المعاصرة التي يجب أن تعنى بها لجان التربية الإعلامية بمدارسنا هي تثقيف الناشئة من الطلاب بدءاً من مدارس الحلقة الأولى التأسيسية وحتى المرحلة الثانوية ، وتوعيتهم بسبل التعايش مع الآخرين في المجتمع، واستيعاب مقتضيات العصر الحديث في تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية شكلاً وأسلوبا مع الحفاظ على جوهرها الذي لا يختلف مع الشريعة الإسلامية ، وآليات التفاعل مع العولمة، وتعبئة شباب الوطن لمواجهة الأحداث الجارية الطارئة وغير الطارئة، وتمكينهم من المهارات التي تعينهم على المواجهة عوضاً عن الخوف والاستسلام ، أو إسقاط المشكلات على الغير·
كما تعنى التربية الإعلامية المدرسية بمساعدة الطلاب على فهم حقوقهم وواجباتهم، وتقدير قيم الشورى، والإخلاص، وحب الوطن، والانتماء الصحيح، واحترام الآخرين·
كذلك يجب أن تهتم تلك اللجان الإعلامية المدرسية بالمشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في المدارس والتي يجب ان تكون تلك اللجان الإعلامية ركيزة مهمة في أجندة الاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة ·
ومن أهم ما يجب ان تركز عليه تلك اللجان الإعلامية المدرسية، هو إكساب الطلاب الثقافة الاجتماعية النقية، ومهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء وبين المتغيرات، ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال، وتمكنهم من استيعاب الخصوصيات الثقافية في علاقتها مع العموميات والمتغيرات الثقافية الأخرى·
وإلى جانب ذلك، فإن من أهم الأدوار للجان الإعلامية المدرسية هو ان تساعد على تكوين نموذج القدوة الحسنة لدى الطلاب في المدرسة، وامتلاك الطلاب مهارات الخطابة والعرض والحوار وحسن تقدير الإنجازات، والتحمل والصبر، وتعزيز مفاهيم اجتماعية وصحية بالغة الأهمية لديهم·
كما أن الإعلام التربوي يمكن تقديمه بصورة وألوان شتى، وتستخدم فيها وسائط عديدة كالمعلمين والمناهج الدراسية، والإذاعة والصحافة المدرسية، والأنشطة اللاصفية والمعارض ومشاركة المجتمع المحلي بكل فعالياته وبرامجه الإنسانية والتطوعية والرياضية والاجتماعية، إلى جانب الفنون المدرسية على اختلافها وذلك بغية إعداد الطالب لكي يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه يملك اتجاهات إيجابية نحو الناس ونحو الأشياء ونحو العمل ونحو الإنتاج، ومشاركاً فاعلاً في علاج مشكلات بيئته ومجتمعه، وقادراً على تحقيق شروط المواطنة السليمة في تصرفاته وسلوكياته برمتها·
هدى جمعة الحوسني
موجهة بمنطقة أبوظبي التعليمية
عدد اليوم
