الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقول أطفال التوحد أقل مرونة من الطبيعيين

عقول أطفال التوحد أقل مرونة من الطبيعيين
7 أغسطس 2014 20:00
كشفت دراسة حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية، شملت تصوير أنشطة الدماغ لدى أطفال التوحد، أن عقول هؤلاء الأطفال تعتبر غير مرنة نسبياً في التحول من وضع الراحة إلى أداء المهام حيث إن هُناك شبكات معينة في عقول الأطفال المتوحدين غير مرنة نسبياً في التحول من وضع الراحة إلى وضع الانهماك في أداء مهمةٍ ما. كما وجدت الدراسة أنه بدلاً من التحول إلى أداء وظيفة، يبدو الترابط في الشبكات الأساسية لعقول الأطفال المتوحدين مشابهاً للترابط في باقي العقل، وكلما زادت هذه المرونة كلما كانت أعراض السلوكيات التكرارية والمقيدة للطفل أكثر حدة الشيء الذي يميز اضطراب التوحد. وقد استخدمت الدراسة المنشورة على الإنترنت في 29 يوليو في مجلة CerebralCortex- التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRL) لفحص النشاط العقلي للأطفال في وضع الراحة وأثناء القيام بمهمتين: حل مسائل رياضية بسيطة والنظر إلى صور ذات أوجه مختلفة، وقد تضمنت الدراسة عدداً متساوياً من الأطفال المتوحدين وغير المتوحدين. القصور الاجتماعي إن الاضطراب التنموي الذي يؤثر الآن على طفل واحد من بين كل 68 طفلاً في الولايات المتحدة يتسم بالقصور الاجتماعي والتواصلي والسلوكيات التكرارية والمشكلات الحسية، فتقول لوشينا أودين - الحاصلة على الدكتوراة والكاتبة الرئيسية للدراسة: «لقد وجدنا أنه من بين مجموعة الترابطات المخية المعروفة بأwهميتها للتحول بين المهام المختلفة، أظهر الأطفال المتوحدون «مرونة عقلية» أقل مقارنةً برفاقهم الذين ينمون بشكل طبيعي». وكانت أودين- التي تشغل حالياً منصب مدرس مساعد في علم النفس في جامعة ميامي - باحثة بعد الدكتوراة في ستانفورد في وقت إجراء البحث. ويقول فينود مينون - الحاصل على الدكتوراة وأستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد والكاتب الرئيسي للدراسة: «من أهم النتائج التي توصلنا إليها هو أنه بإمكاننا ربط عدم المرونة هذه في الحالة العقلية الفسيولوجية العصبية بعدم المرونة السلوكية لأن ذلك يعطينا إشارات إلى أنواع العمليات التي تنحرف عن مسارها في اضطراب التوحد. تقييمات لقد ركز الباحثون على شبكة من المناطق المخية التي درسوها قبل ذلك، وهذه المناطق المخية متضمنة في عمليات صنع القرار وأداء المهام الاجتماعية وتحديد أحداث معينة في البيئة لتوجيه السلوك، وقد أظهرت الأبحاث السابقة لفريق العمل أنه في الأطفال المتوحدين، كان النشاط المخي في هذه المناطق أكثر ترابطاً عندما كان العقل في حالة راحة عنه في الأطفال الذين لا يعانون من اضطراب التوحد. ووجدت الأبحاث والدراسات الحديثة أنه في اضطراب التوحد يكون الترابط في هذه الشبكات - الذي يمكن رؤيته من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي - متشابهاً إلى حد كبير بغض النظر عمَّا إذا كان العقل في وضع الراحة أو أداء المهام. وعلى النقيض، يكون هناك تحول بشكل أكبر في الترابط المخي للأطفال الطبيعيين في حالة أداء المهام، وقد تضمنت الدراسة 34 طفلا متوحدا و34 طفلا طبيعيا، وخضع جميع الأطفال المتوحدين لتقييمات اكلينيكية قياسية لتمييز مدى حدة اضطرابهم، ثم تم تقسيم المجموعتين بشكل نصفي: 17 طفلا متوحدا و17 طفلا طبيعيا خضعوا جميعاً للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أثناء وضع الراحة وأثناء حلهم لمسائل حسابية بسيطة، وباقي الأطفال تم تصوير عقولهم في وضع الراحة وأثناء أدائهم لمهمة تتطلب منهم التمييز بين وجوه أشخاص مختلفة، وقد تم اختيار مهمة التعرف على الوجوه لأن اضطراب التوحد يتسم بالقصور الاجتماعي، وتم اختيار مهمة الرياضيات لتدل على المنطقة الدماغية التي يعاني الأطفال المتوحدون من القصور فيها عادةً. لقد أردنا أن نختبر فكرة ضرورة وأهمية العقل المرن للسلوكيات المرنة. أداء وكان أداء الأطفال المتوحدين جيداً مثل رفاقهم الطبيعيين في كلتا المهمتين أي أن كليهما كان جيداً في التمييز بين الوجوه وفي حل المسائل الرياضية، غير أن نتائج تصوير الدماغ كانت مختلفة. فبالإضافة إلى قلة المرونة المخية، وجد الباحثون ترابطاً بين درجة عدم المرونة وحدة السلوكيات التكرارية والمقيدة مثل أداء نفس الروتين مراراً وتكراراً أو الهوس بموضوع مفضل. ويقول كوستوب سوبيكار - الحاصل على الدكتوراة والباحث المشارك والكاتب الرئيس الآخر للدراسة: «قد تساعد النتائج الباحثين في تقييم الطرق العلاجية المختلفة لاضطراب التوحد، فأساليب العلاج التي تزيد من مرونة العقل في التحول من وضع الراحة إلى السلوكيات الموجهة نحو هدف قد تكون هدفاً جيداً على سبيل المثال». يقول سوبيكار: «لقد حققنا تقدماً في تحديد قاعدة دماغية لاضطراب التوحد، وأصبحنا الآن مهتمين بالتحديد الدقيق للأنظمة والإشارة إلى الآليات التي لا تعمل بشكل مناسب الشيء الذي يتيح لنا تعاملاً أفضل مع كل من التفكير في العلاج والنظر في التغير أو المرونة الدماغية». (ترجمة: عزة علي يوسف)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©