الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

11 ألف وفاة و إصابة 181847 شخصاً في 296 ألف حدث مروري خلال 20 عاماً

11 أغسطس 2006 00:49
تحقيق- عبدالرحيم عسكر: تعتبر الحوادث المرورية من المشاكل التي تواجه جميع دول العالم ويواجه مجتمعنا مشكلة كبيرة تتمثل في الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات والتي تتطلب حلا عاجلا متمثلا في وضع ورسم خطط واستراتيجيات قريبة وبعيدة الأمد والتي من شأنها تقليل نسبة الوفيات والإصابات وذلك بالتشجيع على استخدام حزام الأمان بصورة دائمة ومستمرة لركاب المقاعد الأمامية كما نصت عليه المادة 33 من قانون المرور الاتحادي رقم 5 لعام 1995 · ومن هنا جاءت أهمية حملات حزام الأمان التي تقوم بها القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة بإدارة المرور والدوريات حيث أثبتت جميع الدراسات العالمية أن حزام الأمان يقلل من نسبة الوفيات بنسبة 45% إلى 60% ويقلل من نسبة إصابة الرأس والصدر بنسب تتراوح بين 50% إلى 83 % ، ورغم ذلك إلا أن نسبة المواطنين المستخدمين لحزام الأمان قليلة وأن النساء أكثر التزاماً من الرجال في استخدام حزام الأمان ··هذا ما أظهرته الدراسة الميدانية المختصة بحزام الأمان · يقول العقيد غيث الزعابي مدير إدارة المرور والترخيص بأبوظبي إن حزام الأمان له دور كبير في التقليل من نسب الإصابات في الحوادث المرورية وتأتي مخالفات حزام الأمان وفق قانون السير والمرور المعمول به حالياً على أن يلتزم قائد المركبة والراكب في المقعد الأمامي بربط حزام الأمان أثناء السير في الطرق ، موضحاً أن هذا القرار يأتي للمحافظة على سلامة قائد المركبة ومرافقيه في حال وقوع حادث لاسمح الله والتقليل من حدة الإصابات داخل المركبة · وشدد العقيد الزعابي على ضرورة جلوس الأطفال في المقعد الخلفي للسيارة ضمن مقاعد مخصصة للأطفال وذلك ضماناً لسلامتهم ، حيث أن من الممارسات الخاطئة التي نشهدها أن الأباء والأمهات يحتضنون أبناءهم في المقعد الأمامي وهذا تصرف خاطئ يعاقب عليه القانون فيجب الالتزام بما يضمن سلامة جميع ركاب المركبة على الطريق وهذا ما تود إدارة المرور والدوريات الوصول إليه من خلال مخالفات حزام الامان ولا ترجو العائد المالي من وراء هذه المخالفات منوهاً بأن عدد مخالفات حزام الامان خلال النصف الأول من هذا العام بلغ 42011 مخالفة · أسبوع للسلامة المرورية وأشار الزعابي إلى أن الأمم المتحدة أصدرت قراراً بتنظيم أسبوع للسلامة المرورية يعقد لأول مرة على مستوى العالم ابتداً من العام المقبل 2007 وسترعى هذا الأسبوع الأمم المتحدة ومنظمات الصحة العالمية · وكشف العقيد الزعابي أن إدارة المرور والدوريات تقوم بإعداد دراسة لتعميم ربط حزام الأمان لركاب المقعد الخلفي في السيارة بحيث ترفع التوصيات إلى وزارة الداخلية ليتم اتخاذ القرار في هذا الشأن · وأضاف العقيد الزعابي أن القيادة العامة لشرطة أبوظبي المتمثلة بإدارة المرور والدوريات تولي اهتماماً كبيراً بموضوع السلامة المرورية وذلك بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية بالعمل على ضمان السلامة العامة لكل مواطن ومقيم على أرض الدولة لذلك تبنت القيادة العامة لشرطة أبوظبي حملة حزام الأمان والتي استمرت ستة أشهر ومن خلالها تم استنتاج النتائج الأولية للحملة على أن يتم الانتهاء من النتائج النهائية في شهر سبتمبر القادم ، موضحاً أن الحملة أخذت جانبا توعويا وميدانيا حيث طرأ نوع من التحسن في استخدام حزام الامان من خلال نتائج الحملة ولكن ليس بالمستوى المطلوب والتي تطمح إليها القيادة العامة لشرطة أبوظبي · وقال الزعابي إن تقنيات السلامة الموجوده في السيارات الآن عامل مساعد في التقليل من إصابات الحوادث وإن جمعية الإمارات للمواصفات والمقاييس تضع مواصفات ومقاييس على مستوى عال من الأمن والسلامة للسيارات الموردة الى الدولة ولكن يبقى الدور الأكبر والأهم على السائق في استخدام هذه التقنيات · استجابة للحملة قال الدكتور يوسف الحوسني الباحث في مجال السلامة المرورية بعد مرور أربعة أشهر منذ انطلاقة الحملة الخاصة باستخدام حزام الأمان بمدينة أبوظبي و نحن نلاحظ استجابة سريعة وواضحة من قبل السائقين و الركاب الأماميين لمختلف أنواع المركبات و هذه دلالة واضحة على الجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة المرور و الدوريات بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي و على المنهجية الواضحة التي تبنتها القيادة العامة في تطبيق هذه الاستراتيجية و التي تعتبر الأولى من نوعها من حيث محاورها و المدة الزمنية التي امتدت الى أربعة أشهر و على الأسلوب العلمي المتبع في تأسيس قاعدة البيانات الأولية لاستخدام حزام الأمان عن طريق الملاحظة المباشرة، وقد أثبتت التقارير الصادرة عن إدارة المرور و الدوريات بانخفاض ملحوظ في عدد الوفيات و الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية بإمارة أبوظبي خلال الشهور الخمسة الماضية، و لكن لن نقف عند هذا الحد فقط وإنما نطمح لمزيد من الانخفاض في عدد و نسبة الوفيات و الإصابات المرورية و نطمح الى أن ترتفع نسبة استخدام حزام الأمان الى تلك النسب في الدول المتقدمة على مدى الشهور القادمة، مشيراً الى أن هذه بداية لحملات متوالية و متتالية و متواصلة لرفع الوعي المروري لدى مختلف شرائح المجتمع فيما يختص بالمخالفات المرورية الكبيرة التي تودي بحياة مستخدمي السيارات و مستخدمي الطرق كالسرعة الزائدة و تجاوز الإشارة الحمراء و الوقوف في الأماكن الممنوعة والقيادة بتهور وطيش وعدم استخدام حزام الأمان أثناء القيادة حيث تشكل المخالفات السابق ذكرها أكثر من 85% من إجمالي المخالفات· وأضاف الحوسني أن هناك بعض المؤشرات الأولية التي أظهرتها نتائج دراستنا الميدانية خلال النصف الأول من الحملة و التي يجب أن تؤخذ بكل جدية ووضعها موضع الاهتمام عند تناول النتائج النهائية في الأسابيع القادمة، و من أهم تلك المؤشرات التي قد تؤثر سلبا مستقبلا على الحملات المرورية أن هناك علاقة قوية ووثيقة بين نسبة استخدام حزام الأمان و الجنسية حيث أن المواطنين أقل التزاما باستخدام حزام الأمان سواءا كانوا سائقين أم ركابا أماميين ، وأن نسبة استخدام حزام الأمان أقل بين ركاب السيارات التي تستخدم المخفي و خاصة النسبة التي تتجاوز الحد القانوني 30% حيث يصعب على رجال المرور و الدوريات مراقبة ركاب السيارات نظرا لعدم وضوح الرؤية و نسبة استخدام المخفي أكثر بين المواطنين مقارنة بالوافدين و هذا انعكس سلبا على النسبة المتدنية لاستخدام حزام الأمان بين أوساط الفئة المواطنة بمختلف فئاتها العمرية و نوعية المركبات و ساعات اليوم و أيام الأسبوع، كما أن الفئة العمرية الشابة أقل استخداما لحزام الأمان مقارنة بالفئة السنية بين ال 40-60 سنة، كما اتضح لنا أن نسبة استخدام حزام الأمان أقل خلال ساعات الليل من ساعات النهار و كذلك تقل النسبة في نهاية الأسبوع مقارنة بأيام الأسبوع العادية، وأن النساء أكثر استخداما لحزام الأمان من الرجال، بالإضافة إلى أن نسبة استخدام حزام الأمان أقل في المناطق الريفية من المدينة و الطرق الخارجية· نسب عالمية وأشار الحوسني إلى أنه رغم المؤشرات الايجابية للحملة و تحسن نسبة استخدام حزام الأمان إلا أننا ما زلنا بعيدين عن النسب العالمية التي نسعى للوصول إليها ، مثلا نسبة استخدام حزام الأمان في فرنسا 97% ، أستراليا 95% ، ألمانيا 94% المملكة المتحدة 92% السويد 92% الولايات المتحدة 82% و أبوظبي 35,5% و أن نسبة المواطنين المستخدمين للحزام أقل بكثير من الوافدين قبل و بعد الحملة و هذا يتطلب منا جهودا كثيرة و كبيرة موجهة لهذه الفئة التي تشكل نسبة كبيرة من الإصابات و الوفيات على مستوى الدولة و مستوى الإمارة و رغم تفاؤلنا باستمرار الزيادة في استخدام حزام الأمان إلا أننا نحتاج الى الصرامة في تطبيق القوانين و اللوائح المرورية ونشر الوعي المروري تارة بالنصح و الإرشاد و أخرى بالعقوبة و الحزم و علينا الاستثمار الأمثل في البرامج الوقائية و تكثيف الجهود و إشراك جميع قطاعات المجتمع فى دعم مثل هذه الجهود التي ستكلل نجاحها بتقليل عدد الوفيات و الإصابات و حدتها عندما يستخدم الحزام الاستخدام الصحيح و الأمثل و يصبح عادة تلقائية· وقال الحوسني إن مجمل الحوادث المرورية بالدولة منذ عام 1985 الى عام 2004 بلغ 296588 حادثا مروريا نتجت عنه 11110 حالات وفاة و181847 إصابة ، ونصيب إمارة أبوظبي من هذه الوفيات 4840 وفاة بمعدل 44% و79676 إصابة بمعدل 44% ، وهناك 1371 حالة وفاة و21329 إصابة بين المواطنين في إمارة أبوظبي خلال العشرين سنه الماضية وهم يشكلون 12% من وفيات الدولة بسبب الحوادث المرورية و12 % من إجمالي إصابات الدولة · وأضاف الحوسني أن علينا وضع خطط واستراتيجيات مرورية متكاملة واضحة الأهداف والرؤى وتطبق بكل حزم وصرامة حتي تأتي بنتائجها وعدم التهاون مع من يستهين بتلك القوانين والأنظمة ومعالجة الحوادث المرورية من جذورها وليس فقط آثارها ، كما علينا أن ننقاد للقوانين المرورية جملة وتفصيلاً والاستفادة من تجارب الدول التي وصلت نسبة وفيات الحوادث المرورية لأقل من 7 حالات لكل مائة ألف نسمه وعلينا أيضاً أن نستخدم حزام الأمان في جميع الأوقات حتى نصل الى نتائج مرضية وبالتالي الوقوف في وجه هذه الحرب المدمرة التي يروح ضحيتها الفئة العمرية المنتجة التي تعول عليهم البلاد في تنميتها وتطورها · وقال الرائد جمال العامري مدير إدارة العلاقات والتوعية المرورية بأبوظبي يعتبر حزام الأمان ضروري جداً للوقاية من الإصابات البالغة التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان في الحوادث المرورية وانطلاقاً من أن التوعية المرورية هي عمل جماعي معني فيه جميع الأجهزة الرسمية والخاصة كالإعلامية والمؤسسات التعليمية والتربوية قامت إدارة إدارة العلاقات والتوعية المرورية بتنظيم المحاضرات التوعوية والحملات المرورية التي من خلالها تتواصل مع الجمهور، منوهاً بأن الحوادث المرورية لا يمكن الحد منها نهائياً ولكننا نستطيع وبمساندة الجهات المعنية التقليل منها ومن آثارها السلبية على الفرد والمجتمع من خلال التثقيف المروري · وأشار العامري لا بد من تضافر الجهود مابين الأندية الاجتماعية والقطاع الخاص في توفير التوعية المرورية للجميع ، وأن إدارة المرور والترخيص بأبوظبي على أهبة الاستعداد في تنظيم المحاضرات التوعية سواء للمدارس أو المعاهد أو الجامعات للوصول بمستوى أفضل وسلامة على الطريق لمستخدمي الطريق من السائقين · وأضاف العامري أن إدارة العلاقات والتوعية تقوم بزيارات ميدانية إلى جميع المناطق في إمارة أبوظبي كما تقوم بتثقيف الجمهور من خلال الأفلام الوثائقية التي تبين أهمية حزام الأمان في حماية الراكب داخل المركبة من شدة الارتطام بأجزاء السيارة الداخلية وذلك لترسخ الفكرة لمشاهدي هذه الأفلام الوثائقية والعمل على الاستخدام الأمثل لحزام الأمان بما يضمن سلامتهم داخل المركبة ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©