الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العويس: الإمارات تواصل مبادراتها لعالم خالٍ من الأمراض

العويس: الإمارات تواصل مبادراتها لعالم خالٍ من الأمراض
15 نوفمبر 2017 23:32
هالة الخياط (أبوظبي) أكد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن الإمارات ستواصل مبادراتها متعددة الأطراف للوصول إلى عالم خال من الأمراض. جاء ذلك خلال كلمة معاليه الافتتاحية لمنتدى الصحة العالمي «بلوغ آخر ميل.. العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية» الذي عقد أمس تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في السوق المالي العالمي بجزيرة المارية. وقال العويس، إن موقع الإمارات المتميز وربطها بين الشرق والغرب أسهم بشكل كبير في تسهيل مهمتها لتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن أحد أولويات الدولة المحافظة على التقدم في خطواتها ورفع مستويات التمويل، بالإضافة إلى استمرار المبادرات متعددة الأطراف حتى نصل إلى عالم خالٍ من الأمراض مع تأكيد ضرورة تعزيز الاستثمارات في كل أنحاء العالم. ولفت العويس إلى أن الجهود المبذولة من الدولة بالتعاون مع مؤسسة بيل غيتس وجيمي كارتر ومنظمة الصحة العالمية هدفها استراتيجي يتمثل في القضاء على الأمراض المهددة للبشرية، وإنقاذ الناس من دائرة الخطر. وأشار معاليه إلى أن هناك مئات الملايين في الدول الفقيرة يعانون عدداً من الأمراض والأوبئة الصعبة، لافتاً إلى أن أبسط حقوق هؤلاء هو رفع المعاناة عنهم، وأن يعيشوا حياة خالية من الأمراض والأوبئة الخطيرة. وأكد أن الإحصاءات المتعلقة بالأمراض المعدية تثير القلق بشكل كبير، خاصة أن جميع الأمراض يمكن الوقاية منها والقضاء عليها بالتوعية والعلاجات واللقاحات، والعالم أحرز تقدماً في مواجهة الأمراض الصعبة. وأشار إلى أنه كان من الصعب جداً في السبعينيات توقع القضاء على أمراض الجدري والكوليرا، إلا أننا اليوم نستطيع القول إن أمراض دودة غينيا وشلل الأطفال ستواجه المصير نفسه وسيتم القضاء عليها بشكل كامل. وأوضح أن الإصابة بتلك الأمراض انخفضت خلال 15 عاماً الأخيرة بشكل كبير، وتعد دولة الإمارات طرفاً رئيساً في الوصول إلى هذا الإنجاز والنجاح في تقديم المساعدات للمحتاجين من مختلف أنحاء العالم. هدف استراتيجي من جانبها، أكدت الدكتورة مها بركات، أن القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها يعتبر هدفاً استراتيجياً عالمياً وركيزة أساسية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الدولي. وقالت إن العائد الاقتصادي على الاستثمار مثير للإعجاب أيضاً، حيث إنه من المتوقع أن يسهم تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمواجهة أمراض المناطق المدارية المُهمَلة في تحقيق ما يقدر بنحو 565 مليار دولار أميركي كمكاسب إنتاجية في الفترة من 2011 وحتى 2030 من العلاج الكيميائي الوقائي وحده. وهذا يمثل واحدة من أفضل الصفقات الرابحة في قطاع الصحة العالمي وعملية التنمية في الوقت الحال. وأضافت أن العالم اليوم على وشك استئصال مرض دودة غينيا وشلل الأطفال، مؤكدة أن هناك تقدماً هائلاً فيما يتعلق بتخفيف المعاناة الإنسانية في كل مكان والقضاء على أمراض مثل العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي والملاريا التي كانت في يوم من الأيام الأكثر فتكاً وإثارة للرعب في العالم. وأشارت بركات إلى أن توفير اللقاحات والعلاجات يعتبر سلاحاً فتاكاً لمحاربة الأمراض المعدية القاتلة والتي يمكن الشفاء منها بتوفير العلاجات المناسبة. وعن جهود الإمارات في مواجهة الأمراض المعدية، قالت إن الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - بدأ مسيرة عطاء الإمارات في مجال الخير والإنسانية منذ أكثر من 30 عاماً حينما تعهدت الدولة بدعم الجهود العالمية للقضاء على الأمراض بعدما تم إبرام شراكة مع مركز كارتر لاستئصال مرض دودة غينيا الذي لم يتم القضاء عليه بعد. وأضافت: اليوم تتواصل المسيرة بدعم قيادة الدولة الرشيدة التي تقدم أشكال الدعم كافة لتعزيز الجهود العالمية الرامية للقضاء على مرض دودة غينيا من بين أمراض أخرى يمكن الوقاية منها. وقالت، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يؤمن بأنه لدى قادة العالم الفرصة للقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، بل ومن واجبهم القيام بذلك لتخفيف معاناة البشرية ومنذ عام 2011 تعهّد سموّه شخصياً بتقديم 250 مليون دولار لدعم الجهود العالمية الرامية لاستئصال الأمراض الفتّاكة والقضاء عليها ومكافحتها، بما في ذلك 205 ملايين دولار لدعم حملة استئصال مرض شلل الأطفال، ومساهمات لصالح تحالف اللقاح «جافي»، إلى جانب 30 مليون دولار لدعم جهود القضاء على مرض الملاريا و15 مليون دولار للقضاء على مرض دودة غينيا. رحلة استئصال الجدري وتحدث لاري بريليانت رئيس صندوق مؤسسة سكول للتهديدات العالمية عن مسيرته في مكافحة مرض الجدري من العالم، وقال، إنه بفضل تضافر الجهود العالمية المتواصلة والمُنسقة قد يصبح مرض دودة غينيا وشلل الأطفال ثاني وثالث مرض بشري يتم استئصاله بعد نجاح العالم في استئصال الجدري نهائياً عام 1980، مشيراً إلى أنه من خلال المزيد من الاستثمار والاهتمام يمكننا القضاء على أمراض مثل العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي وغيرها. وقال دينيس اوغبي، محامٍ وأحد الناجين من شلل الأطفال وسفير للنوايا الحسنة للقضاء على شلل الأطفال، إنه نجح في تحدي هذا المرض ومواجهته والقضاء عليها. وأشار إلى أنه واصل التميز في حياته المهنية، واختير سفيراً للنوايا الحسنة للقضاء على مرض شلل الأطفال، مشيداً بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، والتي قادت إلى تحقيق إنجاز عالمي يقترب من الوصول إلى النسبة 0 % في هذا المرض على مستوى العالم. 99.9% استئصال دودة غينيا وقال الدكتور ارنستو رويزتيبين مدير برنامج استئصال مرض دورة غينيا في مركز كارتر أن نسبة استئصال المرض بلغت 99.9% وبتنا قريبين من إعلان التخلص الكامل من المرض. أضاف في تصريحات للصحفيين: نجحنا في خفض حالات العدوى في تشاد لأكثر من 30 % وحالات شدة العدوى إلى نحو 40 ?، موضحاً أن جهود المكافحة قادت إلى الوصول من 30 مليون إصابة بالمرض إلى عدد محدود للغاية. وأشار إلى أن مرض دودة غينيا يعرف بأنه المرض الأساسي للشعوب والأماكن المنسية، وهناك أحساس بالمساواة في علاج هذه المجتمعات من هذه الأمراض، حيث لا نرغب أن يعاني طفل من المرض. وقال إرنستو، إن المرض التالي الذي يمكن القضاء عليه هو الحصبة، وهناك جهود للتعامل مع الأمر وهناك عدد آخر من الأمراض المدارية المهملة التي يمكن القضاء عليها سوف يمرون بنفس نوع التحديات والإحباطات التي ممرنا بها، وعلينا أن نتحلى بالصبر لمواجهة هذه التحديات. القضاء على الملاريا بفضل التدخلات الفعالة وتعزيز الالتزام السياسي حدث تقدم ملحوظ في مكافحة الملاريا على مدى السنوات الـ 15 الماضية، ومع ذلك ما تزال الملاريا تودي بحياة طفل كل دقيقتين وتضر الاقتصاديات بشدة، لا سيما في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وركزت الجلسة على المناطق التي نجحت في مكافحة هذا المرض والتحديات الأكثر إلحاحاً التي ما تزال قائمة، والبحوث المهمة بشأن الابتكارات التي يمكن أن تسهم في القضاء على الملاريا على الصعيد العالمي. وترأس الجلسة الدكتور ويني مبانجو شومبوشو رئيس مجلس إدارة شراكة دحر الملاريا ومساعدة المدير العام السابق لمنظمة الصحة العالمية. وقالت ويني نحتاج لجهود حثيثة، وإن نؤمن بأن الوصول إلى خط النهاية ممكن، ومنذ 2012 حقق العالم تقدما ملحوظا في القضاء على الملاريا وإنقاذ الملايين من الأشخاص، وهو ما حققه الالتزام القوي من 500 من الشركاء بما فيهم دول عربية. وأضافت ويني الملاريا ما زالت تشكل تحديا وتقضي على طفل كل دقيقة بالذات في أفريقيا، وعليه فإن القضاء على الملاريا يشكل التحدي الأكبر، ما يتطلب تضافر الجهود لمواجهة المرض، مشيرة إلى أنه تم اعتماد سيرلانكا كواحدة من الدول الخالية من الملاريا. من جانبه، أشار الدكتور راجيثا هاريشاندرا سيناراتن وزير الصحة وطب السكان الأصليين في سيرلانكا أن الملاريا كانت لسنوات طويلة في بلاده، إلا أن إطلاق حملة للمكافحة في عام 1974 أسهم في تقليل الإصابات من 3 ملايين ونصف المليون شخص لتنخفض في عام 2011 إلى 70 حالة بفضل القيادة السياسية ومجموعات فنية مستقلة. ومن خلال الخطة الوطنية التي تم وضعها في 2014 تم القضاء على الملاريا وعدم تسجيل أي حالة، واعتبرت منظمة الصحة العالمية سيرلانكا خالية من الملاريا بفضل الحملة الشاملة لمكافحة المرض، وتم إنفاق ملايين الدولارات للقضاء على الملاريا. وحاليا يتم الترصد للحالات المشبوهة واستمرار المراقبة لأي حالة مشتبه بها. أما الدكتور بيدروال الونسو مدير البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا في منظمة الصحة العالمية فقال إنه خلال الـ 15 سنة الماضية شاهدنا تقدما غير مسبوق في مكافحة الأمراض، وانخفاض 40% في الوفيات، وما زال 40% من سكان العالم يعيشون في مناطق فيها عدوى الملاريا، ولدينا أصابات تصل إلى مليوني حالة في العالم، ونسبة كبيرة من السكان يعيشون في مناطق موبوءة، وأصبح هناك دول كثيرة فيها أقل من 100 إصابة وهي تتوجه للقضاء على المرض، وهذا التقدم في مكافحة الملاريا بدأ يتراجع مؤخراً، وسنواجه خلال السنوات المقبلة مشكلة استمرار الملاريا في دول وقرب اختفائه في دول أخرى. وأوضح أن الوصول لحالة صفر من الإصابة بالملاريا وتنفيذ استراتيجية مواجهة المرض يتطلب وجود أدوات وموارد مالية، ومضاعفة التمويل لتخفيض الإصابات بنسبة 40% بحلول عام 2020، وستتمكن 10 دول من القضاء على المرض، وفي عام 2030 فإن 50 دولة ستقضي عليه. وأشار ألونسو إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية ظل التمويل ثابتاً، ما جعل عملية الوقاية تصل إلى مستوى مستقر، و30% من الحالات بالملاريا تم تشخيصها وعلاجها، و70% من الحالات لم تشخص ولم تعالج و50% من هذه الحالات في أفريقيا. وقال: «نحن على وشك استخدام جيل جديد من اللقاحات ضد الملاريا، وبدأ ينتشر في 3 دول في أفريقيا، وما زلنا بحاجة إلى فهم الكثير عن آلية حدوث الملاريا، والإبداع والابتكار أمر مهم ومطلوب في عمليات المكافحة». وأكد أن المعركة ضد البعوض وناقل الأمراض تشكل ضغطاً على منظومة العلاج، ونحتاج إلى مواصلة الجهود في الأبحاث والتطوير، لا سيما أن هناك قدرة متنامية للطفيليات على عمليات المقاومة. أما البروفيسور اوستن بيرت، فقال نحتاج إلى التمويل وما زالت الملاريا موجودة في 50 دولة، ونحتاج إلى تكنولوجيا متطورة، وإلى الابتكار في عمليات المكافحة. ولفت بيرت إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة ووجود البيئة السياسية لها دور في دعم جهود المكافحة. وأشار إلى أهمية مكافحة البعوض للقضاء على الملاريا، وخبراء الحشرات يدركون أهمية استخدام عدة عناصر للقضاء على البعوض. وأوضح أن بعض الأدوية والعلاجات أصبحت غير فعالة، وهناك مقاومة للملاريا، ما يعتبر تحديا آخر في القضاء على المرض، وعلينا أن نستعد إلى ما سيحدث في المستقبل. يذكر أن الهدف الرئيس لمنتدى الصحة العالمي «بلوغ آخر ميل.. العمل معا من أجل القضاء على الأمراض المعدية» يتمثل في تحفيز الجهود الدولية لاستئصال الأمراض التي اقتربت من نهايتها مثل مرض دودة غينيا وشلل الأطفال والقضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها مثل الملاريا والعمى النهري. ويسلط المنتدى الضوء على الجهود الهائلة التي يبذلها العاملون في مجال الصحة العامة ممن كرسوا حياتهم لمكافحة الأمراض التي تهدد حياة الناس في البلدان المتضررة، ويسعى المنتدى إلى دعم المبادرات الدولية الرامية إلى مكافحة الأمراض المُعدية من خلال بناء شراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص. طبعة جديدة من كتاب عن «مبادرة محمد بن زايد» أبوظبي (وام) أصدرت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان كتاب «مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم» في نسخته الثانية، وذلك خلال فعاليات منتدى الصحة العالمي «بلوغ آخر ميل.. العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية» الذي عقد في أبوظبي أمس. ويبرز الكتاب في طبعته الجديدة المبادرات والمساهمات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دعم الجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال وحماية أطفال العالم منه. ويحتوي الكتاب على صفحات توثيقية عن الجائزة التي قدمها سموه لتكريم أبطال شلل الأطفال، واستعرض قسم منه جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية موثقاً بالمعلومات والبيانات والنتائج التي حققتها الحملة من عام 2014 وحتى عام 2017. كما تضمنت صفحات الكتاب العديد من الصور الحديثة لحملات التطعيم والتي يبرز من خلالها حجم وقيمة العمل الميداني الذي تبذله فرق التطعيم للوصول للأطفال المستهدفين في جميع المناطق، متجاوزين كل الصعاب والتحديات، إضافة إلى ذلك يحتوي الكتاب على معلومات أساسية عن مرض شلل الأطفال وتطور الجهود العالمية للقضاء عليه نهائياً في المستقبل القريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©