الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن سلول رأس النفاق يهدد بمنع الرسول والمؤمنين من دخول المدينة

7 أغسطس 2014 20:05
غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بني المصطلق، وهي التي هدم فيها مناة الطاغية، فنزل على ماء من مياههم يقال له «المريسيع»، فوردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له «جهجاه بن سعيد»، فازدحم وسنان الجهني حليف بني عوف من الخزرج على الماء فاقتتلا، وغضب عبد الله ابن ابيّ ابن سلول فقال ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل «سمن كلبك يأكلك»، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، يعني بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم. الأعز والأذل يقول أصحاب التفاسير والسير، مشى زيد بن أرقم إلى رسول الله، فأخبره الخبر، وعنده عمر بن الخطاب فقال دعني أضرب عنقه يا رسول الله، فقال: «إذن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»، وأرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن أبيّ، فقال له: «أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني؟»، فقال والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئاً من هذا قط، وإن زيدا لكاذب، وكان عبد الله في قومه شريفاً عظيماً، فقال من حضر من الأنصار، يا رسول الله شيخنا وكبيرنا لا تصدق عليه كلام غلام من الأنصار، فعذره رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبيّ ما كان من أمر أبيه، فأتى رسول الله، فقال إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي لما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما بها رجل أبر بوالديه مني، وأنا أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمناً بكافر، فأدخل النار، فقال النبي: «بل نحسن صحبته ما بقي معنا». وكان عبد الله بن أبي بقرب المدينة، فلما أراد أن يدخلها جاء ابنه عبد الله قال، لا والله لا تدخلها أبدا إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتعلم اليوم من الأعز من الأذل؟، فشكا عبد الله إلى الرسول ما صنع ابنه، فأرسل إليه رسول الله «أن خل عنه حتى يدخل»، فقال أما إذ جاء أمر النبي عليه الصلاة والسلام فنعم، فدخل، فلما نزلت هذه السورة وظهر كذبه قيل له، يا أبا حباب إنه قد نزلت فيك آيات شداد، وهي سورة المنافقون ومنها قوله تعالى: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ*يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة المنافقون: الآيتان 7 و8». القول إلى المنافقين وذكر الإمام أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول، عن زيد بن أرقم قال، غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقونا، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل حوله الحجارة، حتى يجيء أصحابه، فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه الأعرابي، فانتزع حجرا ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه، فأتى الأنصاري عبد الله بن أبي، رأس المنافقين، فأخبره - وكان من أصحابه - فغضب عبد الله بن أبي ثم قال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب - ثم قال لأصحابه، إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل. قال زيد بن أرقم، فسمعت عبد الله فأخبرت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه الرسول، فحلف وجحد واعتذر، فصدقه رسول الله وكذبني، فجاء إليَّ عمي، فقال ما أردت إلا أن مقتك رسول الله وكذبك المسلمون، فوقع عليَّ من الغم ما لم يقع على أحد قط، فبينا أنا أسير مع رسول الله إذ أتاني فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الدنيا، فلما أصبحنا قرأ صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين: «إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله» حتى بلغ: «ليخرجن الأعز منها الأذل». قال الإمام الشوكاني في «فتح القدير»، ذكر الله سبحانه مقالة شنعاء قالوها فقال: «يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، والقائل لهذه المقالة هو عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وعني بالأعز نفسه ومن معه، وبالأذل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومن معه، وإنما أسند القول إلى المنافقين مع كون القائل فرد من أفرادهم وهو عبد الله بن أبي لكونه كان رئيسهم وصاحب أمرهم وهم راضون بما يقوله سامعون له مطيعون. ثم رد الله سبحانه على قائل تلك المقالة، فقال: «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين»، أي القوة والغلبة لله وحده ولمن أفاضها عليه من رسله وصالحي عباده لا لغيرهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©