الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هكذا يحب الرجال

11 أغسطس 2006 23:35
''عرباً أترابا'' ذاك وصف قرآني لبعض صفات الحور العين، فالعروب في اللغة هي من تجيد التعبير عن حبها· ورغم قدرة المرأة التعبيرية في الإفصاح عن مشاعرها لزوجها، إلا أنها في الوقت ذاته تتمنى زوجاً عروباً، بيد أن طبيعة الرجل مختلفة عن المرأة، فهو بطبعه عملي، لا يترجم مشاعره إلا فعلاً لا قولاً، اللهم إلا لو كان شاعراً، وهنا غالباً ما يُشعر في غير حلاله، مستغلاً حالة الحب هذه ليستلهم منها تجربة شعرية يستفيد منها قلمه لا قلبه· لذا فكثيراً ما نسمع تحذير الآباء لبناتهم من الرجل ''اللسن'' الذي يقول ولا يفعل· وهذه نماذج حب واقعية، اعترفت من خلالها الزوجات أنهن تأكدن من حب أزواجهن لهن رغم أن ما قام به الأزواج محض مواقف ليست بها كلمة غزل واحدة· تقول الأولى: تزوجته زواجا تقليديا منذ 10 سنوات لم تخل من المشاكل والمسرات، وكنت أشعر أن زوجي يعاملني ''بمشاعر عدم الانحياز'' فلم أكن أشعر أنني مفضلة عنده أو منبوذة منه، فهو شخصية صامتة ورزينة، ورغم أننا لم ننجب إلا أنه لم يلمح لي يوماً أن هناك ما ينقصه وبالطبع كنت أتعرض لكثير من الأسئلة المحرجة والتلميحات الجارحة من الكثيرين، وهنا فقط كان يخرج عن صمته، بل كان يتشرس في الدفاع عني، كما كان يعلمني كيف أرد على هذه الأسئلة الفضولية حتى لو جاءت من طرف عائلته، وعندما زادت تلميحات والدته، دافع زوجي عني وطلب من والدته عدم فتح هذا الموضوع معي بتاتاً منعاً لإحراجي، وهنا شعرت بحب زوجي الجارف لي، فكلانا يقدر قيمة الأم وكلانا يتفق على حب أمه وأمي بشكل كبير، ولكن دفاعه المهذب عني جعلني أشعر أنني محاطة بسياج أمان كما أكد مكانتي لدى زوجي أمام عائلته· الثانية قالت: إنه موقف بسيط ولكنه أوضح الكثير لي، فعند حدوث الحمل الأول طلبت من زوجي أن أسمي المولود على اسم والدي، فوافق على الفور· أما الثالثة فتقول: كلانا عصبي، وشجارنا أشبه بعاصفة الصحراء، إلا أن زوجي قد يبكي وهو في قمة انفعاله ويضمني ويعتذر لي وأعتذر له· وأنا أقدر له اعتذاره لقناعتي أن إهانة الرجل تكون مضاعفة، لذا فأنا أعتبر قدرته على التسامح برهان حب عمليا لي· والرابعة تحكي عن زوجها الذي لا يجيد فنون الغزل ولكنه يعاملها كابنته، يضع لها الحلوى والعصير في حقيبتها وهي ذاهبة للعمل، وعند عودتها يصمم على تحضير طعام الغداء لها بنفسه· والخامسة تؤمن بكرم زوجها وحرصه في ذات الوقت، لكنه لا يمتنع عن أخذ درهم واحد من راتبها فحسب، بل هو حريص على منحها مصروفا شهريا يزيد على راتبها كي تشعر أنها ليست في حاجة مادية للعمل، ولكن كي تحقق نجاحاً في حياتها العملية!· أما السادسة فترى أن حب زوجها قد تغير، فهو لم يعد يهديها الزهور والعطور، إلا أنه حريص على أن يكفيها في كل احتياجاتها، بل ويصمم على أن تقوم بالادخار للزمن ويشتاط غضباً لو اشترت له هدية ثمينة أو بسيطة، وبإيثاره لها شعرت بحبه الكبير· سيدة أخرى تحكي عن عودتها حزينة يوماً من إحباطات العمل، فنامت هامدة ولم تصح إلا حينما شعرت بسخونة دموع زوجها تقع على جبينها، يبكيها ويقول لها: لو سمحتي لي، لذهبت معك للعمل وتحدثت مع رؤسائك وأخذت لك حقك، وهنا شعرت بنعمة الابتلاء التي فضحت مشاعر زوجها لها· أما السيدة وضحى فأخبرتني أن زوجها من النوع الحريص ولكنها كثيراً ما كانت تفاجأ بزيادة الأموال في حقيبتها، حتى ضبطت زوجها يضعها لها دون علمها وحين واجهته أخبرها أنه لم يكن يريد إحراجها، فكان يضع لها المال حتى يعفيها من طلب سؤاله· وعن زوجها تحكي عروس جديدة ان أهله مهرة في الطبخ، إلا أن زوجها لم يقارن يوماً بين طبخها وطبخ والدته، ودائماً ما يشيد بأي جهد تقوم به· من جانبها تقول نور إنها تشعر أن حب زوجها ليس حب مناسبات، فهي ليست مضطرة لأن تتمارض كي تجذب اهتمامه أو تستدر حنانه، ورغم قوة شخصيته في العمل، إلا أنه طفل صغير في البيت ويرفض أي إهانة لها وإن أخطأت يعاتبها سراً، لانهما يعيشان مع أسرته· وتروي أم خالد التي عاشت مع زوجها أربعين عاماً، ان زوجها ليس اجتماعياً لا معها ولا مع زملائه، حتى أنها كادت تطلب الانفصال في بداية زواجهما، لكن بمرور الزمن بدأت تلاحظ منه اهتماما كبيرا بها، وأكثر ما كان يشعرها بحبه هو زيارة الضيوف لهم، فعندها كانت تضطر للاستئذان من الضيوف لإعداد التحية لهم، وهنا كان يقوم هو أيضاً بالاستئذان معلناً أنه مضطر لتركهم لبضع دقائق ليساعدها في المطبخ، كما أنه حريص على وضع صورها في مراحل عمرية مختلفة على جدران الحائط· وأخيراً أخبرتني صديقة ان أكثر من مرة شعرت بتعلق زوجها وحبه لها كان بسبب برنامج شاهداه معاً، وكان يناقش قضية تعدد الزوجات، فقام زوجها بتغيير المحطة معلقاً: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه· فاصلة: والمرء ليس بصادق في حبه حتى يؤيد حبه بفعال داليا الحديدي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©