الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤسساتنا المجتمعية بين الواقع والطموح

21 فبراير 2009 23:42
اهتمت الدولة بإنشاء مؤسسات رائدة لتنمية المجتمع وقد ظهرت الكثير منها لتحقيق هذا الهدف ، غير ان طريقة أدائها تختلف من مؤسسة الى أخرى، كما تتباين الطرق المستخدمة لتحقيق هذه الغاية بين أساليب التوعية التقليدية، والطرق والاستراتيجيات الحديثة· ولكن ما يلفت النظر هو أن بعض هذه المؤسسات تسعى حثيثا للترويج لنفسها كمؤسسة أكثر من تقديم الخدمات المنوطة بها للمجتمع وهذا البلاء الأعظم· كنا نظن أن هذه المؤسسات سوف توجه الى التحديات التي تواجه الأسرة والتعرف على مشكلاتها في الوقت الحاضر، على افتراض أن الكثير من الأسر لا تملك القدرات والطرق التى تواجه بها سيل الثقافات والتغييرات التي تنهال من كل حدب وصوب سواء عن طريق الهجرة الوافدة او عن طريق التقنية الفضائية او الانترنت· ولكن نلاحظ أن المؤسسات المختصة بالأسرة وتنميتها لا تملك القوة والقدرة على مواجهة التحديات والتغييرات المتلاحقة السريعة في المجتمع، بما تملكه من قدرات بشرية غير مؤهلة وقدرات مادية توجه الى اتجاهات أخرى· وحتى تستطيع المؤسسات أن توجه وتنمي الأسرة والمجتمع فلابد ان تتجه مباشرة إلى مواقع التأثير وأن تتجه الى تنمية الوعي والعقل وتنمي القدرة على التحليل والمشاهدة حتى يستطيع الفرد ان يميز بين ما هو صحيح وما هو خطأ بين ما يصح لنا وبين ما يعوقنا عن التقدم والبناء· لابد من المواجهة الصحيحة للفكر بالفكر، وإذا استطعنا أن نبني عقولا وفكرا صحيحين فلن نخاف من أي غزو ثقافي قادم أيا كان نوعه وإنما سنبني عقولا تبتكر وتأخذ الجيد وتنميه ليتناسب مع مجتمعنا وتترك غير الجيد· والمثال على ما يمكن ان نطلق عليه ثقافة الانترنت هذا العالم الذي عشقه الصغار والكبار والذي سهل الكثير من المهمات على الموظفين والطلبة وكافة أفراد الأسرة، والمطلوب هو ان ترشدنا هذه المؤسسات الى كيفية الاستخدام الجيد لهذه التقنية العالية الأداء للجميع حتى السيدة في بيتها يمكنها ان تستفيد منها لأداء رسالتها المنزلية· فإن أول ما يجب ان نعتني به هو التنمية الفكرية والبناء الثقافي للمواطن، وبعدها لن نخشى العالم كله بثقافته ان كانت سيئة او جيدة لان الفكر سيكون جاهزا لفلترة ما هو قادم واخذ ما نحتاجه وبما يطور وينمي ثقافتنا فقط· فلابد من تعزيز القيم الصحيحة من خلال إبرازها وعرضها كصور حية ضمن الإعلام الهادف حتى يجد الشباب القدوة والمعرفة للنهوض بأنفسهم من براثن الفوضى الفكرية والانسحاب الأخلاقي إلى قمة الفكر والمبادئ· نتمنى من المؤسسات المجتمعية بناء قاعدة بيانات لوضع الأسرة بالدولة وكذلك وضع خطط توعية موجهة للعقل والفكر حتى يصبح أفراد المجتمع دعامة للمؤسسات لمساندتها في عملها· يتحقق ذلك إذا استطعنا ان نجعل افراد المجتمع انفسهم قادة للتغيير الايجابي· عائشة عبدالله الشرياني- العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©