الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد: الإمارات ماضية في دعم الجهود الإنسانية والصحية للدول والمجتمعات المحتاجة

محمد بن زايد: الإمارات ماضية في دعم الجهود الإنسانية والصحية للدول والمجتمعات المحتاجة
16 نوفمبر 2017 01:02
أبوظبي (الاتحاد) أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صندوق «بلوغ آخر ميل» لجمع 100 مليون دولار أميركي؛ بهدف القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها والتي تعوق آفاق التنمية الصحية والاقتصادية في المجتمعات الأكثر فقراً حول العالم. جاء ذلك خلال حضور سموه مساء أمس منتدى الصحة العالمية الذي يقام في أبوظبي تحت شعار «بلوغ آخر ميل.. العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية». وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 20 مليون دولار للصندوق، بينما قدمت «مؤسسة بيل ومليندا غيتس» 20 مليون دولار. وستتم إدارة الصندوق من قبل صندوق «محاربة الأمراض المدارية» /‏‏‏‏E.N.D/‏‏‏‏، المنصة الاستثمارية الخيرية التي تركز على التعامل مع الأمراض المدارية المهملة الخمسة الأكثر انتشاراً. وسيعمل الصندوق الذي سيمتد لعشر سنوات على دعم الجهود الرامية إلى القضاء على اثنين من الأمراض الموهنة والتي يمكن الوقاية منها، وهما العمى النهري «‏‏‏‏داء كلابية الذنب» وداء الفيلاريات اللمفاوي «‏‏‏‏الذي يمكنه التسبب بداء الفيل»‏‏‏‏. حضر إطلاق الصندوق الرئيس إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد، وإبراهيم بوبكر كايتا رئيس جمهورية مالي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وجيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي، والدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، وبيل غيتس الرئيس المشارك في «مؤسسة بيل ومليندا غيتس»، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، والدكتورة مها تيسير بركات، وعدد من وزراء الصحة في الدول العربية والأجنبية. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ماضية في حضورها الإقليمي والعالمي الداعم للجهود الإنسانية والتنموية والصحية للدول والمجتمعات المحتاجة، منوهاً سموه بأن إطلاق الصندوق يأتي في هذا الإطار، ويتكامل مع الجهود الدولية الرامية إلى تخليص العالم من اثنين من الأمراض الفتاكة والتي يمكن الوقاية منها. وأضاف سموه: إن هذه الأمراض المهملة لا تزال تتسبب بالإعاقة للملايين من الناس في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط مؤكداً أن القضاء عليها سيسهم في إنقاذ ملايين البشر من براثن الفقر، فضلاً عن إحداث تأثير إيجابي متعدد الأوجه في جميع أنحاء المنطقة؛ ولذلك ثمّة حاجة ملحة لتوفير رؤية بعيدة الأمد وإبرام شراكات عالمية لتحقيق هذه الأهداف مرحباً سموه بجميع الشركاء الراغبين بالانضمام إلينا لإحداث هذا التأثير.وقال سموه عبر حسابه في «تويتر»: «انطلاقاً من إيماننا العميق بأهمية تضافر الجهود، وحشد الدعم لنجدة الشعوب المحتاجة، وتقديم العون الصحي لها، أطلقنا صندوق (بلوغ آخر ميل) لجمع 100 مليون دولار، بهدف القضاء على الأمراض المعدية في المجتمعات الفقيرة، ونساهم فيه بـ 20 مليون دولار». ويهدف صندوق «بلوغ آخر ميل‏» الذي أطلقه سموه بالتعاون مع «مؤسسة بيل ومليندا غيتس» إلى جمع 100 مليون دولار أميركي لتمويل الجهود العاجلة والرامية إلى القضاء على مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي في عدد من بلدان منطقة أفريقيا والشرق الأوسط. ويحظى الصندوق بدعم كبير يتمثل باستثمارات مشتركة يقدمها كل من شركة «جلاكسو سميث كلاين بي إل سي» التي ستتبرع بتقديم جرعات «بيندازول» على مدى الأعوام العشرة القادمة للقضاء على داء الفيلاريات اللمفاوي ووقاية الأطفال في المناطق المستهدفة ممن هم في سن الالتحاق بالمدرسة من الديدان الطفيلية، بينما ستتبرع شركة «ميرك شارب آند دوم» بجرعات «إيفرمِكتين» للقضاء على داء الفيلاريات اللمفاوي والعمى النهري وذلك من خلال برنامج التبرع بعقار «ميكتيزان» واستثمارات مشتركة تقدمها وزارة التنمية الدولية البريطانية و«الوكالة الأميركية للتنمية الدولية». بدورها، قالت ألين أغلر الرئيس التنفيذي لصندوق «محاربة الأمراض المدارية» /‏‏‏‏E.N.D/‏‏‏‏: «إن إطلاق صندوق (بلوغ آخر ميل‏) ينسجم مع مبادرة (عام الخير) في دولة الإمارات، وهو يشكل بحد ذاته مبادرة جديدة ترمي إلى ضمان وقاية ملايين الناس من الأمراض المدارية المهملة التي تتسبب بالعمى أو التشوهات. وأعتقد أن الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتعاطفه وأسلوبه القيادي الحكيم هو بالضبط ما يحتاج إليه العالم حالياً لاستئصال هذه الأمراض والقضاء عليها بشكل نهائي»، معربة عن سعادتها في أن يتولى صندوق «محاربة الأمراض المدارية» /‏‏‏‏E.N.D/‏‏‏‏ مسؤولية احتضان هذه المبادرة الجديدة، والتأكد من تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس». وأعلن بيل غيتس، خلال الكلمة التي ألقاها في فعاليات منتدى «بلوغ آخر ميل» شرحاً موجزاً حول خطط لإنشاء معهد متطور في العاصمة أبوظبي يُعنى بالقضاء على الأمراض وذلك بالشراكة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. وسيتعاون المعهد الجديد مع الشركاء الدوليين للارتقاء بالمهارات المتميزة في أبوظبي وحشدها في الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على الأمراض، وتحويل البيانات المتعلقة بالأمراض إلى سياسات قابلة للتطبيق في المنطقة التي تقع أبوظبي ضمنها. ومن خلال الصندوق تتحقق مكاسب كبيرة، تتمثل في خفض عبء مرض العمى النهري في أفريقيا على مدى الـ40 سنة الماضية، وتشير الدراسات إلى أن القضاء على المرض في القارة يمكن أن يوفر نحو 40 مليون دولار أميركي من تكاليف الرعاية الصحية الخارجية، ويحقق مكاسب اقتصادية تعادل ما يصل إلى 6 مليارات دولار. وأوضحت مريم المحيربي، من ديوان ولي العهد، أن الصندوق سيعمل على دعم جهود دول متعددة، للقضاء على العمى النهري في أفريقيا والشرق الأوسط، في أعقاب الجهود الناجحة للقضاء عليه في أميركا اللاتينية، وذلك من خلال التركيز على دول استراتيجية في كلتا المنطقتين. وسيتم تسليط الضوء على النجاح في الدول التي بلغت الميل الأخير، وتوسيع نطاق الأنشطة في الأماكن الصعبة، وتوفير الدعم المستمر لجهود الميل الأخير من مسيرة استئصال مرض العمى النهري. وأشارت إلى أنه في المناطق التي تعاني من العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي معاً، سيقوم الصندوق بدعم مبادرات القضاء على داء الفيلاريات اللمفاوي، وهو مرض مؤلم، ويسبب تشوهات في الجسم، وتُستخدم في علاجه بعض أدوية العمى النهري. وأضافت: «إنه ستتم إدارة صندوق (آخر ميل) من قبل صندوق محاربة الأمراض المدارية E.N.D، وهو عبارة عن منصة استثمارية خيرية، تركز على التعامل مع الأمراض المدارية الخمسة الأكثر انتشاراً. وسيساعد (صندوق آخر ميل) على سد الفجوة القائمة من أجل إكمال جهود القضاء على هذه الأمراض، والتحقق من ذلك بالبلدان المستهدفة التي لا يوجد فيها سوى عدد قليل من حالات الإصابة بمرض العمى النهري أو الخالية منه، وتوسيع نطاق الأنشطة وبرامج توزيع الأدوية على نطاق جماهيري في البلدان التي تعاني بشدة من داء العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي». ويدير الصندوق استثمارات لاستئصال الأمراض المدارية المهملة في نحو 30 دولة لصالح عشرات المؤسسات المعنية بهذا المجال، بما في ذلك منظمات غير حكومية ومنظمة الصحة العالمية، ووزارات الصحة، وشركاء فنيون وأكاديميون. ويعمل صندوق «بلوغ آخر ميل» الجديد، كأداة استثمارية هادفة ضمن الصندوق، لدعم الأهداف المحددة للصندوق الجديد، ولضمان التواصل الحيوي والمستمر مع أصحاب المصلحة الرئيسين. وتكمن أهمية القضاء على مرض «العمى النهري» في أنه يعتبر ثاني أبرز مسبب لفقدان البصر الناجم عن عدوى، ورابع أبرز مسبب للعمى الذي يمكن الوقاية منه، على مستوى العالم. علاوة على ذلك، فإن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للمرض، تتجاوز حدود الأفراد المصابين، لتطال العائلات والمجتمعات بأكملها، نظراً لاضطرار الأطفال إلى التوقف عن الذهاب إلى المدرسة والمُعيلين عن الذهاب إلى العمل، والبقاء في المنزل لرعاية الأفراد الذين فقدوا بصرهم أو القيام بأعمال إضافية لتعويض النقص الذي طرأ على الدخل. ويعاني العديد من الناس حكة حادة وطفحاً جلدياً وبثوراً في الجلد وضعف البصر. وفي حال لم يتم علاجها، فإن الحكة الحادة يمكن أن تقود إلى آفات والإصابة بعدوى بكتيرية، كما أن ضعف البصر يمكن أن يُفضي إلى الإصابة بالعمى الدائم. وعن آلية وضع نهاية لمرض «العمى النهري»، تشير الدراسات إلى أنه عندما يتم تشخيص المرض، يجب استخدام عقار «إيفرميكتين» الذي يُعتبر علاجاً آمناً وسريع الفعالية والتأثير. وحالياً، يعتبر الاستخدام الجماعي للدواء، بشكل دائم، الاستراتيجية الرئيسة المعتمدة للسيطرة على المرض. وفي حين تهدف منظمة الصحة العالمية إلى استئصال «العمى النهري» بحلول عام 2025، فإن نجاح أربع دول في أميركا اللاتينية في القضاء على المرض، يشير إلى أن هدف المنظمة المنشود قابل للتحقيق. أما مرض «داء الفيل»، فيعتبر أحد الأعراض الحادة لداء الفيلاريات اللمفاوي، ويتمثل في تورم كبير في الجلد والأنسجة، لا سيما في الساقين والمنطقة التناسلية، يؤدي إلى تضخم وتقرّح في الجلد. ويمكن أن تتورم الساقان إلى حد كبير تصبح معه حركة المصاب صعبة. وحتى في حال عدم وجود مؤشرات ملموسة للإصابة بالعدوى، يمكن لداء الفيلاريات اللمفاوي أن يلحق أضراراً داخلية بالكليتين، ويُحدث تغيّرات في النظام المناعي للجسم. وإلى جانب الألم البدني، يمكن أن يعاني المصابون بالمرض الحرج الاجتماعي، الأمر الذي يزيد من معاناتهم وصعوبة الحياة، وغالباً ما ينتهي بهم الحال إلى عدم القدرة على العمل وإعالة عائلاتهم، فيصبحون عالة على مجتمعاتهم، ومن ثم تتراجع القدرات الذهنية والإمكانات المادية، مما سيساهم في تفاقم حالة الفقر. وأكدت المحيربي أنه لا يمكن الاستهانة بالمكاسب الاقتصادية والاجتماعية التي ستنجم عن استئصال هذا المرض، حيث تعتبر قدرة الناس على التمتع بحياة صحية محركاً أساسياً لتحقيق التنمية، والتي تقود بدورها نحو الاستقرار، مما يتيح الفرصة في نهاية المطاف أمام الناس لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكاناتهم. وتستند استراتيجية العلاج الحالية من داء الفيلاريات إلى دراسات تُظهر أنه بالإمكان قطع سلسلة انتقال العدوى، إذا ما تم توزيع علاج دوائي مركب سنوياً لمدة تتراوح بين 5 و7 سنوات. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أقرت، في سبتمبر 2017، تعليمات خاصة باستراتيجية علاج جديدة ومبتكرة تعرف باسم «أي دي إيه»، وتتلخص باستخدام تركيبة دوائية مكونة من ثلاثة عقاقير، هي: «إيفرميكتين»، «دي إي سي»، و«ألبندازول»، والتي يمكن أن تخفض مدة العلاج من 5 إلى 7 سنوات، إلى سنة أو سنتين كحد أقصى. ويتلخص هدف منظمة الصحة العالمية في القضاء على داء الفيلاريات اللمفاوي، كمشكلة صحية عامة، بحلول عام 2020. وتمكنت 10 دول حتى الآن، من تحقيق هذا الهدف، بينما أوقفت 11 دولة أخرى العلاج الجماعي، وباتت اليوم تحت المراقبة لتأكيد القضاء على المرض. والأمل من خلال هذا الصندوق الجديد، أن تعزز هذه الأرقام وتساهم في تحسين جودة حياة ملايين البشر. ريم الهاشمي: الشراكة المجتمعية والابتكار أساسيات لنجاح مواجهة الأمراض أبوظبي (الاتحاد) قالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن الشراكة المجتمعية لمواجهة التحديات الصحية بالغة الأهمية، لافتة إلى أنه لا توجد جهة يمكنها التعامل بمفردها مع المشكلات والتحديات الراهنة التي تواجه البشرية، وهو ما يتطلب توحيد الجهود وتعزيز التعاون الدولي. وأضافت معاليها، خلال جلسة بالمنتدى، أن «دولة الإمارات لديها قناعة بأهمية الشراكة المجتمعية، وكشف الفرص المتاحة لمواجهة التحديات»، معتبرة أن «ما حدث في برنامج الإمارات لمواجهة مرض شلل الأطفال في باكستان يعد مثالاً يجسد أهمية التعاون الدولي والعمل المشترك». وقالت: كان توفير اللقاحات ضد مرض شلل الأطفال الجزء المهم الذي نتج عن شراكة مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت الهاشمي أهمية التكنولوجيا والابتكار في مواجهة المشكلات لما لها من قدرة على بناء الثقة وتعزيز العلاقات، لافتة إلى ضرورة وجود مزيد من المقاربات المبتكرة لمواجهة التحديات المعقدة في مجال الأمراض المعدية. من جانبه، أكد الدكتور تادروس ادهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أهمية الشراكة الفعالة التي تؤدي إلى نتائج ملموسة في مواجهة التحديات، معتبراً أن القطاع الخاص أصبح قادراً على المشاركة بقوة والاستثمار في مجال الرعاية الصحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©