السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاطفة الرجل «الجياشة» تتفوق أحياناً على المرأة.. وإن تماسك !

عاطفة الرجل «الجياشة» تتفوق أحياناً على المرأة.. وإن تماسك !
7 أغسطس 2014 20:15
تمتلك المرأة مشاعر عاطفية خصبة تتحرك بقوة بطبيعة الحال في المواقف المؤثرة، وهو ما جعلها تاريخياً أكثر تفاعلاً من الرجال مع الأحداث والمواقف الإنسانية. لكن دراسة بريطانية حديثة أجراها معهد «مايندلاب» للأبحاث النفسية أثبتت أن الرجال لديهم تقريباً العاطفة نفسها التي تتحلى بها النساء، بل وتزيد هذه العاطفة في كثير من المواقف المؤثرة، وهو ما قد يغير الصورة النمطية المعروفة عن الرجال الذين يتميزون بالصلابة والقدرة على إخفاء مشاعرهم. إلى أي حد يمكن أن تصدق هذه النتائج؟ عادة ما يميل الرجال لإظهار أنهم أقوياء وليس من السهل أن يراهم البعض في حالة من التأثر الشديد أمام أي حدث لكن التجربة العملية التي أبرزتها إحدى الدراسات أثبتت أن الرجال لديهم عاطفة قوية وتتحرك مشاعرهم بصورة أكبر من النساء حيال مشاهدتهم بعض المواقف التي تدعو للأسى، وإذا كانت الدراسة أجريت في الغرب فإن الرجال في الشرق من الممكن أن يكونوا أكثر عاطفية وأشد تأثراً رغم أنهم في غالب الأحيان يظهرون أنهم أقوياء أمام الجميع. تقارب حميم حول مدى استجابة الرجال للمواقف المؤثرة ومن ثم تأثرهم بها وتفاعلهم معها يقول رئيس شعبة الطب النفسي بمدينة خليفة الطيبة، الدكتور أحمد الألمعي: «تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً مهماً في إغناء الأفراد عاطفياً، فالبيئات الاجتماعية التي تعود أبناؤها على الاعتماد على أنفسهم مبكراً وتعاملهم على أنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية تترك أثراً عميقاً في أنفسهم وتكسبهم الصلابة والتحمل وهو ما يجعل العديد منهم في المستقبل لا يتأثرون بالقدر الطبيعي أمام المواقف الصعبة أو المؤثرة. وعلى الجانب الآخر هناك أسر ترتفع فيها وتيرة العاطفة والتقارب الحميم بين أفرادها ما يسهم في إيجاد مساحة واسعة من التجانس بين أفرادها وهو ما يخلق في داخل كل طرف مجموعة من الأحاسيس الجياشة هذه الأسر ينشأ أطفالها ولديهم قدر كبير من العاطفة الإنسانية ومن الممكن أن يظهروا تأثرهم بالأحداث بشكل مباشر». ويبين الألمعي أن عادات المجتمع الشرقي تنتقل إلى الأجيال بصورة دائمة وبخاصة أن صورة الرجل العربي تظهر دائماً على أنها قوية وتتحمل، ولديها القدرة على التصرف بحكمة في حالات الموت أو المواقف التي تتطلب أدواراً كبيرة. إن عادات كل مجتمع تختلف بحسب العوامل البيئية التي تشكل هذا المجتمع لكن هذا لا يمنع من أن طبيعة الإنسان مشتركة والعاطفة الإنسانية من الأشياء التي يخلق الإنسان بها. مشاعر فياضة لا يخفي خليفة الشحي، أنه يتأثر داخلياً عندما يسمع بكاء طفل ويكاد يشاركه البكاء لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك أمام زوجته وأولاده حتى لا يظهر أمامهم بالضعف ويبين أنه كرجل بداخله مشاعر فياضة تدفعه دائما للشعور بالإحساس بآلام ومعاناة الآخرين إلا أنه يفضل أن يكون دائماً أشد تماسكاً لكونه يرى أن طبيعة الرجل الشرقي تختلف إذ إنه مسؤول عن أسرته ويعد صمام أمـان لها في الأزمات بالإضافة إلا أنه هو الذي ينفق ويوجه أبناءه ويكون في أعلى درجات القوة والصلابة أمام زوجته. ويشير الشحي إلا أنه كان في صغره يرى والده على هذه الشاكلة رغم أنه ضبطه ذات مرة يبكي بغزارة على أحد أصدقائه الراحلين الذي توفي في حادث أليم لكنه أراد أن يخفي دمعاته ويبكي في أحد غرف البيت حتى لا يراه أحد لكن القدر شاء أن أشاهده في هذا الموقف وهو ما يدل على أن دمعة الرجل أيضاً قريبة مثل النساء. ولا يعتقد منصور الزعابي أن الرجال بمنأى عن التأثر الشديد في حال وقوع بعض الحوادث فهم لا يختلفون عن النساء في قوة العاطفة ويلفت إلى أنه في العادة المرأة تظهر مشاعرها الداخلية بشكل سريع لكن الرجل يظل متماسكاً ويخفي تأثره في المواقف الصعبة حتى لا يقال عنه إنه ضعيف. ويؤكد الزعابي أنه عاش لحظات صعبة وحدثت له مواقف مؤثــرة جــداً وكـان يشعر في نفسه بأن عاطفته تجاه الأحداث المؤثرة قوية جداً وأكثر بكثير من يراه في وجوه النســاء لكنه لا ينكر أن الرجل أقـــدر على إخفاء عاطفته وبشكل متقن على الرغم من أن ما يحدث في دخــله يكون له أثر كبير على نفسيته وتعامله مع الآخرين وفق اللحظـــات الصعبة التي يمر بها. تركيبة خاصة يجزم إبراهيم آل علي، بأن الرجل أكثر حناناً ورحمة من المرأة وأنه على الرغم من عدم إظهاره مشاعره بصورة كاملة أمام الآخرين إلا أنه يتمتع بكم هائل من العواطف الإنسانية التي تجعل لديه رد فعل قوية تجاه الأحداث لكن آل علي يؤمن بأن الرجل له تركيبة خاصة تدفعه دائما إلى محاولة إخفاء ما بداخله من مشاعر. ويذكر أنه عقد مقارنة بين عاطفته تجاه أولاده وبين عاطفة زوجته نحوهم من دون أن تشعر هي بشيء وتوصل إلى أنه بالفعل أكثر رأفة بهم وحناناً. ويشير إلى أن المرأة تتميز فقط بأنه تظهر تأثرها بشكل سريع لكن الرجل رغم أنه قد يفوقها في العاطفة إلا أنه يظل هادئاً ومتوازناً حتى يوحي للجميع بأنه قادر على حل المشكلات الصعبة في زمن قياسي. وترى منى الجنيبي، أنه من الصعب أن يتفوق الرجال على النساء في مسألة المشاعر والعواطف الجياشة وتقول: المرأة على مر الزمن هي الأكثر محبة لزوجها وأطفالها وتتأثر بصورة مباشرة بكل الأحداث السعيدة والحزينة وهي معيار أساسي لإفشاء بواعث الحنان والرحمة بين أولادها وفي محيط أسرتها وهي الأكثر بكاء على الراحلين وهذا لا يعني أن الرجال ليست لديهم العواطف نفسها لكنها في كل الأحوال أقل بكثير من النساء حتى وإن كانوا يخفون عواطفهم أمام الجميع بهدف أن يظهروا دائماً بالقوة والقدرة على مواجهة الصعاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©