الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اللوفر أبوظبي».. إبحار نحو المستقبل

«اللوفر أبوظبي».. إبحار نحو المستقبل
17 نوفمبر 2017 19:45
أشرف جمعة (أبوظبي) منذ انطلاق متحف «اللوفر أبوظبي» والزوار يتوافدون على جزيرة السعديات للمشاركة في الأنشطة التفاعلية التي تنوعت بين الأداء الموسيقي لمشاهير هذا اللون في العالم والفن الاستعراضي والعروض الضوئية وعروض خاصة للعيالة الإماراتية، وهو ما شكل لوحة فنية غنية تضج بكل العناصر الطبيعية، واللافت أن هذه الأنشطة حظيت باهتمام واسع من قبل الجمهور بكل فئاته، ما شكل مزيجاً غنياً من التلاحم بين الثقافات. العيالة الإماراتية قدمت فرقة مبارك العتيبة للعيالة، العديد من عروض العيالة التي تعد من أشهر الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات، ويعرض هذا الفن بوجه خاص في المناسبات الوطنية، وحفلات الزفاف، والمناسبات الاحتفالية الأخرى، حيث يقف الرجال في صفين متقابلين، وهم يحملون في أيديهم عصياً رفيعة من الخيزران تمثل الرماح والسيوف، بينهم موسيقيون يقرعون الطبول، والدفوف، والصنوج النحاسية، بينما يطلق مشاركون آخرون سيوفاً وبنادق في الهواء، ويلتقطونها أثناء سقوطها، ويذكر أن منظمة اليونسكو أدرجت فن العيَّالة في عام 2014 على لائحة التراث الثقافي غير المادي. الأداء التعبيري وفي أحد العروض المميزة التي تابعها الجمهور الأداء التعبيري المفاجئ والذي صممته «لوسيندا تشايلدز» وقدمته في قاعات العرض في المتحف، ولوسيندا شخصية بارزة في الأداء التعبيري المعاصر، كما أنها من أهم مصممي الأداء التعبيري في عصرنا الحالي، وقد بدأت مسيرتها الفنية في مسرح جودسون للأداء التعبيري عام 1963، حيث صممت 13 أداءً تعبيرياً، وشاركت في أعمال إيفون رينير، وستيف باكستون، وروبير موريس. ومنذ إنشاء فرقتها الخاصة عام 1973، صممت أكثر من خمسين عملاً من الأداء التعبيري المنفرد والجماعي. وفي عام 1976، تعاونت مع روبير ويسلون، وفيليب جلاس في أوبرا «آينشتاين أون ذا بيتش» بصفتها مؤدية رئيسية ومصممة أداء تعبيري وتبتعد لوسيندا في أعمالها عن عالم الأشياء. و«تعود إلى روح الحركة، وفكرة الحركات البسيطة، من دون الاعتماد على أي ديكور أو أشياء إضافية»، ويجسد أداؤها التعبيري علاقة الحركة بالزمان والمكان، من دون أي عنصر من شأنه أن يؤدي إلى تشتيت الانتباه. «أقنعة الدوغون» واستطاعت فرقة آوا من «أفريقيا الغربية» أن تبهر الزوار من خلال استعراض يمثل أقنعة الدوغون التقليدية، ويرافقها عدد من عازفي الإيقاع والموسيقيين، ويعيش الدوغون «الغامضون» على مرتفعات صخرية وسط مالي، حيث استقروا في القرن الرابع عشر،وترتبط الموسيقى والأداء التعبيري عند الدوغون، الذين يعيشون على القنص وصيد الأسماك والزراعة، بتقويم موسمي طقسي يرتدون فيه الأقنعة، وأثناء الأداء التعبيري يظهر أسلافهم جنباً إلى جنب مع الكائنات الخيالية والبشرية فضلاً عن أشياء ترمز إلى ثقافتهم. «الأسود والتنين» ومن بين العروض التي تميزت بالحركة «الأسود والتنين الصينية»، التي استخدمت الموسيقا والحيوية مع الحركة، حيث إن التنين هو الرمز الصيني للسعادة والرخاء، بينما يتميز أداء الأسد التعبيري، المعروف بأنه يجلب الحظ، بحركاته المأخوذة من الفنون القتالية. وتأسست فرقة أوبرا «زجيانغ وو»، سنة 1956، ودأبت على إحياء العروض التقليدية، وابتكار عروض جديدة، وتجمع عروض الفرقة بين الموسيقا والأداء التعبيري والألعاب البهلوانية، التي قدمتها مرات عديدة في مختلف أنحاء العالم. عود الساري يعزف الملحن والموسيقي الإماراتي فيصل الساري على العود منذ ثلاثين عاماً، فقد تخرج في أكاديمية العود العربية في أبوظبي، ولحن أول عمل موسيقي له عام 1992، ومنذ ذلك الحين، تعاون مع العديد من الفنانين من الإمارات والخليج. من بين أعماله الرئيسة أوبريت «حكاية وطن»، الذي حصد عديد الجوائز. وعزف الساري أيضاً على مسارح عالمية منها دار الأوبرا في القاهرة ومسرح المهرجان الدولي للعود في المغرب، وفي الآونة الأخيرة عزف كونشرتو العود في حفلة موسيقية احتفاء بمتحف اللوفر أبوظبي في منارة السعديات، مع أوركسترا جوستاف ماهلر جوجندور للشباب، إحدى الفرق الموسيقية المرموقة من الموسيقيين الشباب، وقدم عرضاً متميزاً ضمن أنشطة وفعاليات افتتاح معرض اللوفر أبوظبي. موسيقى كورية عبر تعاون بين الفرقة الموسيقية الكورية «باراجي» وعازف الجيتار «إنغويين لي»، المولود في باريس، حدث نوع من التناغم بين التقنيات والثقافات المختلفة. لكون العازف «إنغويين لي» كرس حياته للموسيقى بعد حصوله على درجة الماجستير في الفلسفة، وعمل على تطوير أسلوبه الخاص الذي يتميز بنغم نادر متأثراً بالجاز والروك والموسيقا الأفريقية والآسيوية. كما أنه تقلد وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس. أما في هذا العرض الذي قدمه في اللوفر أبوظبي فإنه عزف «إنغويين لي» مع فرقة «باراجي»، وهي مجموعة من الموسيقيين والمغنين الذين يعدون من أفضل عازفي الموسيقا الكورية التقليدية. رحلة استكشاف قدمت مجموعة «F»، عرضاً يجمع بين الموسيقى والأضواء الساحرة وعروض الفيديو والمسرح، ويتألف العرض من رحلة استكشافية من أربعة فصول، تمضي بالزوار من أعماق البحر إلى سطحه ثم إلى اليابسة، لتصل بهم أخيراً إلى السماء. وفي كل فصل، تكشف روائع فنية من مجموعات اللوفر أبوظبي بفضل ألعاب نارية مذهلة، وقد أبدعت مجموعة «F»، بإدارة كريستوف بيرتونو، منذ عام 1992، في تقديم عروض حية أكثر تميزاً في العالم، شملت الاحتفالات باختتام دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة سنة 1992، واختتام كأس العالم لكرة القدم سنة 1998، وحفلي افتتاح واختتام الألعاب الأولمبية في أثينا سنة 2004، واحتفالات الألعاب الأولمبية الصيفية، والألعاب البارالمبية لأصحاب الهمم في ريو دو جانيرو سنة 2016. أما سكوت جيبونز، ملحن الموسيقا الإلكترونية والصوتية، والمعروف بقدرته الفريدة على الجمع بين الرقة والقوة، فقد ابتكر الموسيقا والشريط الصوتي للعرض. على أوتار الجيتار احتضن أيضاً متحف اللوفر أبوظبي الفنان الموهوب ماتيو المعروف بـ«M»، والذي نال جوائز فيكتوار دو لا ميزيك، أعلى جائزة موسيقية في فرنسا ثماني مرات، بصوته الرائع، وبإتقانه لمجموعة واسعة من الأنواع الموسيقية «الروك، والفانك، والسول، والبوب، والبلوز، والأغنية الفرنسية»، وقد قدم أداءً متميزاً من خلال العزف على عدة آلات موسيقية في اللوفر أبوظبي، فهو يمتلك موهبة خاصة في العزف على الجيتار الكهربائي، حيث استطاع أن يخطف أنظار الجمهور وينقلهم إلى عالم آخر بفضل أدائه الموسيقي الفريد، ويشار إلى أن العروض الحية للفنان «M»، أصبحت أسطورية نتيجة القوة والحيوية التي تنبعث منها. أغان قديمة عرضت الفنانة والكاتبة الإماراتية هند مزينة فقرة بعنوان «موسيقى التلفزيون»، وهي عبارة عن مونتاج فيديو يحرك الذكريات والعواطف يتكون من لقطات تلفزيونية مصورة من الفترة الواقعة بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، لتشكل نوعاً من التقدير للمطربات وفنانات الأداء التعبيري اللواتي عرفهن الجمهور على شاشة التلفزيون في دولة الإمارات. وينتج عن هذا العرض أن يعيد للذاكرة الجماعية هذه اللقطات لأغنيات شهيرة لمطربات عربيات مثل الشحرورة صباح ووردة الجزائرية، تميزت بالأداء التعبيري، ويغطي عمل مزينة التصوير الفوتوغرافي وفن الفيديو، وقد عرضت من قبل أعمالها في «بينالي الشارقة 13»، وكلفت بتصميم عمل لجناح الإمارات الوطني في «بينالي البندقية 2017». فاتوماتا دياوارا العروض الموسيقية كان لها حضور متميز في متحف اللوفر أبوظبي، حيث قدمت المغنية والممثلة فاتوماتا دياوارا أداءً عصرياً متفرداً، ولكونها مطربة ذات موهبة منفردة، وعازفة جيتار نابغة، فقد عملت مع ديمون ألبارن، وهيربي هانكوك، كما تعمل حالياً على تطوير طريقة موسيقية مبتكرة وفريدة من نوعها، بحكم أنها وريثة تريسي تشابمان وفيلا كوتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©