أكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، فواز جرجس أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه في جامعة دمشق مثّل لغةً جديدة، حيث تحدث عن التعددية والتعديلات الدستورية، ونقلِ سوريا من حكم الحزب الواحد. وأوضح جرجس بأن مواجهة النظام للمحتجين بالقوة الأمنية يمكن أن تسبب تآكلاً في صدقيته، إذ لا يمكن الحديث عن إصلاحات، والنظام يستخدم الخيار الأمني، ووجود فجوة بين الخطاب والممارسات.
ووصف جرجس في حديث مع قناة “العربية” مايحدث في سوريا بأنه “أزمة بنيوية” في السلطة والسياسة، وأنه لا حلّ يرجى إلا من عمق المجتمع السوري، لأن النظام سيقاتل حتى آخر نفَس، ولن يقبل بتسليم السلطة للمعارضة، مؤكداً أن النظام لن يقبل بتغيير جذري إلا من خلال حوارٍ مع قوى مقبولة من النظام لطرح الشراكة أو الإصلاحات.
وقال جرجس إن الأميركيين لم يتحدثوا عن “رحيل النظام” وإنما عن نظام “فقد مشروعيته”، مع أن العلاقات الأميركية مع النظام وصلت إلى طريقٍ مسدود، وأن الأيام القادمة، ربما تشهد سحب السفير الأميركي من دمشق بعد الفجوة الحالية بين البلدين.
وأكد جرجس أن الحركات الإسلامية تلعب دوراً مهماً في حركات الاحتجاج والثورات العربية، موضحاً أنه لا يمكن التقليل من دور الحركات الإسلامية التي تتوافر على التنظيم الذي جعل منها كتلةً محورية، ولاعباً أساسياً في الثورات الحالية. غير أن الإقرار بفعالية دورها لا يعني أبداً أن هذه الحركات هي القاطرة التي تقود الثورات العربية.
وأضاف جرجس أن مقولة: “المجتمعات العربية منقسمة بين الدكتاتوريات والحركات الإسلامية” هي دعوى اختزالية لدرجة كبيرة، محذراً من التقليل من دور الحركات الإسلامية في السياسات والمجتمعات العربية، وقال إن الأغلبية الصامتة في المجتمعات العربية تمثلها الطبقة الوسطى، مشيراً إلى أن تأثير الحركات الإسلامية في المجتمعات العربية لا يتجاوز العشرين بالمائة.
عدد اليوم
