الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجهات التي يعتمد عليها المستثمرون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.. ماهي؟

11 أغسطس 2006 23:59
بقلم - زياد الدباس: المستثمرون في الإمارات ينقسمون الى عدة شرائح اذا أخذنا في الاعتبار حجم أو قيمة الاستثمار وفترة الاحتفاظ ومستوى الوعي الاستثماري ولا تتوفر لديٌ معلومات اذا كانت هيئة الاوراق المالية أو الاسواق المالية في دولة الإمارات قد نظمت اية استبيانات تظهر أو توضح الجهات التي يعتمد عليها هؤلاء المستثمرون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية سواء بالبيع أو الشراء بهدف الاطمئنان الى مصداقية وحرفية وواقعية وأمانة هذه الجهات من أجل الحفاظ على استثمارات صغار المستثمرين والحفاظ على مدخراتهم اضافة الى الحفاظ على استقرار الاسواق المالية ورفع مستوى كفاءتها· ومعرفة مصادر معلومات هؤلاء المستثمرين، والمستثمرون المحترفون او المتخصصون سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات وحيث لا يشكل عددهم أكثر من 5 في المئة من اجمالي عدد المتعاملين والمستثمرين في الاسواق المالية يعتمدون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية سواء بالشراء أو البيع على أسس مالية واقتصادية واستثمارية وفنية وبالتالي لا يعتمدون على الاشاعات أو السير خلف الجموع أو العواطف أو العوامل النفسية· وفترة احتفاظهم بالأسهم تخضع ايضاً لمعايير متعددة الا انها عادة ما تكون ما بين متوسطة الى طويلة الأجل باعتبار ان الاستثمار في أسواق الاسهم بطبيعته استثمار طويل الاجل لذلك يفضل عدد كبير من المستثمرين في العالم الاستثمار في اسواق الاسهم من خلال صناديق الاستثمار والاحتفاظ باستثماراتهم لفترة زمنية طويلة باعتبار ان الاسواق المالية بطبيعتها متقلبة وبالتالي فإن الاحتفاظ بالاستثمارات لفترة طويلة عادة ما يحقق الهدف سواء من حيث المكاسب الرأسمالية ''الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع'' اضافة الى التوزيعات السنوية· وحسب معلوماتي فإن أكثر من 70 في المئة من عدد المتعاملين في الأسواق المالية الإماراتية يعتمدون على استشارات الوسطاء في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية واعتماد هذا العدد الضخم من المتعاملين على نصائح وتوصيات الوسطاء يعود الى عدة أسباب أهمها قناعة هؤلاء المتعاملين بتوفر معلومات مهمة لدى الوسطاء عن حجم الطلب وحجم العرض على أسهم الشركات المدرجة اضافة الى معرفة هؤلاء الوسطاء بحركة بيع وشراء كبار المضاربين والمستثمرين في الاسواق · ومن المفترض ان تكون حركة بيعهم وشرائهم مستندة الى معلومات مهمة ومعلومات داخلية في ظل قناعة صغار المستثمرين ان المعلومات المهمة عادة ما يحصل عليها كبار المستثمرين قبل غيرهم كذلك يلعب مستوى الوعي الاستثماري دوراً مهماً في اعتماد عدد كبير من المتعاملين على الوسطاء بدلاً من اعتمادهم على أنفسهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية· وبالتالي يفترض بالوسطاء عند تقديم أية توصية لعملائهم بالشراء أو البيع التحلي بالأمانة والموضوعية والنزاهة والصدق والالتزام بأخلاق المهنة بينما يقع على عاتق هيئة الأوراق المالية والاسواق المالية اتخاذ كل الاجراءات التي تحفظ حقوق صغار المتعاملين وترفع مستوى مهنية الوسطاء من خلال عقد دورات وندوات مستمرة بهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه عملائهم اضافة الى وضع خطة طويلة الأجل لرفع مستوى الوعي الاستثماري الاكبر شريحة من المستثمرين خاصة وان اعدادا ضخمة منهم دخلوا سوق الاسهم خلال العامين الماضيين ولا تتوفر لديهم أبسط قواعد وأساسيات الاستثمار في الأوراق المالية ومعرفة العوائد ومخاطر الاستثمار في الأسواق المالية· والملاحظ في سوق الإمارات ان حوالى 75 في المئة من المستثمرين والمتعاملين في الاسواق المالية يعتمدون على الصحافة المحلية كمصدر رئيسي لهم في الحصول على المعلومات عن الشركات والاسواق المالية وغيرها من المعلومات الاقتصادية والاستثمارية المهمة بينما يعتمد 10 في المئة من المتعاملين على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وما نسبته 13 في المئة يعتمدون على مواقع الهيئة والاسواق المالية وما نسبته 2 في المئة على مواقع الانترنت ''المنتديات وغيرها· ونظراً للاهتمام الجماهيري الواسع بتطورات اسواق الاسهم خصصت وسائل الإعلام المرئية ساعات من بثها اليومي لمتابعة وتحليل حركة الأسواق وعدد لا بأس به من المستثمرين وخاصة المضاربين اليوميين يعتمدون على تحليلات المحللين الذين تستضيفهم هذه القنوات التليفزيونية وبالتالي يفترض بالهيئات الرقابية التأكد من حيادية وموضوعية وحرفية هؤلاء المحللين وبحيث لا تكون هذه القنوات منابر للمضاربين تهدف الى خلق طلب مصطنع على أسهم بعض الشركات من خلال توصيات هؤلاء المحللين والترويج لأسهم شركات محددة· كذلك لاحظت اعتماد بعض المضاربين على المنتديات والتي لها مواقع الكترونية ويحاول بعض الكتاب تحليل الاسواق المالية سواء التحليل الفني أو التحليل الأساسي وخلال فترات المضاربة التي عمت الاسواق المالية وخاصة خلال العام الماضي تمت استعانة بعض كبار المضاربين ببعض الكتاب الذين يحملون اسماء مستعارة أو وهمية لتجنب أية ملاحقة قانونية أو قضائية حيث يقومون بتحليلات أساسية وفنية لبعض الشركات ويقدمون النصائح بالشراء أو البيع بهدف تحقيق مكاسب رأسمالية سريعة من خلال تحفيز الطلب أو العرض على أسهم هذه الشركات وبعض المستثمرين في الاسواق يعتمدون على نصيحة الاصدقاء في اتخاذ قرارات الاستثمار وخاصة الاصدقاء أو المعارف الذين لهم باع وخبرة طويلة في اسواق الاسهم وبعض المستثمرين يعتمد على رأي واستشارة الخبراء والمتخصصين في الاسواق المالية وهؤلاء عادة ما تكون استثماراتهم طويلة الأجل· وما لفت انتباهي اعتماد بعض المستثمرين على صلاة الاستخارة عند اتخاذ قرارات الشراء والبيع من حيث توقيت هذه القرارات وفي الختام فإن رفع كفاءة الاسواق المالية في الدولة والحفاظ على قوتها ومصداقيتها يتطلب رفع مستوى وعي المستثمرين والالتزام بالشفافية والافصاح وتعريف المستثمرين بمخاطر ومكاسب الاستثمار في الشركات المدرجة فيها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©