الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شباب تركوا رغد العيش لحمل البندقية في جبل نفوسة

شباب تركوا رغد العيش لحمل البندقية في جبل نفوسة
22 يوليو 2011 00:19
تتألف غالبية قوات المعارضة الليبية في المنطقة الغربية من عناصر منشقة عن نظام العقيد معمر القذافي لأسباب مختلفة، جعلتهم يتخذون هذا القرار الخطير الذين يمكن أن يكلف أي واحد منهم حياته أو حياة عائلته، وفي لحظة ما حدث التحول وضحوا بكل شيء.. في بداية الثورة أو مؤخراً، فهربوا من الجيش أو من المخبرين وفضلوا عدم البقاء على هامش قضية، ليلتحقوا بالثورة في غرب ليبيا. وفي تحد للأجهزة الأمنية والاستخبارية بشبكاتها المتعددة الواسعة التي تم انشاؤها على مدى أكثر من 4 عقود، اندفع هؤلاء المنشقون بدءاً من ضباط في الجيش الليبي، وموظفين، وشباب درسوا في الداخل والخارج للانضمام إلى التمرد. عندما بدأ شبان الزنتان يتظاهرون ضد الزعيم القذافي، كان العقيد جمعة إبراهيم المتمركز في قاعدة عسكرية بطرابلس، في عطلة في مسقط رأسه. وروى إبراهيم «رأيت هؤلاء الشبان يصرخون مستنكرين معمر القذافي. كانت لحظة سحرية. في البداية كنت فقط أتابع ولم اتظاهر، لكنني كنت معهم من كل قلبي». وأضاف «في يوم من الأيام طلب أحد أبناء إخوتي سلاحاً، فذهبت إلى منزل جدتي فأخذت بندقية قديمة تعود إلى الحرب العالمية الثانية». وهكذا، ما أن اندلعت الثورة حتى انضم إليها العقيد الخمسيني، وبات كل ليلة يتولى دوره في حراسة المدينة. وأقر بأنه كان مغامراً ولا علاقة له بهؤلاء الشبان الذين يحرقون الإطارات وأنه قد يعدم بتهمة الانشقاق وأن الجيش سيسحقهم، غير أنه كان يعلم أنه اختار النهج السليم. وقال «كان ذلك جنونا. لم يكن لدينا شيء لمقاومة الدبابات. الشبان يأتون للقتال بسكاكين وبنادق قديمة، لقد تأكدت كم هم شجعان». ومن حينها، أصبح العقيد إبراهيم قائداً في المركز العسكري العملاني في الزنتان، تلك النقطة الاستراتيجية لدى المتمردين في جبل نفوسة، وقال إنه «سعيد لأنه اختار الجانب السليم». أما الشاب القوي إسماعيل (24 سنة) طويل القامة، فقد كان بإمكانه أن يواصل حياته هانئاً في أي منطقة بالخارج، حيث استدعته الشركة النفطية القطرية التي كان يعمل فيها بعد أن أفلت من الاعتقال لأنه تظاهر في مدينة الزاوية الساحلية. وروى إسماعيل «في يوم من الأيام جاءت قوات القذافي في ثماني آليات لاعتقالي في منزلي بينما كنت في منزل جاري فركضت هارباً». وتمكن بعدها من مغادرة البلاد إلى الخارج، لكنه لم يحتمل البقاء بعيداً عن هذه المعركة وعاد إلى غرب ليبيا ليرفع السلاح، كان ذلك قبل 3 أشهر. وقال «كنت أريد مساندة شعبي. شعرت في المعركة الأولى بأن لدي طاقة وقوة كبيرتين ذلك لأننا نقاتل من أجل قضية، من أجل السلام في بلادنا، لا يمكننا إلا أن ننتصر على جنود القذافي الذين ليست لهم قضية يقاتلون من أجلها». وقبل ذلك كانت حياة إسماعيل هادئة، كان يتقاضى راتباً جيداً ولديه سيارة كبيرة ومنزل جميل ولا شيء يجنيه من هذه المغامرة التي قد يفقد فيها الحياة. وقال إنه ليس خائفاً «لا مشكلة. عانينا 42 سنة لكن الأجيال الجديدة ستعيش في سعادة». وعلى خط جبهة قواليش، يبدو عمر ببندقيته الكلاشنيكوف وكأنه غريب. وهو ذلك الموظف النحيل الثلاثيني الذي تشبه هيئته سكان المدن المستغربين وهو الذي ينتمي إلى عائلة من نخبة مثقفي غرب ليبيا، ودرس في أوروبا وكان حتى حينئذ يهنأ بحياة اللامبالاة. وعندما اندلعت الانتفاضة كان في الخارج لكنه أراد أن يقدم شيئاً ما لبلاده مع أنه لا يستطيع العودة إلى طرابلس لأن جيش الزعيم الليبي يريد تجنيده. وبعد أشهر وقع التحول. ولا يبدو من هيئته أنه مقاتل بل إنه من الذين انضموا مؤخراً إلى الثوار، فاكتشف عالم التعايش والدم والعرق بعيداً عن الكتب ومقاهي الإنترنت. وقال عمر «لم يكن بوسعي أن أظل في الخارج واترك بلادي هكذا. لا أدري كيف سأتعامل مع القتال. الرصاص يحبطني وأعلم أنني قد أموت، لكن ماذا بعد؟ سنثبت أن الليبيين ليسوا القذافي». وكان خليفة (21 سنة) الطالب في اللغة الإنجليزية لا يتصور أنه سيمسك يوماً بسلاح، لكن تعين عليه هو أيضا أن يفر من طرابلس إلى جبل نفوسة، إذ أن اسمه ادرج بعد التظاهر على لائحة سوداء في جامعته. وعلى غرار الآخرين، يريد الانضمام إلى هذه الثورة والنضال على طريقته، فاختار أن يكون مترجماً على خط الجبهة. وقال «اعتقد أن الكلمة تساوي ألف رصاصة. بمساعدة الصحفيين أساعد المتمردين على اسماع صوتهم في العالم، ولولا وسائل الإعلام ودعم الخارج لكان القذافي سحقنا جميعا».
المصدر: الزنتان (ليبيا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©