إعداد - أيمن جمعة:
كشفت عمليات التسرب من خطوط الانابيب في حقل ''برودو باي'' في الاسكا، النقاب عن واحدا من أخطر التهديدات الانية التي تواجه عمليات النفط في أكبر حقل للنفط باميركا الشمالية· فقد تسبب اعصار كاترينا المدمر العام الماضي في تدمير منصات حفر وأنابيب نفط على طول ''ساحل الخليج'' مما عرقل الانتاج لاسابيع· واليوم تعلن ''بي بي'' عن خطتها لوقف كامل لانتاج حقل ''برودو باي''·
ويعمل الحقل منذ 30 عاما تقريبا، وباستخدام شبكة خطوط انابيب كان من المفترض في البداية ان تعمل لمدة 25 عاما فقط· وتتزايد التحديات الخاصة بالحقل في ظل خطط ''بي بي'' لإطالة عمر الحقل الى عدة عقود مقبلة وأيضا استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي الضخمة في المنطقة·
وبسرعة أعلنت الشركة انها ستغير 73 % من أنبوب النفط في ''برودو باي''، وهو ما يعني توقف الانتاج لاسابيع وربما شهور في الحقل الذي يقدم نصف انتاج الاسكا من الخام، وثمانية في المئة من الانتاج الاميركي· ويبرز هذا الحادث المخاطر الكبيرة التي تهدد البنى الاساسية الاميركية التي تعمل منذ فترة طويلة· ولم يقدم مسؤولو ''بي بي'' جدولا زمنيا محددا لاعادة الحقل الى الانتاج لكنهم قالوا إنهم سيجرون مشاورات مع المسؤولين للتأكد ما اذا كانت بعض أجزاء الحقل يمكن اعادتها الى الانتاج بشكل تدريجي·
مشكلات متكررة
وهذه ليست أول مرة تضطر فيها ''بي بي'' للتعامل مع مشكلات تسرب في الاسكا حيث تدير حقل ''برودو باي'' نيابة عن تحالف يضم عدة شركات منها اكسون موبيل وكونوكو فيليبس· والمفارقة انه تم رصد هذا التسرب بينما كان مسؤولو الشركة البريطانية العملاقة يكملون جولة استمرت يومين في المكان نفسه للتعرف على مشكلة اخرى تسببت في تسرب حوالي 4800 برميل نفط، وكان هذا أكبر تسرب نفطي في المنطقة منذ عام 1997 ودفع لسلسلة تحقيقيات بعضها جنائية· وفي هذه الحادثة وجد المسؤولون قسما مهترئا للغاية بطول 4,8 كيلومتر من خطوط الانابيب لدرجة انه تقرر استبعاده من الخدمة· كما أصدرت وزارة النقل الاميركية أوامر في مارس الماضي الى ''بي بي'' للقيام بعمليات تفتيش بشان التسرب في خطوط اخرى بطول 30,4 كيلومتر في ''برودو باي''· وخلال هذه التفتيشات تقول ''بي بي'' انها رصدت المشكلة الاخيرة التي تسببت في تسرب حوالي خمسة براميل من النفط·
ورغم ان هذه الحوادث ليست ضخمة مقارنة بالحوادث المشهورة فانها تقرع وبقوة أجراس الخطر أمام ''بي بي'' التي تواجه سلسلة مشكلات في السوق الاميركية منها انفجار في مصفاة النفط في تكساس سيتي وفضيحة في تداول البروبان· وقام جون براون رئيس ''بي بي'' بزيارة نادرة الى ''برودو باي'' لتأكيد التزام الشركة بخط انابيب مقترح للغاز الطبيعي الى الولايات الامريكية الجنوبية ولكي يتفقد بنفسه موقع التسرب المكتشف في مارس الماضي·
واقر جون كروز مدير العمليات في ''برودو باي'' ان بوسع الشركة البريطانية ان تعمل بطريقة أفضل ما هو عليه الامر الان وهو ما أقره براون عندما هز رأسه بالايجاب ثم عندما قال بعد ذلك ''مجرد حدوث تسرب واحد هو أمر خطير·''
ضعف الصيانة
ووجه منتقدو ''بي بي'' انتقادات حادة الى الشركة على أساس انها لا تقوم بأعمال صيانة كافية لمنع المشكلات المحتملة مثل التسرب· وطلب النائب الديمقراطي جون دينجيل عقد جلسات استماع في الكونجرس الاميركي لبحث الموضوع الذي وصفه بانه ''يدعو للذعر'' قائلا ''كيف تسمح بي بي لهذا الانبوب الحيوي بأن يتآكل للدرجة التي يكون فيها وقف الانتاج أمرا ضروريا·''
كما كشف الخبير تشارلز هامل انه تلقى شكاوى عديدة من العمال وبعضها يرجع الى عام 1999 من ان الشركة تخفض الانفاق على مشاريع الصيانة بما في ذلك استخدام مواد كيماوية لمكافحة التآكل· وتؤكد ''بي بي'' انها تضخ 4,6 مليون لتر من المواد الكيماوية المقاومة للتآكل في خطوط الانابيب سنويا مقارنة مع نصف هذه الكمية تقريبا قبل عشرة اعوام، كما انها تستخدم معدات تعمل بالاشعة لرصد سمك جدران خطوط الانابيب· لكن هامل يقول ''رغم أن'' بي بي'' اعادت هذه البرامج مؤخرا·· لكن هذا كله يحدث بعد فوات الاوان·''
ولم تكن هناك اية مشكلات تسرب في ''برودو باي'' في بداية الانتاج لان خطوط الانابيب كانت جديدة وكانت تستخدم لنقل النفط الخام اساسا وليس المزيج الحالي الذي يضم الغاز الطبيعي والماء والنفط· --
عدد اليوم
