الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طريق وعر أمام السيارات الكهربائية

طريق وعر أمام السيارات الكهربائية
18 أكتوبر 2010 21:31
تمثل فكرة نشر استخدام السيارات الكهربائية على نطاق واسع في العالم، نقطة تحوّل بارزة في الاقتصاديات الصناعية لدول العالم المنتجة لها؛ كما ستكون سبباً لإحداث تغيرات جذرية في ثقافة الحركة في الشوارع والطرق وفي بيئة المدن كلها. إلا أن ما اتضح خلال سنوات طوال من محاولات تطويرها، هو أن طريقها ليست مفروشة بالورود؛ وقد تحتاج إلى سنوات أخرى من البحوث حتى تثبت جدواها التجارية الحقيقية. وحتى الآن، ما زالت التوقعات بشأن مستقبلها مشوبة بالكثير من الغموض والتناقض. ومن ذلك مثلاً أن رابطة السيارات الكهربائية الألمانية أشارت إلى أن السوق المحلية ستشهد طلباً متزايداً على هذا النوع من السيارات الصديقة للبيئة عند طرحها في الأسواق قريباً. وعمد فرانك مولر الرئيس التنفيذي للرابطة إلى تعديل توقعاته الخاصة بمبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا حتى عام 2020 لتصبح 4,5 مليون سيارة بدلًا من مليون سيارة فقط. وشرح مولر توقعاته حول الطريقة المتسارعة التي ستتطور بموجبها مبيعات السيارات الكهربائية قائلاً: «مع نزول هذه السيارات إلى الشوارع للمرة الأولى، سيتدافع الناس لالتقاطها من الأسواق». واليوم، يفتتح في مدينة ميونيخ الألمانية المعرض الدولي للسيارات الكهربائية «إي كار تك» e-car tech وتتواصل فعالياته حتى 21 من الشهر الجاري؛ وسوف يتناول المشاركون فيه آخر التطورات التي شهدتها هذه الصناعة والعقبات التي تقف في طريقها. وبهذه المناسبة، تناولت كبريات الصحف الصادرة أمس هذا الموضوع. وتحت عنوان «الطريق الوعر أمام السيارات الكهربائية»، نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز» مقالاً مفصلاً عرض للكثير من الحقائق المتعلقة بهذه الصناعة. يقول المقال إن شركات صناعة السيارات توشك على رصد مليارات الدولارات لصناعة السيارات المدفوعة بالبطاريات الصامتة التي ينتظر منها أن تحقق مبيعات عالية في الأسواق. ومن المتوقع أن يُعرض في معرض «إي كار تك» أكثر من 20 طرازاً من السيارات الكهربائية التي ينتظر أن تظهر في معارض البيع خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتقود هذه الفئة الجديدة طرازات تمكنت من تحقيق شهرة عريضة حتى قبل أن تصبح حقيقة واقعة، ومنها «نيسان ليف» و»شفروليه فولط» اللتان سيتم إطلاقهما التجاري في شهر ديسمبر المقبل، ويذكر أن إدارة الرئيس أوباما رصدت مبلغ 5 مليارات دولار لدعم مشتري السيارات الكهربائية بالقروض الميسرة ولتشجيع مصانع السيارات والصناعات الداعمة لها على الذهاب بعيداً في مشاريع تطويرها. وتهدف هذه المبادرة إلى وضع أكثر من مليون سيارة هجين وكهربائية في طرق الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعدّ كارلوس غصن الذي يشغل منصب المدير العام التنفيذي لشركتي «نيسان» اليابانية و«رينو» الفرنسية، واحداً من المتفائلين بمستقبل السيارات الكهربائية والمتحمسين لها؛ فهو يتوقع أن ترتفع مبيعاتها إلى 10 بالمئة من مجمل أعداد السيارات المباعة في العالم بحلول عام 2020. وتخطط «نيسان» لبيع 200 ألف سيارة من طراز «ليف» الكهربائية في الولايات المتحدة وحدها قبل نهاية عام 2013. إلا أن هذه الموجة من التفاؤل كانت مصحوبة بموجة متشائمة عبّر عنها مدراء تنفيذيون في شركات عريقة مثل «فورد» و«هوندا» و«تويوتا» بالإضافة لصنّاع البطاريات الذين عمدوا إلى التحذير من النتائج العكسية لهذه الطروحات المغرقة في تفاؤلها. ورأى العديد من الخبراء أن الدعم الحكومي الذي يحظى به مشترو السيارات الكهربائية، لن يمثّل بأي حال عنصراً فعالاً لإغوائهم لشرائها؛ ويتوقع هؤلاء أن يكون زبائن هذه السيارات نادرين جداً. ومن مباعث التشاؤم الذي يلفّ مستقبل السيارات الكهربائية، صعوبة شحن البطاريات. ومن أمثلة ذلك أن شحن بطاريات «نيسان ليف» يتطلب 8 ساعات باستخدام شاحن يعمل تحت توتّر 240 فولت وتبلغ تكلفة تركيبه وتجهيزه للعمل في الجاراج 2200 دولار. ثم إن المسافة القصوى التي يمكن للسيارة أن تقطعها بشحنة بطارية كاملة لا تزيد عن 160 كيلومتراً وبما يعني أن السائق يمكنه أن يتوقع نفاد الشحنة في أي وقت عند السفر البعيد. ويشكل السعر أحد العوامل المعيقة لانتشار السيارات الكهربائية؛ ومن المنتظر أن تباع «نيسان ليف» بسعر 33 ألف دولار مقابل 41 ألف دولار لشفروليه «فولت»، وهو ضعف سعر سيارة مشابهة تعمل بمحرك يحرق البنزين. وبالرغم من أن شركة «جونسون كونترولز» الأميركية المتخصصة بصناعة بطاريات السيارات الكهربائية تخطط لإقامة مصنعين جديدين، إلا أن رئيسها أليكس مولينارولي قال في مؤتمر صحفي نظم عشية افتتاح معرض «إي كار تيك» إنه لا يتوقع أن تصبح السيارات الكهربائية حقيقة واقعة، وأن عدد السائقين الذين يرغبون في شرائها لن يتعدى 3 بالمئة من مجمل زبائن السيارات الجديدة. ويقول مولينارولي: «لا أظن أن السيارات الكهربائية يمكن أن تكون بديلاً للسيارات العادية على النحو الذي تروّج له النشرات الصحفية الصادرة عن مصانعها». ويعتقد مولينارولي أن بطاريات مصنعه ستجد سوقها في طرازات السيارات الهجين التي تستخدم محرك بترولي تقليدي إلى جانب المحركات الكهربائية وذلك بسبب المدى الأبعد الذي يمكنها قطعه قبل أن تحتاج إلى شحن بطارياتها أو ملء خزانها بالوقود. وفي غياب الحوافز الحكومية لدفع الزبائن لشراء السيارات الكهربائية، والتي يمكن أن تنتهي في أي وقت، لن تمثل هذه السيارات صفقة مغرية ما لم يرتفع سعر لتر البنزين في الولايات المتحدة إلى دولارين. أما إذا بقي سعره مساوياً لدولار واحد للتر أو أقل مثلما هو الآن، وإذا أبقت الحكومة على حوافز دعم المشترين، فإن سوق السيارات الكهربائية يمكن أن يرتفع إلى 5 بالمئة فحسب من مجمل سوق السيارات بحلول عام 2020. عن صحيفة «وول ستريت جورنال» ترجمة عدنان عضيمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©