الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سامسونج» أكبر مورد لمنتجات «آبل»

«سامسونج» أكبر مورد لمنتجات «آبل»
19 يوليو 2013 21:38
ليس من السهل على شركة آبل أن تبحث عن شركة غير غريمها القوي سامسونج الكترونيكس لتصنع لها رقائق الذاكرة المعقدة المستخدمة في أجهزة آي باد وآي فون. في شهر يونيو الماضي، عقب سنوات من التأخير لأسباب فنية، أبرمت آبل أخيراً اتفاقية مع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات «تي إس إم سي»، لتصنع لها بعض الرقائق في عام 2014، بحسب تنفيذيين من «تي إس إم سي»، غير أن العملية شابها بعض العيوب التي تمنع الرقائق من الوفاء بمعايير آبل من حيث السرعة والقدرة. رغم هذه الاتفاقية، ستظل سامسونج المورد الرئيسي لغاية العام المقبل، بحسب أحد هؤلاء التنفيذيين. تعتبر آبل أحد أهم عملاء سامسونج في مجال وحدات المعالجة ورقائق الذاكرة. غير أن الشركتين تتنافسان بشكل مباشر في سوقي الهواتف المحمولة، وأمضيا معظم السنتين الماضيتين في التقاضي ورفع الدعاوى والدعاوى المضادة في شأن شكل أجهزتهما وخصائصها ومزاياها. وكانت الشركتان شريكين مثاليين منذ عقد مضى، حين لم تكونا تتنافسان فعلياً، ثم بدأت سامسونج، إطلاق هواتف ذكية سبقت آي فون اليوم من حيث العدد. وفي العام الماضي، أبدى تنفيذيون قلقهم من أن اعتمادهم على سامسونج يحد من قدرة آبل على التحكم في مصيرها من خلال تحجيم قوة آبل التفاوضية، وقدرتها على استخدام تقنيات أخرى حسب تنفيذيين من آبل. لم تعد آبل المتمركزة في كويرتينو بولاية كاليفورنيا تشتري شاشات آي فون من سامسونج، وخفضت من شرائها شاشات آي باد، حسب موردين، ودأبت آبل على شراء مزيد من رقائق الذاكرة السريعة فلاش ميموري - وهو مكون أساسي لتخزين البيانات - من مصنعين آخرين، بحسب تنفيذيين سابقين في آبل، ومسؤولين يعملون لصالح مورد رقائق آخر. غير أن آبل لا تزال معتمدة على سامسونج بشكل خطير، ذلك أن عقول المعالجة الدقيقة التي تتحكم في أجهزة آي بود وآي فون وآي باد مصنوعة من قبل سامسونج، ولا يزال بعض أجهزة آي باد الجديدة تستخدم شاشات سامسونج. ولذلك تقع آبل الآن في ورطة، حيث تعتبر سامسونج أكبر مصنع في العالم لبعض أكثر الأجهزة تطوراً التي تحتاج إليها آبل مثل وحدات المعالجة ورقائق الذاكرة والشاشات عالية الوضوح. كما دأبت آبل لأكثر من نصف عقد على الاستثمار في الاشتراك مع سامسونج في تصنيع رقائق حسب الطلب، ومن غير السهل تعويض ذلك مع آخرين، بحسب تنفيذيين سابقين في آبل. وقال مايكل ماركس الذي يدرس دورات عن سلاسل التوريد في كلية إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، رئيس شركة سانديسك التي تبيع رقائق ذاكرة لآبل: «ليس لدى آبل خيار مكونات جيدة وهو السبب في استمرارها في الشراء من سامسونج». تعتبر اتفاقية آبل في شهر يونيو على البدء في شراء رقائق من تي إس إم سي بمثابة مفترقاً مهماً. يذكر أن آبل لطالما أرادت تصنيع ما تستخدمه من وحدات المعالجة، وأنها اشترت شركة رقائق ذاكرة عام 2008 لتبدأ تصميم الرقائق بنفسها، غير أنها ظلت معتمدة على سامسونج في تصنيعها. في عام 2010 بدأت آبل وتي إس إم سي مناقشة العمل سوياً على تصنع الرقائق، بحسب تنفيذيي تي إس إم سي. وفي عام 2011 التقى أحد كبار تنفيذيي تي إس إم سي تشيانج شانج يي، مسؤولين في آبل لمناقشة التعاون في عملية معقدة. يذكر أن تي إس إم سي تخطط لبدء إنتاج رقائق واسعة النطاق مطلع العام المقبل، باستخدام تقنية «20 - نانوميتر» المتقدمة التي تجعل الرقائق أصغر وأكثر كفاءة من حيث الطاقة. وبشأن علاقتها مع سامسونج، لا تعتبر آبل أول من يشهد ارتباطاً تقنياً سعيداً ينقلب إلى اقتران مزعج حين تندلع المنافسة. ففي ثمانينيات القرن الماضي في أول عهد طفرة الكمبيوتر الشخصي، اتفقت صانعة الرقائق إنتل على تبادل التكنولوجيا مع شركة اندفانسد مايكرو ديفايسز التي أضحت فيما بعد منافساً مهماً، وأمضت إنتل سنوات سعياً لفض الاتفاقية. لدى سامسونج سبب للإبقاء على علاقتها مع آبل، إذ إن آبل لا تزال أكبر عملاء سامسونج في مجال المكونات. قاربت طلبيات مكونات آبل من سامسونج نحو 10 مليارات دولار العام الماضي، بحسب مارك نيومان المحلل في سانفورد برنستاين في هونج كونج، وهذا يشكل حصة كبيرة في مبيعات سامسونج من أعمال مكوناتها البالغ حجمها 76,89 تريلوين وون (59,13 مليار دولار) بما يشمل الرقائق والشاشات. وتشكل وحدة معالجة آبل التي تعتبر سامسونج حالياً موردها الوحيد، خمسة مليارات دولار عام 2012، حسب نيومان. وقال نيومان: «لو أن سامسونج خسرت آبل كعميل ستتضرر بسبب أن آبل تمثل حصة كبيرة من مبيعات سامسونج لرقائق غير الذاكرة». وتعود علاقة آبل الجادة مع سامسونج إلى باكورة مشغل الموسيقى آي بود في العقد الأول من القرن الراهن. وفي السنوات القليلة الأولى، كانت أجهزة آي بود تستخدم سواقات صلبة صغيرة لتخزين النغمات، غير أن آبل أرادت استخدام رقائق فلاش ميموري الأكثر اعتمادية والأقل استخداماً للطاقة. غير أنه كان هناك إشكالية تتمثل في أن الفلاش ميموري أغلى ثمناً. ومع زيادة الطلب على آي بود، أبرم تنفيذيو آبل اتفاقية مع سامسونج تضمن استمرارية التوريد. يذكر أن أول آي بود شافل مزود بفلاش ميموري طرح في السوق عام 2005. وكان تنفيذيو آبل آنذاك يبحثون عن وحدة معالجة جديدة لجهاز آي بود. وفازت سامسونج ببعض الأعمال. وحين أطلق آي فون في السوق عام 2007 كان مزوداً برقائق من صنع سامسونج. لم يكن تنفيذيو آبل غافلين عن طموحات سامسونج إلى منافسة الشركة. وكانت سامسونج قد أخبرت آبل بأنها هيكلت أعمالها على نحو يفصل بين جانبي نشاطها، وتعهدت بعدم قيام تنفيذييها بمقايضة المعلومات. ولم يرق لبعض تنفيذيي آبل تعزيز سامسونج في أحد جانبي نشاطها في وقت يقوم جانب نشاطها الآخر بالهجوم على آبل. وقال أحد تنفيذي آبل السابقين إن تبادل المعلومات مع سامسونج عن توقعات أعمال آبل كان أمراً غير مرغوب فيه. وفي عام 2008، بدأت آبل في تحويل مزيد من مشتريات فلاش ميموري عن سامسونج. وأعلنت الشركة عام 2009 دفعها 500 مليون دولار لشركة توشيبا لتوريد فلاش ميموري. وكانت آبل آنذاك تعتمد اعتماداً كبيراً على سامسونج في نوع من الفلاش ميموري يسمى ناند، لأنها كانت إحدى كبريات الشركات القليلة القادرة على توريد قدر ضخم من أحدث التقنيات. ومنذ خمس سنوات، وردت سامسونج معظم ما تحتاجه آبل من فلاش ميموري نانو وجزءاً كبيراً من نوع آخر من الرقائق يسمى (درام) يستخدم في الأجهزة المحمولة. وفي الوقت الحالي، انخفضت كلتا النسبتين إلى أقل من 10%، حسب نيومان. كما قطعت آبل علاقتها بشاشات سامسونج، إذ أضحت جودة الشاشة طريقة مهمة تميز بها آبل أجهزتها وحين أطلقت آبل آي فون 4 عام 2011 أطلقت على الشاشة اسم «شاشة الشبكية» لتجذب الانتباه إلى درجة وضوحها العالية. استشعر تنفيذيو آبل مدى أهمية الشاشات، ولذلك قرروا عدم تعهيدها إلى سامسونج. وقال أحد المحللين: «إن الشاشة هي واجهة الهاتف، فإذا اشتريت شاشات من منافسك، ستكون بذلك تنشر معلومات مهمة عن منتجك القادم». توقفت آبل عن استخدام شاشات سامسونج في آي فون 4 الذي أطلق عام 2010. وساعدت آبل موردي شاشات آخرين مثل شارب وتوشيبا على توسيع مصانعهم. غير أنه في شهر مارس الماضي، اتفقت سامسونج على شراء حصة 3% في شارب وعلى شراء مزيد من شاشات إل سي دي منها. لا تقتصر هذه الصفقة على جعل سامسونج خامس أكبر مساهم في شارب، ولكن تجعلها أهم عملائها، الأمر الذي يمكن أن يمنع آبل من اكتساب مزيد من القوة التفاوضية مع شارب. عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©