شركات ملكية خاصة تستعين بالصناديق السيادية والمؤسسات الدولية لإغلاق محافظها

لجأت شركات ملكية خاصة في المنطقة إلى صناديق الثروات السيادية الإقليمية والأذرع الاستثمارية للحكومات ومؤسسات التمويل الدولية لإغلاق صناديقها الاستثمارية التي تعاني نقص السيولة، بحسب رؤساء شركات شاركوا في “مؤتمر الملكية الخاصة” الذي يعقد في أبوظبي حالياً. وقال هؤلاء إن تضرر الاقتصادات المتقدمة من الأزمة المالية دفع صناديق الاستثمار التابعة للحكومات والمؤسسات الدولية إلى البحث عن فرص استثمارية في الأسواق الناشئة، حيث استقطبت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءاً كبيراً من أموالها. وقال أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة كابيتال لـ”الاتحاد” إن اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصاً في الخليج هي الأقل تأثراً بالأزمة المالية العالمية، وخرجت منها بأقل الخسائر، ولهذا السبب كانت موضع اهتمام من الاستثمارات المؤسساتية الأجنبية. وأوضح أن شركته لجأت إلى عدد من الصناديق السيادية في المنطقة وشركات تمويل تابعة لمؤسسات عالمية لإغلاق صندوقي “مينا” و”أفريقيا” بقيمة تقدر بنحو 138 مليون دولار، وشارك فيهما: مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوربي، والحكومتان الألمانية والهولندية. وكشف عن أن شركته قامت بجذب استثمارات جديدة بأكثر من 3 مليارات دولار معظمها من مؤسسات أجنبية ومن صناديق للتقاعد والمعاشات، علاوة على صناديق ثروات سيادية عربية. وأضاف أن هذا الوضع ينطبق أيضاً على حكومات المنطقة التي باتت في أمسّ الحاجة إلى دخول القطاع الخاص للاستثمار في المجالات كافة بما في ذلك القطاعات التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة مثل قطاع النفط والغاز، حيث تشارك هيئة البترول المصرية مع “القلعة كابيتال” في إنشاء مصفاة تقدر استثماراتها بنحو 3,7 مليار درهم. وأكد هيكل أن شركات الملكية الخاصة في المنطقة، التي تراجع عددها بسبب ظروف الأزمة المالية إلى النصف عند 60 شركة، تواجه صعوبات حالياً في جمع الأموال مقارنة بما كان عليه الوضع في عامي 2005 و2006. وأضاف: “كانت مصادر التمويل كافة متاحة سواء أكانت من قبل البنوك أو كبار المستثمرين، أما الآن فتلجأ شركات ملكية خاصة إلى صناديق ومحافظ أجنبية لإغلاق محافظها الاستثمارية”. واتفق معه، د. كريم الصلح الرئيس التنفيذي لشركة جلف كابيتال، التي أغلقت محفظتها الأخيرة والمطروحة في فبراير الماضي بقيمة ملياري درهم، من أموال صناديق سيادية وبنوك وشركات تأمين عالمية شاركت بأكثر من ثلثي قيمة المحفظة. وخلال سنوات الطفرة عامي 2005 و2006، طرحت شركات الملكية الخاصة نحو 128 محفظة استثمارية جمعت نحو 21 مليار دولار استثمر منها 12 مليار دولار فقط، وتعاني غالبية المحافظ حالياً والتي يقترب عمرها الاستثماري من الانتهاء العام المقبل عدم القدرة على استثمار بقية المبالغ مما يجعلها مضطرة إلى إعادتها إلى أصحابها، بحسب الصلح. إلى ذلك، كشفت شركة القلعة كابيتال عن اعتزامها طرح شركة “طاقة عربية” المصرية للاكتتاب العام خلال النصف الأول من العام المقبل، حيث تعتزم جمع نحو 175 مليون دولار، ويقدر رأسمال الشركة بنحو 120 مليون دولار، بحسب هيكل. وقال إن الشركة ستحدد الوقت المناسب للطرح في ضوء ظروف السوق خصوصاً في ما يتعلق بتوافر السيولة، لافتاً إلى أن عدم توافر السيولة الكافية يزيد من صعوبة الموقف أمام شركات الملكية الخاصة للتخارج. وأوضح أن الشركة طرحت صندوقاً ثالثاً للعمل في نشاط الشركات المتعثرة يقدر حجم الاستثمار فيه بنحو 80 مليون دولار، وتشارك فيه مؤسسة التمويل الدولية وبنك الاستثمار الأوروبي دلالة على اهتمام المؤسسات الدولية بالاستثمار في المنطقة. وأكد أن “القلعة كابيتال” تولي اهتماماً بالاستثمار في أسواق الخليج، غير أنها لم تعثر على فرص تراها مجدية حالياً، مشيراً إلى أن الشركة تركز حالياً على توسعة شركاتها التابعة التي تستثمر فيها أكثر من 8 مليارات دولار من بينها شركتان في مجال توزيع الغاز والطوب في الإمارات.