الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آثار الطائرات بدون طيار

19 يوليو 2013 21:52
آدم بارون مأرب- اليمن اختفت الحفرة العميقة، التي أحدثتها ضربة لإحدى الطائرات الأميركية التي تطير من دون طيار، وضاعت معالمها في الرمال، إلا أن السكان المحليين -مع ذلك- ما زالوا قادرين وبسهولة تامة على التعرف على ذلك الموقع الذي ضربته إحدى تلك الطائرات في 12 مايو 2012، والذي يقع بالقرب من قرية «الحصون». وقد اعترف تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية فرع اليمن بمصرع ستة من مقاتليه عندما أطلقت طائرة من دون طيار صاروخين على سيارتين، كانتا تحملان مقاتلين. وكانت الضربة متقنة ولم تؤدِّ إلى قتل أي مدني كما لم تدمر أي مبنى. ولكن نظراً لموقع الضربة الذي يبعد عدة مئات من الأقدام فقط عن المزارع، فإن تأثيرها ما زال يثير الذعر في نفوس السكان المحليين. ومرت شهور قبل أن تقوم الطائرات بتوجيه ضربات جديدة في محافظة مأرب، ولكن الضربات السابقة ما زالت تلقي بظلال قاتمة هنا. وكثيرون في مأرب يقولون إنهم يربطون دائماً بين الولايات المتحدة وبين شيء واحد تقريباً وهو الضربات المتقطعة وغير المعلن عنها، التي تقوم بها الطائرات من دون طيار. وعلى رغم حقيقة أن الحكومة اليمنية تسمح علناً بالحملات التي تقوم بها تلك الطائرات، إلا أن المعارضة لها تتجذر بعمق في هذه المحافظة. ويقول السكان إن الضربات قد أججت الحنق الذي كان موجوداً سابقاً ضد الحكومة المركزية، كما أنه أجج الخوف في أوساط المدنيين، وفاقم المشاعر المعادية لأميركا، كما أن تلك الهجمات التي تقوم بها تلك الطائرات لم تؤدِّ إلى شيء في نهاية المطاف سوى إعاقة الصراع الذي كانت تخوضه قوات الحكومة اليمنية ضد «القاعدة». وفي الوقت نفسه تصر إدارة أوباما على القول إن الضربات الموجهة ضد المقاتلين المشتبه بارتباطهم بتنظيم «القاعدة» مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة. بيد أن كثيرين من أهالي محافظة مأرب، يرون أن الهجمات التي تشنها تلك الطائرات، تمثل انتهاكاً للسيادة ما يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي وبذر بذور عدم الاستقرار من دون أن تؤدي إلى تحقيق أي تقدم في المعركة ضد «القاعدة». يشار إلى أنه من بين الأسباب الرئيسية لتأجيج الغضب ضد الولايات المتحدة هنا أن إحدى الضربات الجوية، وهي تحديداً تلك التي تمت بتاريخ 24 مايو 2010، أصابت بالخطأ سيارة تحمل جابر الشبواني الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب محافظ مأرب لتقتله هو وغيره من الركاب في السيارة. وسبب الخطأ الذي أدى إلى مصرع الشبواني ما زال غير واضح حتى الآن، وإن كان هناك تقرير نشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» أشار إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين قد اتهموا الحكومة اليمنية بأنها هي التي قدمت عن عمد معلومات استخبارية زائفة أدت إلى مقتل ذلك الرجل الذي يعتبر من وجهاء إحدى القبائل الكبيرة في اليمن، والذي كانت العلاقة بينه وبين الحكومة المركزية في صنعاء قد ساءت. ويقول السكان إن هذه الضربة غير المتقنة، قد أدت إلى إحداث تغيير جوهري في الحالة المزاجية في المحافظة التي تعتبر من أكثر محافظات اليمن اضطراباً. ويرى سكان مأرب أن وجود «القاعدة» في محافظتهم هو عرض لأمراض أكبر، مثل التخلف المزمن، وعدم التنمية والبطالة التي كانت تحتاج من الحكومة اليمنية المركزية، نفس القدر من الاهتمام الذي توليه لمحاربة مسلحي «القاعدة». ويقول حسين صالح وهو ناشط شاب مقره عاصمة مأرب: «هزيمة القاعدة في مأرب ستتحقق فقط من خلال التوعية، والتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة. والتعاون مع زعماء القبائل». فنظراً إلى أن نفوذ وتواجد الحكومة المركزية يكاد يكون غير موجود إلى حد كبير خارج عاصمة المحافظة، فإن الوضع والدور الذي يمكن لزعماء القبائل القيام به مهم للغاية. وهذا الرأي يصادق عليه جريجوي جونسون مؤلف كتاب «الملاذ الأخير» وهو كتاب جديد عن اليمن و«القاعدة» حيث يقول: «لاشك أن الولايات المتحدة والحكومة المركزية في اليمن والسعوديين، لديهم دور يلعبونه في الحرب ضد القاعدة إلا أنه في المقدور القول إنه ليس هناك أحد يمكنه أن يكسب هذه الحرب بمفرده». ويضيف جونسون: «في رأيي أن رجال القبائل ورجال الدين الموجودين في مأرب في وضع يسمح لهم بإلحاق هزيمة حاسمة ونهائية بتنظيم القاعدة الموجود في محافظتهم». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©