الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنانون اللبنانيون: قانا الثانية.. نجمة التضحية على صدر الوطن

الفنانون اللبنانيون: قانا الثانية.. نجمة التضحية على صدر الوطن
13 أغسطس 2006 00:46
قصيدة خالدة كتبها أطفال لم يتعلموا بعد القراءة والكتابة لأن عدو الإنسانية لم يسمح لهم بذلك ألا يعرفون أن الدماء الذكية ستتغلب على قنابلهم الغبية قانا كانت وستظل بداية الحياة و تنطق رغم أنف الصامتين جريمة تاريخية ومهزلة إنسانية تتجاوز كل الكلام مرة أخرى تنهض فينا ''قانا''، تأتي بدمائها وجراحها لتسألنا: أين أنتم؟ لماذا تركتم أطفالي يقتلون ''في وضح الكراهية'' وعلى مسمع من آذان العالم الأخرس··· هكذا، على ''عينكم'' وملء سمعكم وأبصاركم وشاشاتكم وفضاءاتكم وسماواتكم التي لم يبق فيها مكان سوى للفرجة والصمت· للمرة الثانية ''تظهر قانا''، تتجول بيننا ''على ظهر مجزرة'' تقصَّد العدو الإسرائيلي ارتكابها، كأنما أرادها طعنة أخرى في نفس الجرح··· مجزرة أخرى في البلدة الجنوبية التي سبق أن دفعت ثمن الشهادة في العام 1996 في ''عناقيد الغضب''، لكن هذا الفعل الإجرامي الذي حصد أرواح الأطفال والأبرياء، ترك أثراً لا يمكن أن ينسى في نفوس جميع اللبنانيين كما يؤكد الفنانون اللبنانيون الذين تحدثوا في التحقيق التالي عن هول الجريمة· بيروت - سليمان اصفهاني: يقول الفنان القدير وديع الصافي: ''إذا كان إرهابنا هو الدفاع عن البراءة والطفولة والحياة، فماذا عن إرهابهم الدموي الذي تجاوز كل الأعراف الإنسانية؟! وفي لوعة حارقة يتساءل الصافي ''يقولون إننا ''إرهابيون''··· فأين هو هذا الإرهاب بين جثث أكثر من 27 طفلاً في قانا؟ أين ضمير العالم حتى يتحرك لمحاكمة هؤلاء السفاحين الآتين من العصور الوسطى؟ ألا يعرفون أن تلك الدماء ''الذكية''، ستتغلب على قنابلهم الغبية؟''· ويختم بقوله: ''الله حسبنا فمن سيغلبنا؟''· كلنا شهداء وتذهب الفنانة ماجدة الرومي عميقاً في إنسانيتها وهي تنطق بصوت التحدي والفخر: ''نحن شعب شهيد، على مرور التاريخ كنا كذلك، ونفاخر بذلك، وقانا ومنذ العام 1996 كانت بداية الحياة، هكذا تزعزعت غايات عدو الانسان والأرض والطفولة، شهادة أطفالنا أعمت عيونهم وقلوبهم، نحن نعتز ولا نبكي بعكسهم، وبعكس نحيبهم عبر الشاشات المتلفزة، نعم كلنا شهداء ليحيا الوطن وليبقى، ومن قانا وإليها ستكون دائماً البداية''· العالم أخرس ويخجل الفنان رفيق علي أحمد من الكلام في هذا الوقت، لأن الكلام فقد قيمته لكثرة المصابين بالصمم والبكم والصمت على امتداد العالم· ويتساءل بلوعة: هل يعقل أن تنطق قانا مرة ثانية بأبهى حروف الشهادة، ولا يتحرك أحد؟ أو يرفض، أو يستنكر بصدق؟ ألم تتسلل مشاهد جثث أطفالنا إلى أعماق من يتاجرون بالديمقراطية والحرية، أليست هذه مهزلة من الوزن الثقيل، لهذا لا أجد قيمة لأي كلام· عرس الشهادة ''عرس الشهادة الدائم الذي يروي تراب الوطن بوقود الانتصار''، هكذا هي ''قانا'' في عين الفنان ايلي شويري الذي يؤكد أن ''هؤلاء الأطفال الشهداء، هم عزتنا وفخرنا، ورايتنا، وأعلى قمم إنسانيتنا، قتلوهم ليمحوا الغد من أيامنا، ولم يعلموا أنهم المستقبل حتى بعد الشهادة؛ فالتاريخ لن يتجاوز عنصرية ووحشية شذاذ الآفاق والشتات الذين نهشوا الحياة بغية تحويل الكون إلى غابة، ونسوا في المقابل، أن هناك من هم أصلب من ترسانة السلاح والتخاذل الدولي، نحن أقوى من كل تلك الأشياء والمواقف، وها هي إرادة مجموعة من الشبان الأبطال تهشم أطماع جيش يهوى اغتصاب الأرض ونحر الأبرياء''· أكبر من الكلام قانا تتجاوز كل الكلام، كما يقول نقيب الفنانين المحترمين في لبنان إحسان صادق، و''قانا'' أكبر من كل التعابير والحروف، إنها نجمة التضحية على صدر الوطن، وهي القصيدة الخالدة التي كتبها أطفال لم يتعلموا بعد القراءة والكتابة لأن عدو الإنسانية لم يسمح لهم بذلك، ''قانا'' تغلبت بجراحها على غدر السيف، وأنهت معادلات الموت، لتفرض مع صغارها بذور الحياة فوق أرض الوطن''· صناعة الحقد هكذا يصنعون الكراهية، يقول الممثل أنطوان كرباج، قبل أن تنطلق الأسئلة من فمه: ''هل يشعر هذا العدو الضعيف بالسعادة لقتله الأطفال بعد أن فشل في محاربة الأبطال؟ أليس هذا هو الإرهاب يتبجح فوق ركام العدالة والإنسانية؟ ماذا حققوا في ''قانا'' سوى أنهم رفعوا منسوب الكراهية ضدهم؟ كل البشر يكرهونهم، كل حبات التراب، وحتى نسائم الهواء لا تطيق أحقادهم''· ويوجه رسالة إلى أطفال قانا: ''أحني رأسي أمام شهادتكم التي عطرت صمودنا، رغم دموع القلب والعين والوجدان''· من جهتها تقول الفنانة السعودية وعد: ''كيف يعطون أنفسهم الحق في قتل الأطفال الأبرياء، حقاً هذه هي قمة الإجرام في التاريخ البشري· أبكتني مشاهد مجزرة ''قانا'' والمجازر الأخرى التي تعكس وحشية الإسرائيليين''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©