السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجرح يتكلم

الجرح يتكلم
13 أغسطس 2006 00:50
قانا مرة ثانية ، عيتا الشعب، صريفا، القاع، الطيبة، الجرح المفتوح تحت مجهر المجتمع الدولي، يرسم أبشع صورة لعدوان لم يرحم الاطفال والنساء والشيوخ انه العدوان الذي طاول المدنيين النائمين الذين لا يملكون شيئاً سوى الاحتماء بأجساد بعضهم البعض خوفاً من ضربات الطائرات الاسرائيلية التي تطارد الحجر والبشر· بيروت - كارولين بعيني: في قانا وحدها اكثر من ستين شهيداً قضوا تحت انقاض المنزل الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية وحولته ركاماً وسوته بالأرض· الحزن لف الزوايا المتبقية من جدران البيوت، الاهالي لم يتوقعوا ان تكون الضربة موجعة الى هذا الحد، اعتقدوا انهم دفعوا الثمن من قبل، 113 شهيداً كانوا قد لجأوا الى مركز لقوات الطوارئ الدولية قصفته طائرات العدو من دون رحمة· حسن ابن السنوات الاربع بدا خائفاً وواهناً· هو لم يفهم ما جرى، لم يفهم لماذا تركته اخته زينب (6 سنوات) فيما هو الآن في مستشفى جبل عامل في صور مع والدته رباب التي اصيبت بجروح مختلفة وكسور في الساق· تقول ام حسن رباب شلهوب: استفقت على وقع القصف وجدت نفسي تحت الركام الذي غطى جسدي· سمعت صوت طفلي حسن يبكي فأسرعت الى انتشاله وهو يتنفس بصعوبة، سألته ان كان يتألم فأومأ برأسه، اخذت ابحث عن ابنتي زينب فلم اجدها· ناديتها كثيراً لم تجب، ادركت حينها انها توفيت· سارعت الى البحث عن زوجي المقعد، سمعت رجلاً يقول لي، زوجك محمد بخير وقد اخرجناه· بحثت عن طفلتي زينب وانا أتحسس المكان فوجدت يداً صغيرة ممدودة تحت الركام، ادركت انها هي، قمت بتقبيلها وقلت لها: ما تزعلي يا ماما لم اتمكن من انقاذك···· حسن الذي جلس يستمع الى الحكاية سأل والدته أمامنا: ما رح شوف زينب يا ماما؟· اجابته والدته: بالطبع سنلتقي بها جميعاً في الجنة يا حبيبي· ام حسن تتمتع بإيمان كبير كالكثيرين هنا· زينب احمد شلهوب هي ايضاً خسرت ابويها واخوتها علي وحسن والعديد من اقاربها الذين قضوا تحت الركام· زينب 25 عاماً هي واحدة من ضحايا المجزرة في مستشفى جبل عامل تتحدث عما جرى وتبدو كمن استفاق من الصدمة للتو، تقول وهي تمسح جبينها: كنت نائمة حين ضربت الطائرات الاسرائيلية المنزل الذي لجأت اليه مع عائلتي هرباً من القصف والذي يحوي اكثر من 75 شخصاً في قانا· لم اشعر الا وكومة من الركام والتراب على جسدي وفي فمي· اعتقدت لوهلة ان الغارة ضربت منازل اخرى من حولنا· فتحت عيني جيداً وسمعت اختي تطلب النجدة وتقول اسحبوا الحجارة عني اريد ان انقذ طفلي، -طفلها عمره 10 أشهر-· ناديت ابي واخي علهما يأتيان لمساعدتي على سحب الحجارة عن اختي منى، الا انهما لم يجيبا، عرفت حينها انهما استشهدا· الله اعطاني القوة وسحبت الحجارة عن اختي، وبدأنا سوية نبحث عن ناجيين الا اننا لم نعثر على احد، حتى ابن طفل اختى استشهد ايضاً، والعائلة كلها امي وابي واخوتي، علي عمره 16 عاماً واخي الصغير وعمره 7 اعوام واختي علا التي كان زفافها سيتم بعد حوالي الشهر· حاولت ان انقذ من يمكن انقاذه من تحت الانقاض، حملت ثلاثة اطفال الى الخارج وحاولت ألا ادوس على اجساد الشهداء علّ هناك من لا يزال حياً بينهم· كنت احاول المساعدة قدر الامكان الا ان الغارات لم تتوقف وسمعت شاباً ينادينا، انتم الاحياء اخرجوا لتنقذوا حياتكم فالطائرات الاسرائيلية ستضرب من جديد· تضيف زينب: الحمد الله انا افتخر اننا قدمنا شهداء من العائلة· هؤلاء لا شك مثواهم الجنة· يسعدني اننا شاركنا بشيء ما من اجل عزة الوطن وقد نكون شركاء بنصر آتٍ ان شاءالله· اما منى كمال احمد التي خسرت ثلاثة من اولادها في هذه المجزرة المروعة تقول: لن ابكي أبداً فأنا قوية ولن اسمح للعدو ان يسخر من دموعي ولو كان عندي اطفال آخرون لكنت قدمتهم ايضاً قرابين من اجل المقاومة ونصرتها· منى بدأت تذرف الدموع وتقول لي: لا تكتبي اني بكيت هذه ليست سوى دموع الفرح بأن اولادي نالوا شرف الشهادة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©