أصبح “طريق الشاي والخيول القديم” في مناطق جنوب غرب الصين ممراً اقتصادياً ناهضاً منذ تنفيذ الصين استراتيجية تنمية المناطق الغربية قبل عشرة أعوام، وبالتزامن مع تحسن البنية التحتية المحلية وازدهار الاقتصاد المحلي. هذا الطريق القديم الذي كان ممتدا بين آلاف الجبال الثلجية في المناطق الجنوبية الغربية، وبينها شرقي التبت القديمة، كان ذا أهمية كبيرة في النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية في تاريخ الصين. وقد ظهر في عهد أسرة تانج الامبراطورية ( 618 إلى 907)، الذي يعد ذروة تاريخ المجتمع الإقطاعي الصيني، وشهد تطوراً كبيراً في عهد أسرتي سونج (من 960 إلى 1279) ومينج (من 1368 إلى 1644).
ويبدأ هذا الطريق من تشنجدو ( حاضرة مقاطعة سيتشوان حالياً) ومدينة بوأر (بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين)، وله فرعان متوجهان إلى الغرب ويمران بمناطق بين مقاطعات سيتشوان ويوننان (في الجنوب الغربي)، وتشينجهاي (في الشمال الغربي)، إلى أن يلتقيا في منطقة تشانجدو (ولاية تشانجدو بمنطقة التبت ذاتية الحكم حالياً). ثم يمتد الطريق إلى منطقة لينجتشي ( ولاية لينتشي بمنطقة التبت حاليا )، ومنها يتشعب إلى فرعين ، احدهما يتجه إلى مدينة لاسا ( حاضرة التبت )، أما الآخر فينتهى في مدينة تسهدانج ( بلدة تسهدانج بالتبت).
وكانت قوافل تجارية قديمة تنقل الشاي تسير باستمرار على هذا الطريق الجبلي الذي يرتفع أكثر من 4000 متر فوق سطح البحر، حتى يصل الشاي النفيس إلى عائلات أهالي التبت.
وقبل 60 عاماً، بنى الشعب الصيني أول طريق عام حديث للسيارة على الطريق القديم، وكان يعد فريداً في تاريخ بناء الطرق في العالم، واطلق عليه “الطريق العام من سيتشوان إلى التبت”، ثم أصبح شريان حياة لتبادل السلع بين التبت ومناطق الصين الأخرى.
وشرعت الصين قبل عشرة أعوام في توسيع وترميم الطريق العام بين سيتشوان والتبت بشكل كامل ، فضلا عن بناء سلسلة من الطرق الفرعية المتقاطعة مع الطريق الرئيسي.
عدد اليوم
