الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصحاب همم مرفوعة

29 يناير 2018 19:35
يا مجتمعي جئت أخاطبك من الأعماق جئت أعاتبك بود، أليس من حقي أن أتمرد على ظلمات بصري وأقتحمها بنور بصيرتي، أليس من حقي أن أتلمس الألوان وأتخيل الأشكال؟ أليس من حقي أن أطالب بحقي؟ ها أنا أهمس بإذن المجتمع أنا إنسان تتربع الإرادة بوجداني أنا إنسان قادر على تخطي الصعوبات.. أنا إنسان أصنع النجاح ولا يصنعني، فإذن يا مجتمعي أنا لا أريد منك الشفقة ولا نظرات الاستعطاف. أريد منك الثقة بقدراتي، فلا يحد أحد من قدراتي، فيجب أن يكون عندك يقين أن ليس لقدراتي حدود طالما أخذ بيدي التحدي، فيا مجتمعي أتسمح لي أن تعطيني من وقتك القليل لأشكوك منك؟ منذ صغري أعشق القراءة عن بلغة برايل أو الكتب الإلكترونية، ليتسنى لي قراءتها دون أن أحتاج لأحد، فإني أحب أن أعتمد على نفسي كثيراً، فعند التحاقي بالمدرسة واجهتني مشاكل عدة منها توفير كتب بلغة برايل لأستطيع مراجعة دروسي وعندما رميت كل الظروف الصعبة عرض الحائط تواجهني من جديد في الجامعة، فاحتجت لمن يكتب عني الامتحان مثلا وبعض برامج الحاسوب التي لا يستطيع الناطق قراءتها ولكني وبفضل الله وبقوة إرادتي استطعت أن أحصل على شهادتي وبجدارة فلما لا تتوافر لغة برايل في جميع مرافقك مثل المطاعم مثلا ليتوفر المينيو بلغة برايل وكتيبات ونشرات صحية وعلمية وخلافه، وعندما رغبت أن أعطي حقاً من حقوق المجتمع عليّ بأن أعمل وأجتهد لأكون عضواً فعالاً، لأصطدم بعقبة جديدة. فأنا أستطيع أن أكون إدارياً رائعاً ومحامياً ذكياً ومدرساً فذاً وكاتباً كبيراً وعالماً عظيماً وقاضياً عادلاً لست محصوراً على وظيفة الأرشيف ولا على الرد وإرسال المكالمات ولا ذلك الموظف الذي يجلس في المكتب يضع يديه على خده دون أن يكلف بأي عمل لأنه لا يستطيع أن يؤدي أي عمل، فأنا عندما قررت أن أتحدى إعاقتي بعزيمة الإيمان وأكافح لأثبت ذاتي وأتطلع لمستقبلي لأثبت للجميع أنني قادر وأتلمس النور من جديد لم أجد من ينصفني. العيش وسط الظلام ليست نهاية العالم بل ولادة فجر جديد وولادة شمس جديدة ويوم جديد وسأظل متمسكا به بيد من حديد، وسوف أثبت نفسي، وسوف أظهر قدرتي للجميع وسوف أثبت أن إعاقتي ليست عقبة في طريقي بل إنني أفضل من كثير. إن الأشخاص لا يقاسون بمستواهم ومكانتهم الاجتماعية بل بالعقبات والصعوبات التي تغلبوا عليها في حياتهم يدافعوا هممهم أمامها، فنحن «أصحاب الهمم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©