الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزيج من المشاعر

13 أغسطس 2006 01:14
لقد ابتلينا في زماننا هذا بأناس لا يمتون للبشرية بصلة سوى بالأسماء والأشكال فقط·· فلو قارنا هؤلاء الناس بالمصيبة لوجدنا أنه لا فرق بينهم وبين المصيبة فهم مصائب في حد ذاتهم·· وأصبحت حياة الإنسان رخيصة بسيطة لديهم كأي خردة لا قيمة لها مرمية في وسط الطريق·· والله لا أحد يحس بألم الأم الثكلى على أولادها أو الطفل المحروم من والديه سواهم أولئك الذين يكابدون هناك في فلسطين ولبنان والعراق·· والله إني لا أستطيع أن أصف ما يحدث ولكن بداخلي مزيج من المشاعر المغتربة التي لا أجد لها تفسيراً إزاء كل ما يحدث في هذا الجزء من الوطن العربي الكبير·· ولكني متأكدة من أن مشاعرهم خليط مركب من الألم والحزن واليأس والخوف والكراهية إزاء أولئك المتفرجين الذين يتابعونهم من على بعد غير عابئين بأرواحهم التي تنزع بلا رحمة وجثثهم المتناثرة هنا وهناك بلا هوادة ولا ذنب يذكر ولسان حالهم يقول هيهات يا مسلمين··! من يصدق·· مجتمع دولي بأكمله·· شعوب بالمليارات ودول بالعشرات·· رؤساء وقادة ولا شيء سوى الكلام والتصريحات·· كلام في كلام والكل يضرب أخماساً في أسداس وشعارات طنانة رنانة بلا مضمون وتهديدات سافرة تصب على رؤوس أولئك المساكين بلا رقيب ولا حسيب وكأن إسرائيل وحلفاءها أدمنوا هذا الإجرام المنظم·· سؤالي هو من للأطفال والأمهات وكبار السن العزل من السلاح والمجردين حتى من أبسط حقوق الإنسانية انتبهوا فالدور اليوم عليهم وغدا على غيرهم فالسكوت لن يحل المشكلة ولن يوقف سيل الدماء· إن ما يحدث في فلسطين ولبنان والعراق عبث في عبث فأن تصبح حياة الإنسان مرهونة بيد من لا دين ولا أخلاق لهم شيء لا يجوز السكوت عليه·· هناك إخوة لكم وأمهات وآباء يذبحون ويقتلون بلا ذنب·· هناك أطفال يموتون ويسحقون بلا سبب·· هناك أراضي وبيوت تدمر على ساكنيها بلا رادع، أما آن للأمهات أن تقر أعينهن بفلذات أكبادهن فكم من أم هناك حرمت من رؤية أطفالها يكبرون أمام ناظريها ساعة بساعة ويوما بيوم·· كم من أب حرم من بيته وزوجته وأطفاله·· وكم من شيخ كبير هو أحوج أن يعامل برفق ولين ورحمة، حرم من أهله وأرضه وبات مشرداً في الطرقات بلا مأوى وبلا أهل· مريم حمدان ـ العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©