تراجعت حصيلة الأرباح التجميعية لـ77 شركة مساهمة عامة بنسبة 0,70% العام الماضي إلى 46,389 مليار درهم مقارنة بأرباحها المسجلة خلال الفترة ذاتها العام 2007 والتي بلغت 46,717 مليار درهم·
ورغم ذلك، وصف محللون النتائج بأنها ''إيجابية ومعقولة'' وأفضل من التوقعات التي فرضتها مخاوف انعكاسات الأزمة المالية العالمية·
ونمت أرباح 41 شركة مساهمة مقابل تراجع أرباح 30 شركة، فيما تكبدت 6 شركات خسائر خلال العام الماضي، بينما ضاعفت 4 شركات أرباحها، بحسب رصد أجرته ''الاتحاد''·
واعتبر زياد الدباس المستشار في بنك أبوظبي الوطني أن نسب الربحية المسجلة ''معقولة'' في ظل الظروف الحالية والأوضاع التي تمر بها الشركات والأسواق·
وقال الخبير الاستثماري هيثم عرابي إن الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على الشركات المحلية دفعت بالكثير منها إلى ''تنظيف'' دفاترها في ظل امتصاص المستثمرين صدمة الأزمة وتقبلهم فكرة تأثر نتائج الشركات سلباً خلال الربع الأخير العام الماضي·
وتفرض حالة الترقب والحذر الشديدين إيقاعاً بطيئاً لا يقتصر على أسواق المال وإنما يمتد للمشاريع المخطط لإنجازها في قطاعات العقار والصناعة والطاقة، جراء مخاوف نقص التمويل وعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات في ظل الركود الذي يسيطر على النشاط الاقتصادي على مستوى العالم·
وقال عرابي: ''النتيجة حتى الآن جيدة، ولكن الأهم هو نتائج الشركات عن الربع الأول العام الحالي''·
وتنتظر الأسواق إفصاح 23 شركة أخرى عن أرباحها خلال الفترة المقبلة، حيث بلغت نسبة الإفصاح حتى نهاية يوم الخميس الماضي 77%، حيث تنتهي فترة الإفصاح عن البيانات المالية للعام 2008 بنهاية مارس المقبل، بحسب هيئة الأوراق المالية والسلع التي تمنح الشركات مهلة إفصاح تصل إلى 90 يوماً من انتهاء الفترة المالية، في حين تمنحها 45 يوماً للبيانات الربعية·
المسجل في الأرباح بوجه عام، اعتبر الدباس أن البنوك لم تأخذ ما يكفي من المخصصات المالية من أرباحها تحسباً لأي طارئ قد يحدث في المرحلة المقبلة·
وقال الدباس: ''كنا نتوقع من البنوك أن تأخذ مخصصات كبيرة من أرباحها المتحققة في العام 2008 لمواجهة أي خسائر محتملة أو متوقعة فيما يتعلق بالأصول أو المديونيات المشكوك في إمكانية سدادها''·
وزاد: ''لم نحصل حتى اللحظة على التفاصيل الخاصة بالمخصصات التي تم اقتطاعها، فجميع البيانات المفصح عنها مرحلية وغير مدققة، ولكن نتائج القطاع المصرفي لا تشير إلى أخذ المخصصات الكافية''·
وبلغت أرباح 13 بنكاً وطنياً أفصحت عن بياناتها المالية للعام الماضي 17,2 مليار درهم بنمو نسبته 3,84% مقارنة بأرباحها المسجلة في الفترة نفسها من العام 2007 والتي بلغت 16,6 مليار درهم·
بيد أن النمو المسجل في القطاع المصرفي تأثر إيجاباً بارتفاع ربحية بنوك أبوظبي بشكل خاص باستثناء التراجع المسجل في أرباح بنك أبوظبي التجاري الذي تراجعت ربحيته بنسبة 33% مقارنة بأرباحه المسجلة العام ،2007 وفقاً للدباس·
وتراجع إجمالي النتائج المجمعة لست شركات عقارية مدرجة في أسواق المال المحلية بنسبة 4,91% خلال العام 2008 إلى 10,787 مليار درهم مقارنة بـ11,344 مليار درهم بنهاية العام ،2007 حيث تأثرت بانخفاض ربحية شركة إعمار العقارية بنسبة 54% إلى 3,055 مليار درهم مقارنة بـ6,5 ملياراً العام ،2007 وتمثل شركة إعمار ثقلاً أساسياً في مؤشرات ربحية القطاع والسوق على حد السواء·
في المقابل، سجل قطاع شركات التأمين أكبر نسبة تراجع بـ47 وبإجمالي أرباح 1,14 مليار درهم مقارنة بأرباحه المسجلة في العام 2007 والتي بلغت 2,16 مليار درهم·
من جهته، اعتبر وائل أبو محيسن مدير التداول في شركة الأنصاري للأوراق المالية أن النتائج التي أصدرتها الشركات للأسواق أعطت مؤشرات إيجابية بأن ''تأثرها بانعكاسات الأزمة كان محدوداً، وهو ما انعكس على أسواق الأسهم إيجاباً''·
بيد أنه اعتبر أن التركيز يجب أن ينصب في المرحلة المقبلة على إعادة بناء الثقة للمستثمرين·
وزاد: ''النتائج المعلنة أفضل من التوقعات''·
وجاء على رأس قائمة الشركات الأكثر نمواً، شركة أبوظبي لبناء السفن بنسبة نمو بلغت 296% وبإجمالي 103 ملايين درهم، تلتها شركة آبار للاستثمار البترولي بنسبة نمو بلغت 218% وبقيمة 721,6 مليون درهم، وشركة ديار للتطوير بنسبة 104% إلى 1,1 مليار درهم، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة ''دو'' بنمو تجاوز 100%، حيث خرجت الشركة من خانة الخسائر لأول مرة منذ تأسيسها العام 2006 محققة 4,1 مليون درهم مقارنة بـ885 مليوناً من الخسائر في نهاية العام ·2007
عدد اليوم
