بغداد - حمزة مصطفى:
أوفد الرئيس العراقي جلال طالباني ممثلاً شخصياً عنه لزيارة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في النجف بهدف تطويق الازمة التي تصاعدت بين التحالف الكردي من جهة وحزب الفضيلة الاسلامي الذي يعد اليعقوبي مرشداً روحياً له · وذكرت مصادر مطلعة في رئاسة الجمهورية وقيادة المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ان عضو المكتب السياسي للحزب برهم صالح وصل الى النجف لمقابلة اليعقوبي حاملا معه اعتذارا شفهيا وشخصيا من الرئيس العراقي نتيجة للعبارات القاسية التي وردت في مقال افتتاحي لجريدة الاتحاد الكردستانية الناطقة بلسان الاتحاد الوطني الكردستاني يوم الثلاثاء الماضي بشأن تصريحات منسوبة لليعقوبي بشأن قضية كركوك· وطبقا لهذه المصادر فان برهم صالح يحمل معه ايضا ملفا كبيرا يتضمن وثائق وخرائط قديمة بعضها يعود الى زمن الامبراطورية العثمانية تؤكد عائدية كركوك الى اقليم كردستان بعكس ما نقل عن اليعقوبي الذي اثارت تصريحاته حفيظة الاكراد مما جعل الصحيفة المركزية لحزب طالباني ترد بقسوة شديدة على اليعقوبي· وكانت عدة مقار للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني في مدينة بغداد وعدد من مدن الوسط والجنوب قد تعرضت للتدمير والحرق من قبل انصار حزب الفضيلة وهو ما وضع التحالف الكردي-الشيعي على المحك في وقت يواصل فيه التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد عقد اجتماعات مشتركة لبلورة موقف موحد ازاء عملية المصالحة الوطنية وسبل الخروج من الازمة· وفيما طالب وفد حزب الفضيلة الذي التقى طالباني الجمعة باعتذار الجريدة رسميا، إلا أن الجريدة بدت مصممة على موقفها حيث تجاهل العدد الصادر منها أمس الاشارة الى الازمة الناشبة بين الطرفين مكتفية بنشر خبر مقتضب عن استقبال جلال طالباني لوفد حزب الفضيلة· ويرى المراقبون السياسيون ان عدم صدور اعتذار من قبل الجريدة يعكس رايا رسميا من قبل التحالف الكردستاني بما ورد في مضمون المقال بشأن كركوك، اما ورود من عبارات نابية بحق اليعقوبي فان طالباني بوصفه رئيسا للجمهورية سيتكفل بحلها من خلال الوفد الرفيع المستوى الذي سوف لا تنتهي مهمته عند تقديم اعتذار الرئيس بل تقديم ما يكفي من حقائق ووثائق بشأن كركوك· ومن جهتها فقد شنت جريدة كردية اخرى نافذة هجوما على قيام عناصر من حزب الفصيلة بحرق مقرات للاحزاب الكردية ومقر شركة اسياسيل الكردية للهاتف النقال في مدن الوسط والجنوب· وقالت جريدة التاخي الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البرازاني ان قيادة الحزب طالبت الامانة العامة لحزب الفضيلة بتقديم اعتذار عما حصل ومنع عناصرها من الاستمرار بذلك· وعلى ما يبدو فان حزب الفضيلة الذي يرى ان ليس من مصلحته تصعيد الموقف فقد طالب انصاره بالكف عن القيام باعمال من هذا النوع
عدد اليوم
