الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نزوح غير مسبوق للأقليات العرقية والدينية في العراق

8 أغسطس 2014 00:25
كشف ناشطون مدنيون وشهود عيان أمس عن عمليات نزوح غير مسبوقة لمئات آلاف العائلات من أبناء الأقليات في مناطق سهل نينوى باتجاه إقليم كردستان، بعد سيطرة تنظيم «داعش» على معظم المدن والبلدات التي تقطنها هذه الأقليات في حدود المحافظات الشمالية العراقية. بينما أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون، أنه تم إنقاذ بضعة آلاف من الأقليات كانوا محاصرين من قبل «داعش» في جبل سنجار شمال العراق. ووصل 11 مسيحياً إلى باريس التي منحتهم تأشيرات لجوء، بينما تمكن نحو 400 يزيدي من اللجوء إلى تركيا التي أعطتهم تأشيرات لجوء أيضاً. وقال وليم وردا المسؤول في منظمة حمورابي لحقوق الإنسان «يشتد القلق لدى سكان منطقة سهل نينوى، خاصة مع استمرار القتال بين المسلحين الإرهابيين والبيشمركة في بعض مناطق سنجار وزمار وبالقرب من ناحية بعشيقة». وتوقع وردا أن تكون هناك احتمالات كبيرة لأن تشهد الحمدانية وتلكيف ومدن وبلدات أخرى حركة نزوح متسارعة، إذا استمر اشتداد المعارك على تخوم المنطقة، حيث بدأت العائلات تلملم أوضاعها لترك مناطقها خشية تبادل القصف، أو من تداعيات عسكرية محتملة. وأوضح أن الوضع في سنجار وزمار والشيخان وبلدات وقرى أخرى يسكنها اليزيديون غير واضح حتى الآن، حيث إن القتال مستمر بين البيشمركة و«داعش». وذكر أن مئات الشباب اليزيدي انضموا إلى قوات حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» لمقاتلة مسلحي «داعش» في سنجار. وقال وردا «ليست هناك معلومات دقيقة عن أوضاع أكثر من 200 ألف يزيدي محاصر في سفح جبل سنجار، غير أن اتصالات هاتفية مع بعض المحاصرين أكدت وفاة أكثر من 70 طفلاً وعدد من النساء والشيوخ، نتيجة الجوع والعطش والأوضاع المناخية القاسية، ويخشى من مذابح جديدة». وأكد «أن المسلحين اختطفوا بحدود 150 عائلة يزيدية، وتم نقلهم إلى الأراضي السورية في معسكر الهول قرب الحدود السورية العراقية». وقال أيضاً «كما تؤكد مصادرنا أن المسلحين خلال توغلهم داخل المجمعات والبلدات اليزيدية، أخذوا أكثر من 500 عائلة يزيدية رجالاً ونساء وأطفالاً إلى تلعفر، لاستخدامهم كدروع بشرية، وأن المسلحين يروجون بأن اليزيديين تارة في قلعة تلعفر وأخرى في مطارها أو في بعض المدارس، لإرباك القطعات العسكرية العراقية وسلاح الجو لئلا يقوم بقصف تلك المواقع». وأكد مقتل «نحو 1000 يزيدي مدني، واختطاف أكثر من 500 امرأة». بدوره، أكد بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو، أن مائة ألف مسيحي أجبروا على الفرار، مضيفاً أن ما يجري «كارثة إنسانية». وأوضح أن «المسيحيين فروا بملابسهم باتجاه إقليم كردستان، وبعضهم سيراً على الأقدام»، محذراً من أنهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تأمين الطعام والمأوى لهم. وأضاف أن «مسلحي داعش قاموا خلال ليلة الخميس بالهجوم على معظم قرى سهل نينوى، وقصفها بقذائف الهاون واستولوا على بعضها، وفرضوا سلطتهم عليها، ما أرعب سكانها ودفعهم إلى مغادرتها». وتابع أن «هذا النزوح الجماعي يضم أشخاصاً، كبار السن، ومرضى وأطفالاً وحوامل، هؤلاء الأشخاص معظمهم في العراء». وقال إن الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان عاجزتان حالياً عن فرض النظام والأمان والدفاع عن المدنيين». وأضاف «أنهما تحتاجان إلى التعاون والدعم الدولي والتجهيزات العسكرية المتطورة». وأشار إلى أن «هناك نوعاً من الفراغ يستغله داعش لفرض هيمنته، والموقف يسير من سيء إلى أسوأ». إلى ذلك، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون أمس، إنه تم إنقاذ بضعة آلاف ممن هربوا من عنف «داعش» وتقطعت بهم السبل في جبل سنجار. وأضاف «علمنا أن أشخاصاً جرى إخراجهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وتحشد الأمم المتحدة الموارد لضمان مساعدة هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم». وأضاف أن نحو 200 ألف شخص فروا من القتال خلال الأيام القليلة الماضية في «مأساة» كبيرة. من جهة أخرى، وصل أحد عشر عراقياً مسيحياً منحوا تأشيرات لجوء صباح أمس إلى مطار رواسي قرب باريس. وقالت جمعية «مساعدة الأقليات في الشرق» التي استقبلتهم، إنهم أوائل المسيحيين الذين يمنحون هذا الوضع، منذ أن أعلنت الحكومة الفرنسية في 28 يوليو عزمها على تسهيل استضافتهم. وعبر هؤلاء العراقيون الذين ينتمون إلى عائلة واحدة وكانوا يحملون حقائب سفرهم وبعضهم يبكي، عن «ارتياحهم» لوصولهم إلى فرنسا، ووصفوا وضع مسيحيي العراق «بالكارثي». إلى ذلك، أعلن مصدر تركي رسمي أمس أن نحو 400 يزيدي عراقي لجأوا إلى تركيا. وصرح المصدر الرسمي، طالباً عدم كشف اسمه «دخل مئات اليزيديين الأراضي التركية منذ الأربعاء من معبر الخابور» في جنوب شرق تركيا. ولم يعرف عددهم بدقة، لكن دبلوماسياً تركياً أوضح أن عددهم 400. وأضاف المصدر أن لاجئين آخرين، ومنهم عائلات، اضطروا للسير لساعات دون مياه أو طعام، ينتظرون الدخول إلى تركيا. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©