بيروت - رفيق نصرالله:
تسلمت عشر مؤسسات وجمعيات أهلية لبنانية تباعاً كميات من المساعدات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حطت يوم أمس في مطار رفيق الحريري في بيروت طائرتان اماراتيتان من طراز ''سي ''130 تابعتان للقوات المسلحة تحملان ثلاثين طناً من المساعدات الطبية والغذائية·
وكان قنصل الإمارات في لبنان أحمد الظاهري وأعضاء من لجنة الإغاثة الإماراتية على أرض مطار بيروت بانتظار الشحنات للاشراف على نقل هذه المساعدات والتي سلمت إلى مؤسسة الفرح الخيرية· وسبق أن تم تسليم جمعيات ومؤسسات أخرى مثل هذه الكميات منها مؤسسة رفيق الحريري الخيرية والإنسانية، كاريتاس لبنان والجمعية الإسلامية للرعاية وصندوق الزكاة وغيرها من المؤسسات والتي قدم لبعضها سيارات اسعاف حديثة ومجهزة بعد أن سبق وتم نقل 26 سيارة إسعاف سلمت إلى وزارة الصحة اللبنانية والتي قامت بدورها بتوزيعها على المستشفيات لأداء مهامها·
وتقوم هيئة الإغاثة العليا في لبنان بالاشراف على توزيع هذه المساعدات، كما تنشط الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية الأهلية في نقل وتسليم هذه المساعدات إلى مراكز النازحين والمحتاجين في بيروت وبقية المناطق اللبنانية تباعاً·
وتبدأ العملية فور وصول الطائرات إلى مدرج المطار، حيث تتم عملية نقل هذه المساعدات إلى سيارات خاصة ثم تتجه نحو مراكز الفرز ليتم إعدادها وتوزيعها ضمن صناديق خاصة تضم الحصة الغذائية الكاملة لكل أسرة وفق جداول معدة، بحيث وصلت المساعدات الإماراتية في مراحلها الأولى وعبر الجمعيات الأهلية والهيئة العليا للاغاثة إلى ما يزيد عن الثلاثين ألف أسرة في 150 مركزاً في بيروت وحوالي 220 مركزاً في المناطق اللبنانية التي يمكن الوصول اليها·
الاغاثة الاماراتية
وتبذل لجنة الاغاثة الاماراتية المتواجدة في بيروت جهودا متواصلة لمتابعة توزيع المساعدات وتوفير الفرص لإرسال هذه المساعدات إلى المناطق الجنوبية التي لا تزال الطرق اليها مقطوعة حيث تتوزع آلاف العائلات ضمن ظروف صعبة من الحصار والنار ولم تصل إليها المساعدات والإغاثة بسبب استهداف الطرق والجسور والمعابر بالغارات الإسرائيلية·
ويقول أعضاء لجنة الإغاثة الاماراتية انهم ينتظرون الفرصة المناسبة للتحرك فوراً إلى هذه المناطق من صيدا إلى صور والنبطية ومرجعيون وغيرها لتأمين وصول هذه المساعدات تماماً كما هو الحال بالنسبة للعائلات التي وصلت إليها في كل أنحاء لبنان· وتنتظر بيروت وصول سفينة مساعدات مرسلة من الإمارات وهي تحمل ما يزيد عن 2500 طن من مساعدات متنوعة تضم إلى جانب المواد الطبية والغذائية الأغطية والخيام وغيرها من الحاجيات الملحة المخصصة للنازحين اثناء عودتهم، خاصة لأولئك الذين دمرت بيوتهم وباتوا في العراء·
ويبدي اللبنانيون ارتياحهم البالغ لهذه المساعدات الإماراتية التي لم تتوقف والتي تصل يومياً عبر الجسر الجوي إلى مطار رفيق الحريري بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية· ووصل عدد الطائرات التي نقلت هذه المساعدات إلى 26 طائرة من طراز سي130 حتى يوم أمس·
ارتياح لبناني
وينشط الهلال الاحمر الاماراتي في تنسيق متطلبات المساعدات· ويشرف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر الاماراتي على العملية وعلى الدور الفاعل للهلال الأحمر الاماراتي في هذا المجال·
وزير الصحة اللبناني د· محمد خليفة يقول: كان الإخوة الاماراتيون معنا منذ اليوم الأول للمحنة ورغم كل المصاعب لن ننسى كيف وصلت الينا قافلة سيارات الإسعاف التي تعرضت للقصف· لقد كان وصول هذه السيارات ضروريا من أجل المساعدة في إنقاذ وإسعاف المصابين، حيث وزعت هذه السيارات على المستشفيات التي تقوم بواجبها في هذه المرحلة· وقال إن المساعدات التي تصلنا من الإمارات يومياً تبدو وكأنها الخبز اليومي للكثير من آلاف العائلات النازحة وهذا الجسر الجوي اليومي هو بادرة طيبة تعكس مدى حرص الاخوة في الإمارات على أن يكونوا مع الشعب اللبناني في هذه اللحظات العصيبة·
ويقول مروان الأيوبي مسؤول الإغاثة في مؤسسة رفيق الحريري الخيرية، لقد تسلمنا كميات كبيرة من المساعدات الإماراتية وبتنسيق كامل ووفق جداول أعددناها لمئات العائلات في أكثر من ثلاثين مركز نزوح حيث قمنا باعداد الحصص الغذائية الخاصة لهذه العائلات·
وأضاف: الشكر والامتنان دائماً لدولة الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً لوقوفهم إلى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة والتي تدل على روح الأخوة والشهامة بين شعبين شقيقين
عدد اليوم
