السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العولمة تنسف العلاقة بين أسواق الأسهم والعوامل الأساسية للاقتصاد

العولمة تنسف العلاقة بين أسواق الأسهم والعوامل الأساسية للاقتصاد
14 أغسطس 2006 00:09
اعداد - أيمن جمعة: من المفترض نظريا ان أداء أسواق الاسهم في كل دولة يكون مرتبطا بالوضع الاقتصادي الداخلي، وان تتحرك هذه الاسواق صعودا أو هبوطا حسب قوة أو ضعف العوامل الاساسية للاقتصاد المحلي·· لكن العولمة وتضخم قوة الشركات الدولية غير هذه العلاقة او أضعفها على أفضل تقدير، وأصبحت المؤشرات الرئيسية للاسهم لا تعكس الوضع المحلي بقدر ما تعكس مستقبل الاقتصاد العالمي كله· ويقول دارين ويندر المحلل الاستراتيجي في ''يو بي اس'' بلندن ''قبل أعوام كانت الناس تربط بين تطور الانشطة في الاقتصاديات الوطنية وبين أسواق المال المحلية· واليوم يدرك الناس ان الامر صار أكثر ارتباطا بالاقتصاد العالمي·'' ويظهر تراجع العلاقة بين مؤشرات الاسهم والاقتصاد المحلي حتى في السوق الاميركي، فرغم ان اقتصاد العم سام فقد قوته الدافعة خلال الربع الثاني من العام الحالي، فان نتائج الشركات جاءت أفضل مما هو متوقع· وتشير صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير الى ان اجمالي الناتج القومي الحقيقي ارتفع بمعدل موسمي سنوي معدل بلغ 2,5 % في الربع من ابريل الى يونيو وهو ما يقل بشدة عن 5,6 % المسجلة في الربع الاول· ورغم هذا فإن أداء أسهم الشركات خاصة تلك المتخصصة في البضائع والتعدين كان قويا· ويشير تقرير لمؤسسة ''ميريل لينش'' الى ان شركات هذه الفئات لها مشاريع ضخمة في الصين وغيرها من الاقتصاديات التي تشهد فورة كبيرة· ''اللغز الألماني'' وتبدو الظاهرة أكثر وضوحا في دول اخرى مثل المانيا حيث تضاعف مؤشر داكس الى ثلاثة أمثاله تقريبا منذ بداية عام 2003 رغم ان الاقتصاد الالماني سجل أداء مترنحا خلال الفترة نفسها· وبرر المحللون هذا بان ''داكس'' يتأثر كثيرا بتحركات أسهم شركات تصنيع المانية مثل ''بي ام دبليو'' و''سيمنز'' التي يعتمد أداؤها بشدة على الصادرات وحصصها في السوق العالمي وبالتالي فان تحرك المؤشر ''أقل ارتباطا بالتوجهات الاقتصادية المحلية·'' ورغم ان المراقبين يرون ان هذا الارتباط ليس وليد اليوم، مستدلين على ذلك بان مؤشرات الاسهم تضم منذ ظهورها نطاقا متنوعا من الصناعات· وعلى سبيل المثال فان مؤشر ستاندرد اند بورز لاسهم 500 شركة، يضم مؤسسات من البنوك الى الادوية وصولا الى شركات تصنيع الحلي والمجوهرات وهي كلها تتعامل مع الاقتصاد بشكل مختلف· وتكون المحصلة ان المؤشر ربما يتأرجح ويتحرك بشكل غير متوقع ولا يساير الاجواء المحلية· لكن هذا الدفع لا ينفي أن العلاقة بين مؤشرات الاسهم والاقتصاديات المحلية تتفكك بشكل متزايد يوما بعد يوم وذلك مع تعاظم العولمة· ''قاعدة مصرفية'' ويقول بيتر توجود رئيس الاستثمارات في مؤسسة ''فورسيث بارتنرز'' البريطانية للاستثمار ''مؤشر فاينانشال تايمز لا يعبر عن الاقتصاد البريطاني· بل عن شركات عالمية اختارت ان تدرج أسهمها في المملكة المتحدة·'' ويقول المحلل الاقتصادي اليستير ماكدونالد إن شركات التعدين العالمية تتطلع بشكل متزايد لادراج أسهمها في لندن، خاصة وان المدينة تروج لنفسها على انها قاعدة مصرفية لهذه الصناعة العالمية· وعلى سبيل المثال فان شركة كازاخميس للتعدين وهي من كازاخستان أدرجت أسهمها في لندن رغم انها لا تجمع أية ايرادات تشغيل من بريطانيا· ويقول مراقبو السوق إن عولمة اسواق الاسهم هذه، تعني ان على المستثمرين ان ينظروا بعين فاحصة للوضع الاقتصادي العالمي وخاصة ما يحدث في الدول التي تعمل فيها الشركات التي اشتروا أسهمها· ويقول جيرارد لين المحلل في صندوق ''مورلي الاستثماري'' بلندن ''نتوجه نحو عالم تتحرك فيه كل الاسواق حسب عوامل محددة· ولذا فان أي اهتزاز في هذه العوامل يؤثر على أداء كل البورصات العالمية· يتعرض كل مستثمر وبشكل متزايد للمخاطر الدولية نفسها سوءا كان يستثمر في اميركا او بريطانيا·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©