إعداد ـ أيمن جمعة:
جاءت موافقة عائلة ''فوربس'' على بيع حصة كبيرة من امبراطوريتها الإعلامية إلى مجموعة ''إليفيشن بارتنرز'' للإعلام والترفيه لتسلط الضوء مجدداً على مستقبل صناعة الصحافة المكتوبة، والاستراتيجيات التي يعتقد مستثمرو القطاع الخاص أنها المثلى للمضي قدماً في هذه الصناعة التي تحاول البقاء في مواجهة ''الحرب الالكترونية''·
الصفقة لم تكن ضخمة بمعايير رجال الأعمال، وعلى الرغم من أنه لم يتم الكشف عن تفاصيلها فإن صحيفة الفاينانشال تايمز تكهنت أنها تنص على انتقال 40 % من أسهم ''فوربس ميديا'' إلى ''ايلفينش'' مقابل مبلغ يتراوح بين 250 مليوناً و 300 مليون دولار·
وفي تقرير على صدر صفحتها الاولى، وصفت ''الفاينانشال تايمز'' الصفقة بأنها رهان كبير أقدم عليه ستيف فوربس عميد عائلة ''فوربس'' الأميركية، على أساس ان التقنية ورؤوس الأموال الخارجية يمكن أن تساعد على تحول المجلة التي ظهرت قبل 89 عاماً من عصر الصحافة المطبوعة الى الصحافة الرقمية· كما تعكس الصفقة أيضا ايمان مجموعة ''اليفيشن'' بأن المؤسسات الإعلامية ذات الأسماء التجارية العريقة يمكن أن تواصل نجاحها بالعمل عبر الانترنت·
فرص هائلة
ويقول فوربس ''نؤمن بأن هناك فرصاً هائلة للنمو بالعمل الصحفي عبر الانترنت·'' ومن المتوقع أن يتم استخدام جزء من أموال الصفقة لتشييد مطبعة محلية جديدة، واصدار مطبوعات جديدة على الانترنت في بعض أسواق المال التي تنمو بسرعة مثل شرق أوروبا والصين والهند·
ويشير المراقبون إلى أن أزمة حقيقية تواجه صناعة الصحافة الورقية وفي مقدمتها تراجع حجم الاعلانات، وهو ما يجعل التكهنات لا تتوقف عن إمكانية توقف ''المطبوعات الورقية الخاصة'' لصالح إصدارات عبر الانترنت· لكن فوربس ينفي أن يكون هذا جزءاً من تفكير عائلته موضحاً ''من الأشياء التي نفضلها في ''اليفيشن'' أنهم ينظرون إلى المطبوعات الورقية على أنها جوهر النشاط·'' غير أن ذلك لا ينفي حقيقة أن الموافقة على التحالف مع مجموعة اليفيشن ذات الخبرة الواسعة بصناعة الموسيقى يقدم دليلاً على إدراك مستثمري الصحف للدور الذي يمكن أن تلعبه التقنية الرقمية في تغيير وجه صناعة الإعلام·
ويشير مراقبون إلى التحديات الواسعة في صناعة النشر حيث تسعى أعداد متزايدة من القراء لمعرفة المعلومة من خلال الإنترنت وقنوات أخرى· ويقول فوربس ''نعتقد أن عالم الإعلام يتوسع ويتوسع بقوة· سترون المزيد والمزيد على شبكة الإنترنت والمزيد من التوسع في مجال الطباعة·''
حرب الصحافة
وخرجت صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' بتقرير موسع تحت عنوان ''كيف يمكن الفوز في حرب الصحافة المطبوعة؟'' ويبرز التقرير ضرورة عدم النظر الى صفقة ''فوربس'' بمعزل عن تحركات متزايدة في بعض الدول الأوروبية للتخلي عن بيع صحف ورقية والتحول إلى الصحف الورقية المجانية··!
فقد أكدت نيوز كورب التي تنشر ''ذا صن'' و''ذا تايمز اوف لندن'' أنها تخطط لإصدار صحيفة مسائية مجانية في بريطانيا في الثالث من الشهر المقبل وأنها ستطبع منها بشكل مبدئي 400 ألف نسخة لتعلن بذلك الحرب على صحيفة ''ذا ايفننج ستاندرد''· وفي فرنسا اكدت صحيفتا ''لوموند'' و''لوفيجارو'' أنهما تعكفان على مشروع لإصدار صحيفة مجانية· والأمر نفسه يسير في المانيا مع تخطيط ''فيرلاجسجروب جورج فون هولتزبرينك'' التي تنشر صحيفة هاندسبلات الاقتصادية اليومية، لإصدار صحيفة مجانية·
ويقول بيت باكر أستاذ الاعلام في جامعة امستردام ''نشهد في كل أنحاء اوروبا تقريباً تراجعاً في توزيع الصحف الورقية على الرغم من الازهار الاقتصادي المستمر المفترض أن يعزز سوق الاعلانات· ويرى البعض أن الصحف المجانية هي أفضل وسيلة لخدمة الوضع الحالي·''
انتشار كبير
وتحقق الصحف المجانية انتشاراً في مختلف دول العالم، لكن أفضل نجاحاتها يحدث في أوروبا بفضل تبنيها لشكل التابلويد والتركيز على الصور والقصص الاخبارية المثيرة بما يجعلها جذابة لركاب وسائل النقل العام والشباب الذي ربما لا يشتري أي صحف على الإطلاق·
وتظهر احصائيات رابطة الصحف العالمية أن معدل قراءة الأوروبيين للصحف المجانية تضاعف خلال الأعوام الثلاثة الماضية وباتوا يقرأون حالياً نحو 19 مليوناً من 28 مليون نسخة مجانية من الصحف يتم توزيعها يومياً على مستوى العالم·
عدد اليوم
