الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكاميرات أقوى من البنادق بأيدي الناشطين

16 يوليو 2012
القصير (ا ف ب) - قال طراب ضاهر “لن أبادل إطلاقا الكاميرا التي أملكها ببندقية كلاشنيكوف”، وهو يعمل ليل نهار لبث أخبار مدينته القصير، معقل المعارضين المسلحين التي يحاصرها الجيش السوري قرب الحدود اللبنانية. طراب ضاهر هو أحد الناشطين الستة الذين يتولون العمل في المركز الإعلامي في القصير فيصورون عمليات القصف والقتل يومياً ويرافقون الصحفيين الأجانب في جولاتهم ويتولون عند الحاجة ترجمة التصريحات والشهادات لهم. ويروي أنه ذات يوم كان يصور مشاهد في المستشفى حين “هرع عدد من الرجال حاملين جريحاً. وحين اقتربت لتصوير وجهه اكتشفت أنه شقيقي. أصبت بصدمة، لكنني واصلت التصوير”. وبعد بضعة أيام توفي شقيقه وحفر القبر بنفسه لدفنه. ويتابع “في ذلك اليوم، كان بوسعي الانضمام إلى صفوف الجيش السوري الحر، أحمل بندقية واسعى للانتقام. لكن سلاحي هو الكاميرا، ويمكنني بواسطتها الحاق المزيد من الضرر بنظام” الرئيس بشار الأسد. وقال رجل عرف عن نفسه باسم حسين إن “بشار يقوم بما قام به والده تماما قبل ثلاثين عاماً في حماة”، في إشارة إلى الرئيس السابق حافظ الأسد الذي سحق عام 1982 حركة تمرد في هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد موقعا عشرات الآلاف من القتلى. وتابع “الفرق هو أن لدينا الآن كاميرات لتصوير المجازر والفظاعات ويمكننا تحميل المشاهد على الإنترنت ليراها العالم بأسره. الإنترنت هي أقوى سلاح بيدنا”. ومعظم المشاهد التي ترد عن سوريا يصورها هواة معظمهم سوريون عاديون يستخدمون كاميرا ثم يتصلون بالإنترنت ويبثون ما يرونه من حولهم، ولا سيما على ضوء القيود التي تفرضها السلطات السورية على الصحافة الدولية منذ انطلاق الانتفاضة في مارس 2011. وهذه الشهادات ليست بمنأى عن الأخطاء في نقل الوقائع، كما أنها تعكس رؤية ملتزمة وغالبا ما تكون متجزأة للحقائق، غير أن ما توفره من معلومات يزيل بعضا من الغموض الذي يلف النزاع في سوريا. وقال أبو شمس أحد مؤسسي المركز الإعلامي في القصير “إن كان الأسد يمنع الصحافة الدولية من الدخول إلى البلاد، فهذا يعني أن لديه دافعا، أليس كذلك؟” ويتابع “لكن لا يمكنه أن يمنعنا نحن من الدخول، لأننا من هنا. ونحن نصور بالكاميرا كل ما يجري هنا ونرسله إلى التليفزيونات العربية والغربية”. لكن حسين لا يدعي أنه صحفي بل يقول إنه ناشط موضحا “إننا نعمل من أجل الثورة، هدفنا الوحيد هو الانتصار والإطاحة ببشار”. ويقول “لا يسعنا إلا أن نكون موضوعيين مثل الصحافة الدولية، لأن من يُقتل تحت قنابل النظام هم جيراننا. لكن هذا لا يعني أننا نتلاعب بالوقائع”. ويتابع “مهمتنا أن نكشف للعالم كيف تجري الأمور فعليا ونفضح أكاذيب الأسد” الذي يؤكد نظامه أنه يواجه “مجموعات إرهابية”. ويقول فادي سوني الذي يحمل اسم الكاميرا التي لا تفارقه، إنه “شاهد مزعج” مضيفا “إن تركنا القصير، لن يعرف أحد بما يجري وسيكون بوسع الأسد تنفيذ مجازره بعيدا عن أي عقاب”. وأعضاء الفريق على يقين بانهم هدف للنظام وقد فقدوا كثيرا من رفاقهم الذين اعتقلوا أو قتلوا بسبب نشاطهم. لكن طراب ضاهر يقول “يشرفني أن أموت وأنا أقوم بعملي، لأنني سوف أكون على يقين بانني ساعدت الكثيرين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©