الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أعيدي التفكير» تستعين بأحدث البرامج للوقاية من سرطان عنق الرحم

«أعيدي التفكير» تستعين بأحدث البرامج للوقاية من سرطان عنق الرحم
21 يناير 2012
أطلقت مؤخرا حملة «أعيدي التفكير» للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم الأسبوع الماضي، تنظم بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام وهيئة الصحة، أبوظبي وهيئة الصحة دبي وجمعية الإمارات الطبية ومجموعة «تم» للتطوع الاجتماعي، وحول الحملة التي اعتمدت أحدث برنامج في العالم أدت إلى تراجع الإصابة بعنق الرحم في الدول التي طبقتها، قالت الدكتورة جلاء طاهر، رئيسة قسم مكافحة السرطان في هيئة الصحة أبوظبي، إن هذه الحملة يتم التركيز عليها في شهر يناير كونه شهر التوعية العالمي للوقاية من المرض، في حين تستمر فعالياته سنة كاملة، بالتعاون مع الاتحاد النسائي، إذ يتم التعاون مع الجامعات والمدارس للتوعية والقيام بالفحوصات على مدار العام. عدوى فيروسية قالت طاهر «أظهرت الإحصاءات الصادرة عن هيئة الصحة- أبوظبي أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم في الدولة تبلغ 7 حالات لكل 100 ألف سيدة، كما يتم تشخيص ما يتراوح بين 50 و 55 حالة سنوياً داخل الدولة، وتقدر نسبة الإصابة العالمية السنوية بمرض سرطان عنق الرحم نحو 500 ألف حالة، ويأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي، حيث يشكل سرطان عنق الرحم 7% من إجمالي السرطانات التي تصيب الإناث». وفي سياق حديثها خلال إطلاق الحملة أكدت أن تكلفة العلاج لحالة مرضية واحدة تكلف الدولة ما يقارب 250 ألف درهم. من جهتها، قالت عائشة الزعابي، مسؤولة مركز الإرشاد الصحي بالاتحاد النسائي العام، إنه سيتم تطبيق برنامج شامل من خلال العديد من المحاضرات الخاصة للطالبات خلال شهر فبراير المقبل وستكون بدايتها في كلية التقنية للطالبات. وعرفت طاهر سرطان عنق الرحم بقولها «سرطان عنق الرحم هو سرطان يصيب الجزء السفلي للرحم، ويعد عنق الرحم حاجزاً طبيعيا لمنع وصول أي عدوى للرحم، وهو الجزء الذي يصل بين الرحم والمهبل في الجهاز التناسلي الأنثوي، وإذا تم اكتشاف السرطان مبكرا فإن نسبة الشفاء منه تصل إلى 92%». وأضافت أن الدراسات أظهرت أن أكثر من 99% من حالات سرطان عنق الرحم يسببها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو اسم يطلق على مجموعة لأكثر من 100 نوع من الفيروسات، حيث يرمز لكل نوع برقم، وهي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم مثل الجلد والمناطق التناسلية. وهناك أكثر من 15 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري المسؤولة عن الإصابة بسرطان عنق الرحم، إلا أن أكثرها انتشارا فيروس نوع (16,18). وأشارت إلى أن الإصابة تتم بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال المباشر للمناطق التناسلية، وذلك مع بداية العلاقة الحميمية بعد الزواج مع شريك مصاب بالفيروس، وأكدت أن فيروس الورم الحليمي البشري واسع الانتشار وتحدث غالبية العدوى بالفيروس في الفترة العمرية دون سن 25، ولكن معظم النساء المصابات بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري يتعافين من تلقاء أنفسهن بدون ظهور أي أعراض لان الجهاز المناعي يقوم بكبح الفيروس، بينما تستمر العدوى وتتطور عند بعض النساء لتتسبب بحدوث تغييرات في خلايا عنق الرحم مسببة السرطان. عوامل تزيد الإصابة لفتت طاهر إلى أن هناك بعض العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم كالتدخين، وتناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة، لفترة خمس سنوات فأكثر، والإنجاب المبكر قبل عمر 25 سنة، والإنجاب المتعدد، كما أوضحت أن ضعف الجهاز المناعي بسبب أدوية ضعف المناعة أو مرض نقص المناعة يرفع احتمال الإصابة بالمرض، مضيفة أن سرطان عنق الرحم عادة لا يظهر في المراحل الأولى من الإصابة أي أعراض، لكن تبدأ هذه الأخيرة في الظهور مع تقدم مرحلة المرض، ?وتتمثل الأعراض في الآتي: نزيف مهبلي غير طبيعي؛ ويتمثل في الصور الآتية: حدوث نزيف في الفترة بين الدورات الشهرية، ونزيف بعد العلاقة الجنسية أو التشطيف المهبلي، وزيادة عدد أيام الطمث وزيادة كمية دم الطمث، ونزيف بعد سن انقطاع الطمث، وزيادة الإفرازات المهبلية، وألم في منطقة الحوض، وألم أثناء الاتصال الجنسي. قالت طاهر «بعد الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وفي حال عدم قدرة الجسم على السيطرة عليه تحدث سلسلة من التغييرات في خلايا عنق الرحم، وفي فترة من بين 10-20 سنة بعد العدوى تتحول هذه التغييرات في الخلايا إلى سرطان، وبما أنه لا يسبب أعراضا إلا في المراحل المتأخرة لدى المصابة فإن أفضل وقاية منه تكون بالانتظام في الكشف المبكر عن طريق فحص مسحة عنق الرحم، والتي تجري للسيدات بعد الزواج، وذلك ابتداء من عمر 25 سنة». وتتضمن توصيات هيئة الصحة- أبوظبي للحد والوقاية من سرطان عنق الرحم، تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري للإناث، ابتداءً من عمر 15 سنة، مرة في العمر، وفحص مسحة عنق الرحم للسيدات ابتداءً من عمر 25 سنة، مرة كل 3-5 سنوات حسب الفئة العمرية. وتعرف طاهر مسحة عنق الرحم بقولها «هي فحص تقوم به الطبيبة ويشمل أخذ عينة من خلايا عنق الرحم بواسطة فرشاة ليتم فحصها تحت الميكروسكوب، ويتم أخذ المسحة بسهولة تامة خلال دقائق قليلة وبدون ألم، وذلك أثناء القيام بالفحص المهبلي لمنطقة الحوض، وتنصح السيدة القيام بمسحة عنق الرحم بانتظام بدءا من عمر 25 عاما إذا كانت متزوجة، وتقوم السيدة بمسحة عنق الرحم كل 3 سنوات، ما بين عمر 25 و 49 عاماً، ومن ثم كل 5 سنوات من عمر 50-65 عاماً، وتستمر السيدة في القيام بمسحة عنق الرحم حتى بعد انقطاع الطمث، إذا كانت السيدة فوق 65 عاما، وقامت بعمل مسحة لعنق الرحم ثلاث مرات متتالية، والنتائج الثلاث طبيعية، ولم تظهر أي نتيجة غير طبيعية في آخر 10 سنوات فيمكن أن تتوقف عن إجراء مسحة عنق الرحم، و?كذلك إذا قامت السيدة بعملية استئصال للرحم دون عنق الرحم فعليها إجراء المسحة، أما إذا كان الاستئصال كلي للرحم أي الرحم و عنق الرحم، فلا يتطلب منها ذلك». الاستعداد للمسحة قالت طاهر إن هناك بعض التعليمات التي يجب أن تلتزم بها السيدة قبل إجراء مسحة عنق الرحم حتى لا تؤثر على النتيجة ومنها عدم القيام بالتشطيف المهبلي أو الدش المهبلي لمدة 48 ساعة قبل إجراء المسحة، والامتناع عن العلاقة الزوجية قبل إجراء المسحة بـ 48 ساعة، وعدم استخدام أي أدوية موضعية مهبلية، أو أي من موانع الحمل الموضعية قبل المسحة بـ 48 ساعة، ويتم إجراء مسحة عنق الرحم في أي يوم في الفترة بين اليوم العاشر و اليوم العشرين من بداية الدورة الشهرية حتى نبتعد عن أيام نزول دم الطمث. وأضافت أن الطريقة الحديثة التي توصي بها هيئة الصحة في أبوظبي، لمسحة عنق الرحم بدل الطريقة التقليدية تتم عن طريق جمع الخلايا بواسطة فرشاة خاصة، ولكن بدلا من مسح الخلايا على الشريحة الزجاجية، تقوم الطبيبة بغسلها في قارورة مليئة في محلول حافظ وإرسالها للفحص، وأكدت أن هذه الطريقة تعتبر أكثر دقة، وتعطي فرصة للطبيب للوصول إلى التشخيص الصحيح. وتتابع «أما الطريقة التقليدية فيتم فيها أخذ عينة من خلايا عنق الرحم بواسطة أداة كحت خشبية (ملعقة) يتم بواسطتها كحت «مسح» الخلايا من عنق الرحم، ثم يتم تثبيتها على شريحة زجاجية وإرسالها للمعمل ليتم فحصها تحت الميكروسكوب». وأوضحت أن هذه الطريقة تعترضها مشكلة وهي تكدس الخلايا فوق بعضها، ما يسبب صعوبة التشخيص تحت الميكروسكوب أو عدم أخد كمية كافية من الخلايا أو تثبيتها على الشريحة الزجاجية بسبب التصاقها في الملعقة الخشبية للوصول إلى تشخيص صحيح. في سياق متصل، قالت طاهر إن مسحة عنق الرحم غير مؤلمة نهائيا للسيدة فقد لا تشعر بأي شيء، أو تشعر بمجرد ضغط بسيط فعليها أن تهدئ أعصابها تماما وتأخذ أنفاسها ببطء وترخي تماما منطقة البطن والأرجل، ونفت أن تكون هناك أي مضاعفات يمكن أن تحدث جراء هذا التحليل البسيط. وعن النتائج المخبرية لمسحة عنق الرحم، قالت إن هناك السلبي والإيجابي. وأوضحت «بعد فحص العينة تحت الميكروسكوب تُظهر نتيجة فحص مسحة عنق الرحم، النتيجة السلبية أو الطبيعية والتي تعني أن خلايا عنق الرحم طبيعية من حيث الشكل والحجم. والنتيجة الإيجابية أو غير الطبيعية ?تعني أن خلايا عنق الرحم غير طبيعية من حيث الشكل والحجم. وذلك لا يعني بالضرورة وجود ورم سرطاني ففي بعض الحالات تظهر النتيجة إيجابية، ولكن ليس بسبب سرطان عنق الرحم، لذلك يجب المتابعة لمعرفة السبب الحقيقي». وتابعت «في حال وجود تغييرات في الخلايا يتم بعدها إشعار السيدة بالتقرير وتحويلها إلى مركز متخصص لاستكمال الفحوصات مثل المنظار أو أخذ عينة تم متابعة وعلاج الحالة على حسب النتائج، في حال وجود خلايا سرطانية تبدأ مرحلة العلاج». وأكدت طاهر أن أكثر من 99% من حالات سرطان عنق الرحم يسببها فيروس الورم الحليمي HPV، كما أن الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم يسهم في العلاج والاستشفاء بنسبة 92%، وأن 8 سيدات من أصل كل 10 معرضات للإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري لكن معظمهن يتعافين تلقائياً من دون ظهور أية أعراض عليهن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©