السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفروسية والبيئة البحرية تخيمان على ملتقى «السمالية الصيفي»

الفروسية والبيئة البحرية تخيمان على ملتقى «السمالية الصيفي»
9 أغسطس 2014 17:20
تزينت جزيرة السمالية في ختام الأسبوع الأول من الملتقى الصيفي بالأنشطة التراثية البحرية والتي جذبت العديد من طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات نحو المشاركة الفعالة وعلى الرغم من أن الأسبوع الأول من الملتقى تبلور برنامجه حول البيئة البحرية بكل مفرداتها إلا أن الطلاب زاروا ركن الفروسية وقدموا لوحات استعراضية فنية بالخيول العربية الأصيلة وهو ما يشير إلى أن الأسبوعين المتبقيين من عمر ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام سوف يقدما المزيد من الفعاليات التي تثري الفترة الصيفية لدى الطلاب برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. لعل أكثر ما يميز الأسبوع الأول من ملتقى السمالية الصيفي 2014 منـذ بدايتـه وحتى الختام هو التزام الطلاب المنتسـبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات بالحضور المبكر لجزيرة السمالية مثل طلاب مركز أبوظبي والسمحة والعين والوثبـة وســويحان، وعلى الرغم من أن السفينة التراثية من الرحلات اليومية ضمن برنامج الأســبوع الأول التي يحرص الطلاب علـى الانضـمام إليها، إلا أن جولة المراكب الشراعية القديمة في المياه المحيطة بالجزيرة كانت بمثابة حلقة تعليمية تراثية تضيء على مفردات البيئة البحرية، بالإضافة إلى ورشات فلق المحار، ومن ثم زيارة القرية التراثية بكل معالمها القديمة والتي تجمع أبناء الدولة حول العادات والتقاليد الأصيلة التي لا تزال تميز الشخصية الإماراتية عبر التاريخ. مهمة وطنية حول ختام ملتقى السمالية الصيفي ومدى فعاليته في إيصال تعميق رسالته التراثية إلى الجيل الجديد ومدى نجاح الأسبوع الأول في توفير بيئة ترفيهية وتعليمية وثقافية لطلاب المدارس يقول المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات علي عبدالله الرميثي: إن نجاح ملتقى السمالية عبر السنوات الماضية وقدرته على جذب الأبناء من أجل التعرف بشكل جاد على الموروث المحلي الإماراتي في أفضل صوره يأتي من الدعم غير المحدود من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، والمسؤولين عن هذا القطاع كافة، والتي توفر دعماً موصولاً ورعاية دائمة للأنشطة والفعاليات التي ينظمها نادي تراث الإمارات كافة خصوصاً وأن مهمة نقل مفردات الموروث الشعبي الأصيل للجيل الجديد مهمة وطنية خالصة حتى تنشأ هذه الفئة على تقدير الماضي الجميل الذي كان ولم يزل نافذة الحاضر المشرق. ويبين الرميثي أن ملتقى السمالية الصيفي في أسبوعه الأول استقطب العديد من الصبية والشباب، حيث شهدت الجزيرة وجود أعداد كبيرة من الطلاب الذين تفاعلوا بقوة مع المناشط المتعددة والبرنامج الحافل، واستطاعوا أن يجعلوا من الإجازة الصيفية محطة مهمة لممارسة أنشطة محببة إلى نفوسهم، ومن ثم تعلموا الكثير من الورشات التي يشرف عليها العديد من المدربين التراثيين التابعين لنادي تراث الإمارات. ويلفت الرميثي إلى أن الأسبوع الأول من ملتقى السمالية والذي اختص بالبيئة البحرية أسهم في تعميق ثقافة المشاركين عن الوجهة البحرية ودورها الرائد في حياة المواطنين في الماضي والجميل أن هؤلاء الصغار أظهروا ارتباطهم بالبحر وكان لديهم شغف كبير للتعرف عن قرب على جميع تفاصيل هذه البيئة لكونها كانت من أهم مصادر الرزق في الماضي وهو ما يعني أن المورث الشعبي العريق يجد مكانه في نفوس الصغار وفي الوقت نفسه يحفزهم على المضي بقوة على خطى الأجداد. رسالة تراثية وعن المقومات التي أدت إلى نجاح الأسبوع الأول من ملتقى السمالية يذكر مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد علي المناعي أنه منذ انطلاق الملتقى بعد إجازة عيد الفطر المبارك والعديد من العائلات حرصت على أن تكون جزيرة السمالية هي وجهة الأبناء لكونها واحدة من المحميات الطبيعية وتعد نموذجاً لإيصال الرسالة التراثية إلى جميع أبناء الدولة. ويلفت المناعي إلا أن إدارة الأنشطة اعتمدت مبدأ المرونة مع الطلاب الذين لم يسجلوا أسماءهم منذ بداية الملتقى وسمحت للعديد من المنتسبين الجدد بالمشاركة في الفعاليات فضلاً على أن إدارة الأنشطة تتيح فرصة لزوار إمارة أبوظبي من الإمارات الأخرى بالدولة في استضافة العائلات مع أطفالها للمشاركة ولو ليوم واحد في جميع الأنشطة والسباقات والورشات التراثية حتى تكون هناك فرصة كبيرة لكي يستفيد الجميع من فترة الملتقى، خصوصاً وأن الجزيرة تتمتع بكل مقومات الجمال التي تدهش زوارها وتقدم لهم في الوقت نفسه جملة من الأنشطة الترفيهية والثقافية والتراثية التي تشجعهم على استثمار الفترة الصيفية في كل ما يفيدهم. محامل شراعية في لقطة معبرة تجمع العديد من طلاب المركز التابعة لنادي تراث الإمارات بالقرب من الواجهة البحرية بالجزيرة، حيث ارتدوا السترات الواقية من الغرق وتحركوا باتجاه قوارب المحامل الشراعية من أجل أخذ جولة في البحر في وجود المدربين التراثيين الذين أطلعوا الطلاب على طبيعة هذه القوارب وأهميتها قديماً واستخداماتها من قبل البحارة. ويوضح المشرف الرئيسي بمركز أبوظبي بدر محمد علي أن حياة البحار قديماً كان لها طابعها الخاص إذ إن البحر في الماضي كان يكتسب أهميته من كونه مصدرا رئيسيا للرزق وهو ما جعل العديد من طلاب المشاركين في الملتقى يطرحون العديد من الأسئلة المهمة عن كيف كان يعيش البحارة على متن القوارب وكيف كان يصاحب القوارب بعد انتهاء الرحلة يوزع على الموجودين على هذه القوارب المال فضلاً على عملية الغوص عن اللؤلؤ والمهارة والخبرة التي كان يتحلى بها الكثير من الرجال، إذ إن عملية اغطس تكون بالتناوب، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأشياء التي كانت تميز هذه الأجواء في مواعيد تناول الأطعمة وأنواعها فوجبة العشاء تكون بعد حلول الظلام وتتألف من الأرز والسمك في الغالب، ويؤكد بدر أن الطلاب استفادوا أيضاً من ورشات فلق المحار بطريقة عملية على أيدي المدربين التراثيين. فرسان المستقبل وفي ركن الفروسية انخرط العديد من الفرسان الصغار في ختام جولة الأسبوع الأول من ملتقى السمالية الصيفي 2014 في صحبة الخيول وأدوا العديد من العروض الممتعة فضلاً على أن البعض منهم كان يتعلم بعض المهارات حتى يتنقل إلى مراحل أخرى في هذه الرياضة المحببة للنفوس. ويورد مدرب ومسؤول ركن الخيول بجزيرة السمالية علي راشد على أنه منذ انطلاق الأسبوع الأول للملتقى وحتى نهايته والعديد من الطلاب يخضعون لعملية تدريب واسعة من أجل أن يتعلموا مهارات رئيسية تتمثل في التعرف في البداية على ما إذا كان الفرس مريضا أم لا ثم يبدأ المدربون في تعليم الطلاب كيفية تسريج الخيل ومن ثم الصعود على ظهورها والمشي بها مسافات قصيرة حتى تتم إزالة الرهبة من صدورهم ومن ثم التجانس مع هذا الحيوان الذي يتمتع بصفات عجيبة ويحتاج إلى نوع معين من المعاملة. ويؤكد علي راشد أن تدريبات الصغار في العادة تتم على ثلاث مراحل إذ إنه بعد أن يستطيع المشارك أن يمضي بالحصان ويسير به في اتجاهات مختلفة يدخل في مرحلة السير السريع وهو ما يجعل الراكب في حالة تسمح له بالتحكم في الخيل وتوجيهها بصورة ملائمة وحين يصل إلى هذا المستوى ينتقل إلى مرحلة الجري بالحصان ومن ثم القدرة على الاستعراض والقفز على الحواجز، بالإضافة إلى إكسابه بعض المهارات الأخرى مثل تنويم الخيل والتقاط الأوتاد وبعد هذه المراحل يتم اختيار أصحاب المواهب الخاصة للانتقال إلى الميدان الخارجي للخيول حيث يخضع بعض المشاركين لتدريبات تأهيلية أوسع وهو المرحلة التي تسمى بصناعة وإعداد الفارس ويشير علي راشد إلى أنه الاقتراب من الخيول يعلم هذه الفئة الشجاعة والصبر والنخوة حتى يتحلوا بأخلاق الفرسان. تقاليد أصيلة ولا يخفي الطالب إبراهيم العباب من مركز السمحة أن وجد في ملتقى السمالية الصيفي ضالته المنشودة ويرى أنه منذ انطلاق الملتقى والعطلة الصيفية لها طعم آخر إذ إنه مارس على حد قوله العديد من الأنشطة المحببة وشارك في العديد من الورش الخاصة بتعلم التقاليد الإماراتية الأصيلة ويلفت إلى أنه يفضل دائماً أن يقضي العطلات الموسمية في رحاب جزيرة السمالية التي أغنت نفسه وجعلته يرتبط بالموروث الشعبي المحلي وبخاصة البيئة البحرية التي كانت عنوان الأسبوع الأول من الملتقى. حلم صبي أثناء استماع بعض الطلاب إلى المدربين التراثيين حبثور الرميثي وسعيد عبدالله الصريحي حول كيفية جمع المحار، ومن ثم فلقه، أصر الطفل حسن علي الحوسني البالغ من العمر 13 عاماً على أن يمسك «الدين» الخاص بعملية جمع المحار وهو عبارة عن شبكة من الخيوط المتقاربة محاطة بسياج ولها حبل يعلق في الرقبة، وأثناء ذلك كان الحوسني يوجه بعض الأسئلة إلى المدرب التراثي حبثور الذي بدوره لم يبخل عليه بأية معلومة، وظل يوجهه ويحقق رغبته إذ إن الطفل يحلم بأن يكون في المستقبل من رجال البحر. سترات الغرق بعد أن استمتع العديد من طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات برحلتهم البحرية المعتادة في المياه التي تحيط بجزيرة السمالية، حيث التعرف على بيئة البحر بصورة واقعية ومن ثم العيش في أجواء البحر وهم يرتدون السترات الواقية من الغرق، وقف ثلاثة أطفال ليساعد بعضهم بعضاً في نزع السترات عن أجسادهم، ومن ثم الحديث عن أهمية هذه الرحلة في تعميق ثقافتهم البحرية فضلاً عن أنهم عاشوا لحظات ممتعة، إذ إن هذه الرحلة بمثابة حلقة تراثية ترفيهية تساعدهم على تجديد إيقاع حياتهم بوجه عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©