يتميز شارع السيف خلال مهرجان دبي للتسوق 2012، الذي يستمر حتى 5 فبراير المقبل بالطابع الفلوكلوري الفريد، حيث يجسد ثقافات العديد من الشعوب التي تلتقي في مكان واحد، من خلال الفقرات الاستعراضية التقليدية والرقصات الشعبية التي تقام على المسرحين المتواجدين على الشارع، ومنتجات تلك الشعوب في بازار المهرجان الذي تباع فيه مختلف البضائع والمنتجات التقليدية، ويقوم الحرفيون بصنع منتجاتهم اليدوية التقليدية أمام الجمهور، بما يجعل هذا الشارع وجهة ثقافية تراثية متكاملة خلال الحدث الكبير.
ولعل أبرز عوامل الجذب لمحبي الطعام في شارع السيف، والذي يعد أحد أهم وجهات مهرجان دبي للتسوق في دورته الحالية، هو توفر أطباق شعبية، تباع في الأكشاك وفي المطاعم العائمة التي تقدم مختلف الأطباق العالمية في جو شاعري على ضفاف الخور. وتقول جوي وهي عاملة في كشك الفواكه التايلاندية، الذي يبيع فاكهة نادرة تزرع فقط في المناطق ذات المناخ الاستوائي وتتميز بطعمها الذي يمزج بين الحلاوة والحموضة: «أشهد إقبالاً كبيراً من المقيمين والسياح وخصوصاً خلال عطلات نهاية الأسبوع، حيث يشتري الناس مني في البداية من باب الفضول، ثم يعودون مجدداً بسبب إعجابهم بطعم الفاكهة». وأشارت إلى معروضات الكشك وشرحت «نبيع المانجو الاستوائي الحامض والتمر الهندي وتفاحة الكسترد والرامبوتان»، ثم أشارت إلى فاكهة ذات مظهر غريب وقالت «فاكهة التنين تثير فضول الزوار ويشترونها بكثرة».
أما أم إسماعيل فهي إحدى الخبازات بشارع السيف، وتمتلك مطبخاً للمأكولات الشعبية، وتقول «ألاقي إقبالاً كبيراً من السياح والمقيمين، حيث يسألونني عن مأكولاتنا ويجربونها، خصوصا اللقيمات» وتروي موقفاً طريفاً حصل لها حيث احتارت في الإجابة على سائحة كندية كانت تتساءل عن ماهية اللقيمات، فأجابتها أم اسماعيل «إنها دونات خليجي»، وأضافت «اشترت السائحة صحنا وأكملت طريقها، وبعد ساعة عادت وطلبت كمية كبيرة لتأخذها إلى المنزل». ويتجول عبدالمعطي السواس في أرجاء شارع السيف مرتدياً الزي الشامي التقليدي والطربوش، ويحمل إبريق «التمر هندي» وقربة عرق السوس، ويروي عطش الزوار بالعصير البارد الذي يصبه من الإبريق ذي المظهر الفريد، ويقول «تحمل عائلتي اسم السواس بسبب ممارستنا لهذه المهنة بالوراثة، أباً عن جِد، في مدينة حلب السورية، وهذه هي المرة السادسة التي أشارك فيها في مهرجان دبي للتسوق، وألقى إقبالاً كبيراً من الزوار سواء العرب أو الأجانب الذين يسألون عن مكونات العصير ويتناولون أحياناً أكثر من كوب» وأضاف «أعشق دبي فهي جميلة ومنظمة وهي بالتأكيد دانة الدنيا».
واقتربت من السواس عائلة سعودية من الجبيل، وتتكون من الأب وأبنائه، ليشربون عرق السوس بلذة، وقال الأب «شارع السيف رائع فهو يحتضن العالم أجمع في مكان واحد، لقد تذوقنا أطباقاً من كل أنحاء العالم، وتذوقنا الفطائر الحلبية والمحمرة والفواكه التايلاندية وجربنا خبز الرقاق واللقيمات، وسوف نعود في الغد لنجرب أحد المطاعم العائمة الذي يقدم الأطباق الإيرانية».
عدد اليوم
