الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقشف المستهلك الفرنسي يزيد من ركود الأسواق الباريسية

21 يوليو 2013 10:40
خلا سوق سانت أون «البراغيث» في باريس من ازدحام المتسوقين الذي كان يشهده في الماضي، نتيجة لإحجام المستهلك الفرنسي عن الإنفاق، ما يشكل عقبة ليس لتجار السوق فحسب، بل لمقدرة البلاد للخروج من دائرة الركود. ويمتد السوق الشهير على مساحة قدرها 17 فداناً، قاد ضعف الاقتصاد لشل الحركة التجارية ولا يلوح أمل بالانفراج في الأفق القريب حتى الآن. وقال حميدو ديبو، بائع أحذية في السوق :»يُعزى هذا الركود للأزمة التي تسود دول أوروبا، حيث لم يعد الناس ينفقون أموالهم خوفاً مما تجلبه الأيام المقبلة». واقتصرت معظم مشاكل أوروبا الاقتصادية التي استمرت لفترة طويلة، على الدول ذات الاقتصادات الضعيفة، مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا. ووفقاً لعدد من المقاييس، دخلت فــرنسا الآن في نطاق المعاناة، حيث ارتفع معدل البطالة إلى 10,8%، أعلى مقياس له منذ إطلاق نظام الرصد الحالي في 1996، بينــما توفير الوظائف آخذ في التراجع منذ أكثر من سنة. وتعني هذه المشاكل مصحوبة بزيادة الضرائب وخفض الإنفاق الحكومي الذي يهدف للتحكم في العجز وزيادة الدين، أن فرنسا تحاول في الوقت الراهن الخروج من ركود طفيف، وهو الثاني من نوعه في غضون أربع سنوات. وحتى في حالة نجاح الاقتصاد في التخلص من قبضة الركود خلال الربع الحالي، فمن المتوقع أن يظل الاقتصاد قابعاً في ضعفه في أحسن الفروض متـراجعاً بنحو 0,1% خلال العام الحالي. وليس من المستغرب إحجام الأسر الفرنسية عن الإنفاق، مع أن ذلك أصبح جزءاً من المشكلة، خاصة وأن إنفاق المستهلك يشكل نحو 56% من النشاط الاقتصادي في البلاد. وقال جون بول فيتوسي، أستاذ الاقتصاد في «معهد باريس للدارسات السياسية» :»ظل المستهلك على الدوام المحرك الفعلي لعجلة الاقتصاد الفرنسي، وفي حالة تعطل هذا المحرك، ينتفي مصدر النمو». وطرح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي أقر بصعوبة الظروف التي يمر بها اقتصاد بلاده، عدداً من التدابير التي تهدف لإنعاش النمو، تتضمن برنامجاً لتوفير ألاف الوظائف المدعومة للمعدل المتزايد من الشباب العاطلين. وأعلن مؤخراً عن استثمار نحو 12 مليار يورو في قطاع الطاقة والتقنية الرقمية والطيران والصحة. وحث الرئيس أفراد الشعب على التفاؤل، لا سيما وأن هناك توقعات تشير ببدء فرنسا ومنطقة اليورو في التخلص من قبضة الركود بحلول العام المقبل، إذا سارت الأمور بشكل جيد، مع أن إقناع الفرنسيين ليس بالمهمة السهلة. وحذر اتحاد أرباب العمل الفرنسي من تدبير سياسات أولاند لنحو 8 ألف وظيفة يومياً. وناشد مديري شركات مثل «بيجو» وغيرها، السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من معدل البطالة. وبلغت ثقة المستهلك في يونيو الماضي أدنى مستوى لها في فرنسا، حيث ما تزال الأسر متشائمة فيما يتعـلق بمستــقبل مستويات المعيشة، في ظل استمرار ارتفاع معدل البطالة. ومن المتوقع أن يبقى إنفاق المستهلك الذي تراجع بنحو 0,4% في السنة الماضية، ضعيفاً على مدى المستقبل المنظور، بصرف النظر عن النمو المتواضع الذي شهده الشهر الماضي. علاوة على ذلك، يستمر الفرنسيون في التمسك بمدخراتهم القديمة التي كانوا يحتفظون بها لوقت الشدة الذي يرون أنه قد حان. ويُعد معدل الادخار الشخصي عند 15,5%، أقل من ما كان عليه في 2011 بنسبة قدرها 17%، إلا أنه لا يزال أعلى من المستوى الأميركي الذي لم تتجاوز نسبته 2,5%. ويعني ذلك، أن هناك أموالاً كثيرة لم تستغل في الدفع بعجلة اقتصاد البلاد. وما زاد الأمور سوءاً في فرنسا، ارتفاع المعدلات الضريبية بنسبة كبيرة. وذكر أحد أصحاب المحال في ضواحي باريس أن الضريبة السنوية التي كان يدفعها، ارتفعت من 350 يورو قبل خمس سنوات، إلى 6 ألف يورو في الوقت الحالي. نقلاً عن «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©