الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم القيوين تحتفل بمسنيها وتبرز دورهم في نهضة الدولة

أم القيوين تحتفل بمسنيها وتبرز دورهم في نهضة الدولة
19 أكتوبر 2010 20:06
شهدت إمارة أم القيوين الأيام الماضية تنظيم احتفالات وفعاليات وأنشطة ترفيهية للمسنين، احتفالاً باليوم العالمي للمسنين الذي وافق مطلع الشهر الجاري، بمشاركة جمعية الفنون الشعبية وطلاب المدارس وعدد من الشعراء، حيث قدموا رقصات وفقرات شعبية وتراثية لاقت إعجاب الحاضرين، وأبرزت دور كبار السن في النهضة التي تعيشها الدولة. أعادت أم القيوين ذكريات الماضي وقصص المسنين من خلال مشاركتهم في الاحتفالات باليوم العالمي للمسن، الذي صادف الأول من أكتوبر، والتي نظمها مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومركز التنمية الاجتماعية، بالتعاون مع مدارس الإمارة. واسترجع الشواب حكاياتهم وقصصهم الطفولية، ورحلاتهم الشاقة بحثاً عن قوت يومهم، حيث كانت الحياة آنذاك صعبة وقاسية، إلا إنهم بذلوا المزيد من الجهد لأجل تعليم أبنائهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، كما أعطوا الكثير من وقتهم للنهوض بالدولة. «مرحبا الساع» استقبلت إدارة مدرسة ماجد الأول للتعليم الأساسي بنين بمنطقة بياته بأم القيوين، المسنين بحفاوة كبيرة بدايتها كانت عند مدخل المدرسة، حيث رحبوا بالضيوف بكلمة «مرحبا الساع»، وقدموا لهم الورود والهدايا، وتجاذب الأبناء مع كبار السن أحاديث شيقة وممتعة عن طبيعة حياة الأجداد في الماضي، والتي اكتسبوا من خلالها خبرات علمية ومعرفية، سيستفيد منها الأبناء في مستقبلهم. وأكد عبدالله بوعصيبة، مدير مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بأم القيوين، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسن، على أهمية ربط الأبناء بالأجداد وتوثيق العلاقة بينهم وإقامة جسر مبني على الاحترام والتقدير، مؤكداً أن ما تشهده الدولة من تطور وعمران هو جهد وعطاء تلك الفئة من المجتمع، التي أعطت وبذلت لبناء جيل مزدهر متقدم واع لما حوله. وقال «ديننا الحنيف أوصانا برعاية كبار السن والاهتمام بهم وتوفير لهم الراحة والحياة الكريمة والأمان، ومن واجبنا رد الجميل لهم، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع». وأشاد بوعصيبة بجهود إدارة مدرسة ماجد الأول وتعاونهم على إنجاح الاحتفالية، التي اشتملت على عرض فيلم وثائقي قصير يظهر حياة الأجداد في الماضي، وركوب الجمال للتنقل من مكان إلى آخر، كما احتوى الفيلم على حديث لإحدى المسنات تتحدث عن عمل النساء في ذلك الوقت. ولفت إلى أن جميع المجتمعات تحرص على إقامة مثل هذه الاحتفالات سنوياً، بهدف زرع الابتسامة في نفوس المسنين وإشعارهم بالمحبة والاهتمام، حيث أدركت شعوب العالم لما لهذه الفئة من دور كبير في المجتمع المحلي والعالمي، مشيراً إلى أن احتفالية اليوم العالمي للمسن، جاءت لتقدير جهودهم وعطائهم وتضحياتهم في الماضي. وأشار إلى أن مدرسة ماجد الأول استقبلت المسنين بحفاوة كبيرة كانت بدايتها كلمة «مرحبا الساع»، حيث تمت استضافة دار رعاية كبار السن بعجمان ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة فرع الحمرية، وعدد من أهالي منطقة بياته وفلج المعلا والمناطق القريبة منها في الاحتفالية. من جهتها، أكدت نورة عبدالله الصريدي، مديرة مركز التنمية الاجتماعية بأم القيوين، أن الدين الحنيف أوصى برعاية كبار السن والاهتمام بهم، وتقديم لهم العون والمساعدة، وعدم التقصير في حقهم. وقالت إن رعاية كبار السن في كل أسرة واجب ومسؤولية الجميع، حيث إنهم تحملوا الكثير من المشقة في الماضي وبذلوا المزيد من الجهد من أجل تربية أبنائهم، الذين أصبح لهم شأن في المجتمع. وأشارت إلى الاحتفال بالمسنين يأتي لإبراز الاهتمام بهم والتقدير والإيمان بدورهم الذي لا يمكن إغفاله مهما مرت السنوات، حيث كان لهم دور بارز في ارتقاء المجتمع ونهضة الوطن ونشأة الأجيال، مضيفة أن المركز أعد الاحتفالية لإعطاء الفرصة للأبناء بالتقرب من الأجداد، ويستفيدوا من قصصهم وحكاياتهم التي عاشوها في الماضي، في ظل الظروف الحياتية الصعبة. كنز ثمين قالت فاطمة الغفلي، مشرفة لجنة اليونسكو بمدرسة ماجد الأول للتعليم الأساسي بنين بمنطقة بياته بأم القيوين، «مهما قدمنا لن نستطيع أن نوفي لهذا الجيل حقه، فهم تحملوا ظروف الحياة القاسية والصعبة، وجاء دورنا الآن لنكافئهم على ما قدموه لنا». وقدمت شكرها لكل من ساهم في إنجاح الاحتفالية، وأتاح لهم الفرصة لرسم البهجة والفرحة على وجوه المسنين، مشيدة بجهود مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على رعايتهم لهذا الحفل. وقالت مدية الملعاي، مشرفة التراث في مدرسة ماجد الأول، إن الأجداد لديهم كنوز من الحكايات والقصص الجميلة، التي تشهد على عطائهم وتضحياتهم خلال العصور السابقة، يمكن أن يستفيد منها الأبناء مستقبلاً، وينهلوا من ذلك الكنز الثمين، الذي يزخر بالخبرات العلمية والمعرفة. وأشارت إلى أن الجيل الحالي يعيش في رفاهية ونعمة، لم يجدها الأجداد في الماضي، لهذا فلابد منا أن نرعاهم أفضل رعاية ونهتم بهم، ونقدم لهم يد العون والمساعدة، والإحسان إليهم، مشيرة إلى أن المسن يحتاج إلى الحنان والرحمة في التعامل. وقالت شيخة المسافري، معلمة بمدرسة ماجد الأول، إن المسن يصبح طفلا يحتاج إلى الاهتمام والتوجيه، لذلك أوصانا الإسلام ببر الوالدين، وحث على رعايتهم عند الكبر، موضحة أن الاحتفالات التي تقام من أجل المسنين، جاءت لتذكير الأبناء بأهمية التقرب إلى كبار السن والجلوس معهم، والاستماع إلى قصصهم وحكاياتهم الشيقة، المليئة بالمغامرات والتضحيات. من جهتها، قالت منى حمزة، من دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، إن رعاية المسنين والإحسان إليهم، واجب على الصغير والكبير، حيث إن القرآن الكريم أوصانا ببر الوالدين، وأكد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما له من فضل وثواب كبير عند الله. ذكريات خالدة عند لقاء الأجداد بالأبناء والأحفاد يسترجعون حكاياتهم وقصصهم الطفولية، ورحلاتهم الشاقة بحثاً عن قوت يومهم، ويصفون لهم عناء ومشقة الحصول على القوت في ذلك الوقت، يرون أن تلك الذكريات تستحق حفظها للأجيال القادمة. إلى ذلك، قال سالم عبيد، من سكان أم القيوين، إنه «من الواجب علينا الآن أن نرد للمسنين الجميل ورعايتهم أحسن رعاية، وتوفير لهم سبل الراحة والأمان، وعدم إهمالهم أو التقصير في حقهم، لافتاً إلى أن إدخال السرور في نفوس المسنين وإبعاد الهموم عنهم، يزيد من عطائهم في المجتمع، وتجعل ذكريات الماضي لديهم محفورة في أذهانهم». وأضاف أن المسن أقرب من غيره إلى الرحيل من الحياة الدنيا، فلابد من تنمية قدراته المتبقية، والاستفادة من خبراته العلمية، لافتاً إلى أنه يجب بث الشعور الإيجابي لدى كبار المسنين بأن المجتمع لا يستغني عنهم وعن ثقافتهم. وأكد يوسف سلطان، من أم القيوين، أن معظم الـ»شواب» يحنون إلى الماضي، لما له من ذكريات جميلة تبكي من يتذكرها، وتجرف دمعة من يستمع لها، باعتبار أن تلك القصص والحكايات لن تعود مرة أخرى. وقال إنه لابد من الاستفادة من الخبرات العلمية التي اكتسبها كبار السن في حياتهم. وأشار إلى أنهم يحتاجون إلى من يهتم فيهم يومياً ويحتفل بهم ويرعاهم باستمرار، وليس في يوم واحد، لافتا إلى أن تلك الفئة أعطت الكثير وساهمت في نهضة الدولة. وأضاف «جميعنا يبحث عن حنين الماضي بكل ما فيه من مآس ومشقة وتعب وقلة الراحة، التي عاشها الأجداد والآباء، وظلت ذكريات تتناقل بين الأجيال المتلاحقة، موضحاً أن دورنا هو حفظ تلك الذكريات والقصص والحكايات من الاختفاء».
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©