الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدان الدرعي: برنامج «من بلادي» عنوان انتماء.. وصوتي رسالة معرفة

حمدان الدرعي: برنامج «من بلادي» عنوان انتماء.. وصوتي رسالة معرفة
19 أكتوبر 2010 20:52
اللقاء معه، لقاء مع شاعر فنان بصوته الذي ينمّ عن شفافية في التعامل وجدية زادت من شحذها وتنميتها المؤسسة الشرطية، فمن عالم الإعلام في الجامعة إلى شرطة أبوظبي، إلى تسلم فرع الإذاعة في إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. إنه الملازم أول الشاعر حمدان بن صروخ الدرعي الذي اعتاد على صوته من دون رؤيته المستمعون إلى الإذاعات في الدولة وهو يبلغ بالحالة المرورية في أبوظبي، ومن ثم توطدت العلاقة مع المستمعين إلى برنامجين هما «الرشا» في رمضان و»من بلادي» الذي بدأ في الأول من يونيو الماضي ليتوقف مع «الرشا» ويتابع بعد عيد الفطر ويستمر إلى آخر العام وربما أكثر في الدورة البرامجية الجديدة. حمدان من مدينة العين ودوامه في عمله الشرطي في أبوظبي وجامعته في الشارقة. يقول الدرعي: برنامج «من بلادي» يقدم سلة غنية من المعلومات الثقافية والتراثية والحضارية للإمارات في أسلوب لطيف وقريب من القلب. فدخلت المعلومات بصوته الدافئ وجديته التي عرف كيف تكون محببة لدى المستمعين، تحترم الطرافة والمزاح فترقيه ليستحق أن يبثّ برنامجه بالصوت العالي في المنازل والسيارات. فقد اتصل به أحد المستمعين وأسرّ إليه أنه وإن وصل المكان الذي يقصده لا يستطيع مغادرة السيارة قبل انتهاء البرنامج. ويضيف الملازم أول حمدان الدرعي «همي أن أكون منتجاً في المجتمع وأن أقدم شيئاً مفيداً للناس، وبرامج المسابقات ليست مجرد مسابقات وجوائز إنما أيضاً تمرير معلومات مفيدة جدا». «الرشا» ويوضح: بدأ بث برنامج «من بلادي» في الأول من يونيو الماضي، وعن اختياره للإذاعة لعرض فكرته، يقول: «تميزت إذاعة «إمارات إف إم» بتجددها الدائم إن من خلال البرامج أو من خلال طرحها لأفكار جديدة، فكانت فكرة البرنامج «من بلادي» وتم اختياري مقدماً لهذا البرنامج من قبل مراقب الإذاعة ومدير شبكة أبوظبي الإذاعية الأستاذ عبد الرحمن الحارثي، وكنت سابقاً قد تقابلت معهم قبل البحث في تعاون معهم، فعرضوا علي المشروع وفكرت بالموضوع وبعدها تمت الموافقة على الموضوع. في رمضان توقف بث برنامج «من بلادي» ليقدم الدرعي برنامجاً آخر سمّاه «الرشا» من إعداده وتقديمه ومن ثم عاود العمل على برنامج «من بلادي» المستمر ليل كل أربعاء، وللمستقبل طموح وتمنيات لا يخفيها حمدان الدرعي ويعمل بجدية لرسم معالمها. ويقول عن البرامج الحوارية: «من الممتع أن أقدم في المستقبل برامج حوارية فهي فيها عمق وتحدٍ ودلالة على سرعة بديهة المقدّم نفسه. ولا مانع عندي من تطوير نفسي، وإذا وجدت ما يناسبني فلن أتأخر في تطوير نفسي وتقديم برنامج حواري». لبرنامج «الرشا» الذي حقق نسبة عالية من استقبال الرسائل عبر الهاتف والاتصالات (9 آلاف رسالة في إحدى الحلقات)، وكان يبث ليومين كل أسبوع، قصة يعود فيها حمدان الدرعي إلى جدّته التي يسمّيها «مخزوني التراثي» الخاص، فمنها تعلّم عن «الرشا» أي الحبل الذي يسحب بواسطته الدلو من البئر، والبئر في اللهجة الإماراتية يسمى «الطوي». والصوت يحوّل بتلاوينه في الإذاعة ووقفاته والكلام الذي يبوح به المعلومات، إلى صور قصصية يتعرف فيها جمهور المستمعين على الكثير من المعلومات العامة والمعلومات المتعلقة بالإمارات. وعن «الرشا» يقول: «كان عبارة عن معلومات عامة، إنما من 70 إلى 75 % كان يحتوي على معلومات تراثية عن دولة الإمارات. واعتمد على الكثير من المراجع واعتمدت بالتحديد على مكتبة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما اطلعت على كتب عالمية في مكتبة كلية الشرطة في مقرها من أجل المعلومات العامة. ومن المخزون الشخصي، جدّتي التي اعتبرها المحافظة على الموروث الثقافي وألجأ إليها. وفكرة الرشا وأتتني منها فالمستمع المتصل بنا في برنامج «الرشا» نطلب منه سحب الدلو بالرشا من الطوي بأسلوب فكاهي وصورة جميلة». مسيرة ومسار لم يكتشف مهندس الصوت الإذاعي المتميز في حمدان الدرعي بالمصادفة، فقد لاحظ أساتذته في المرحلة الابتدائية، وقصته مع «الميكرفون» جعلته يتآلف معه ويبعد الخوف والرهبة معه، على الرغم من بقاء شيء من الرهبة في اللحظات الأولى لكل مرة يبدأ فيها برنامجه الذي يبث مباشرة. ويقول «بداياتي وقصتي مع «المايك» تعود إلى الصغر منذ المرحلة الابتدائية في المدرسة، من خلال الإذاعة المدرسية، حيث كنت دائما موجوداً في الإذاعة المدرسية، وكان ذلك بسبب اختياري من قبل الأساتذة لهذه المهمة، ومن هنا انطلقت، وبما أنني أكتب الشعر رافقت «المايك» مع الأمسيات الشعرية في شكل أبعد عني رهبة المايكروفون فصار الموضوع بسيطاً بالنسبة لي، وتدرجت في الموضوع في ظل استمراري في الشرطة على المستوى الإذاعي من خلال الإعلانات الشرطية». وكان الدرعي يقدم الحالة المرورية في أبوظبي التي يتابعها بعناية السائقون على الطريق أكثر من سواهم، ويقول «كنت أذيع الحركة المرورية مرتين يومياً. وكنت أتحدث مع الإذاعات عبر الهاتف مباشرة، أما المعلومات عن الحركة المرورية فكنت أستقيها بطبيعة الحال من إدارة العمليات «غرفة العمليات» في شرطة أبوظبي. لم أستخف أبدا بما أقوم به، فأحياناً في حال الضرورة قد يكون الإعلان عن الحالة المرورية مساهمة في إنقاذ أحد ما للوصول بشكل سريع وآمن إلى المستشفى». بداية مستمرة «من بلادي» عنوان انتماء، يقول عنه حمدان الدرعي «أنا أفتخر بتقديمه حيث نناقش كل شيء في دولة الإمارات، من تعليم إلى صحة وشرطة وأمن ومحميات. معدة البرنامج التي تستحق كل شكر هدى السعدي تثري البرنامج بالكثير من المعلومات الجميلة، كما مخرج البرنامج صالح العلي ومحفوظ أبو عيده من المكتبة الموسيقية، وكلنا طاقم من الشباب الإماراتيين نعمل على هذا البرنامج. كنت قد قدمت فكرة «من بلادي» للإذاعة ورحبوا بها.. وفكرة البرنامج عبارة عن تثقيف المستمع في دولة الإمارات من كل النواحي. صار هناك تعديلات على بعض الفقرات، ومضينا به لنكون فريقا متعاونا». البرنامج مقسم إلى فقرات عدة وفيه مسابقة تمرّر كل عشر دقائق، وهي عبارة عن سؤال عن معلم في الإمارات تقدم حوله المعلومات ويسأل المستمعون عن الجواب الصحيح بين خيارات عدة. ومن الفقرات المتعددة، فقرة المكتبة الموسيقية نسمع فيها من مكتبة إذاعة أبوظبي لفقرات صوتية قديمة للمغفور له بإذن الله مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وأحاديث الشيخ زايد للإذاعة، بالإضافة إلى مناسبات تحدث فيها رئيس الدولة. كما فقرة «أبناؤنا في الخارج» ويتم الاتصال بهم أينما كانوا ويتواصل الدرعي معهم ويطلع على حياتهم في فترة الدراسة هذه الفقرة التي لا تتجاوز مدتها دقيقتان على الهواء، تأثر الدرعي بأحد الاتصالات فيها مع شاب وزوجته يقيمان في الخارج من أجل الدراسة ومن ثم العودة لخدمة بلادهما. ويقول الدرعي عن هذا الاتصال «من الاتصالات التي لا أنساها بما قالاه لنا وما عبّرا عنه كإماراتيين في الخارج». ويقول: «كما أن لهذه الفقرة خصوصيتها مع فارق التوقيت بين الإمارات والدول الأخرى، وأوجه تحية للشباب وخصوصاً المقيمين في أستراليا، نتصل بهم في الثالثة أو الرابعة فجراً». نوادر كثيرة وهناك فقرة اسمها «ناس ما ننساهم» ومنهم أشخاص كان لهم وجود فاعل في دولتنا، منهم من توفاه الله، ومنهم «مميزون في بلادي» لا يزالون أحياء شهوداً نستقي منهم العبر، وهم شخصيات دولية. وعن أهمية المسابقة من الناحية التثقيفية، يقول الدرعي: «أتوقع أن هناك من لا يعرف أشياء كثيرة في الإمارات على الرغم من أنه إماراتي وولد في بلده وتمضي الأيام ولا يقوم بالتعرف إلى بلاده». أما أكبر نسب التفاعل الذي رصده البرنامج من المستمعين فقد تحقق في برنامج «الرشا» خلال رمضان إذ وصل إلى 10 آلاف رسالة، وفي الأوقات العادية نصل إلى 3 آلاف رسالة. أما الاتصالات التي لم تتوقف ودفعت إلى تمديد وقت البرنامج لنحو ساعة وأكثر فهي حين خصصت الحلقة للتهنئة بعودة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى أرض الوطن سليماً معافى. أما عن النوادر التي تحصل فهي كثيرة، لأن المتصلين قد يقولون على الهواء كلمات غير متوقعة قد تكون طريفة وجميلة، وأحياناً قد تكون مربكة يعالجها الدرعي بأسلوب جدي وطريف في آن واحد وينهي الاتصال لو شعر أن ثمة تجاوزاً ما. عالم الإعلام وعلى الرغم من دراسته ذات المستوى الجامعي في المجال الإعلامي ومتابعته حالياً للماجستير في الإعلام في الشارقة، يقول الدرعي «لا أمان في الإعلام، اليوم أكون في هذا المكان، وغداً ربما لا أعرف أين سأكون. أليس ذلك صحيحاً؟..». ويضيف «شعرت بذلك وسرت في هذا الطريق، فأن أكون مذيعاً وأتمتع بصوت إذاعي فهذه موهبة من المواهب وليس بمقدوري اعتبارها مهنة. إن مهنتي الأساسية هي في الشرطة، أنا فخور بكوني موجوداً في القيادة العامة لشرطة أبوظبي وفخور بكوني واحداً من أفراد مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وكوني واحداً من عناصر الشرطة الموجودين في الإمارات سواء كنت في سلك شرطي أو غير شرطي. فأنا أفتخر بوجودي في شرطة أبوظبي». صوت في منازلكم ثمة صوت فقط، صوت المذيع وذكاؤه في جذب آذان المستمعين، والمؤثرات الصوتية التي يقررها المخرج، والمعلومات التي يريدون إيصالها. الإذاعة في الأساس ترفيهية، وغالبية المستمعين شباب وأطفال وهناك كبار في السن. ومن دون شك هناك صعوبة مع عدم توافر الصورة التي باتت الأكثر جذباً على الصعيد الإعلامي والتواصلي، لكنْ يبقى للإذاعة نكهتها الخاصة ورسالتها. ويقول الدرعي «مع أنني لا أرى المستمعين ولكنني أشعر بهم وخصوصاً حين يتصل طفل وتكون والدته أو والده إلى جانبه يتفاعلون مع البرنامج ومع طفلهم». التحصيل العلمي عن دعم الشرطة لأفرادها في مجال التحصيل العلمي، يقول الملازم أول حمدان الدرعي «إن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حريص باستمرار على دعم الكوادر الشرطية الموجودة وفي دعم المواهب على تنوعها، فأي موهبة تظهر تنال كل الدعم والتشجيع، وأنا واحد من بين العديد ممّن تلقوا الدعم من سموه. فالباب مفتوح في كل الاختصاصات، وفي كل المواهب الشرطية الموجودة، فالذين يتلقون الدعم من سموه يؤدون مهامهم المنوطة بهم في مختلف المجالات ويلقون الدعم في المقابل لمتابعة دراساتهم العليا أو في تنمية مواهبهم. تفتح الشرطة الباب للتعليم مع توفير نوع من الإجازات التي هي إجازة دراسية، كما أن هناك دعماً مادياً لمتابعة التحصيل العلمي العالي والمنح لا تقتصر على الدراسة في داخل الدولة وحسب، إنما أيضاً في الخارج لدراسة الدكتوراه والماجستير، وذلك في مختلف بلدان العالم، في أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وبلدان عربية، وذلك بحسب التخصصات». ويضيف «إن المنح الدراسية التي تمنحها الشرطة هي واحدة من أساليب الدعم للضباط والأفراد لتحفيزهم على التميز والإبداع بما يسهم في تطوير الخدمات الشرطية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©