الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمان خان سرور: أقمت مطعماً في الإمارات وجامعة في باكستان

زمان خان سرور: أقمت مطعماً في الإمارات وجامعة في باكستان
21 فبراير 2009 23:52
ثمانية وثلاثون عاماً مضت على مجيء زمان خان سرور من الباكستان، من بيشاور تحديداً، إلى الإمارات، ، حيث تبع خطوات والده فعمل سائقاً في شركة نفطية، كما عمل في جزيرة ''داس''، وفي عدة أماكن قبل أن يتخذ قراره ويفتتح مطعماً صغيراً أحسن إدارته، فاتسعت أعماله، ليؤسس مطعماً كبيراً، لم يلبث أن أوجد له فروعاً في إمارتي دبي وأبوظبي، التي بدأ منها مشواره وهو في العشرين من عمره · جادت عليه الظروف بلقاء لا ينساه أبداً مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فحمل إليه حينها، يرافقه سبعة أشخاص من باكستان، مائتي غرسة من شجر المانغو، امتد اللقاء من ربع ساعة مقررة إلى دعوة للغداء· يقول زمان:''إنه لقاء تاريخي بالنسبة لي، ولا يمكن أن أنساه يوماً· لقد قدمت الإمارات لباكستان الكثير، ونحن نشكر خيرها الذي نعيش فيه، وقد استمر مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· يتحدث زمان خان العربية بطلاقة تفوق طلاقة مواطنيه، وذلك لأنه أنشأ علاقات قوية مع الإماراتيين والعرب في الإمارات، وحافظ في الوقت عينه على علاقاته ببلده من خلال العائلة حيث هناك الأقارب ووالدته وشقيقاته في بيشاور، يُبقي على اتصاله المتواصل معهم، ويقول: ''لقد توفي الوالد، ولكن هناك والدتي التي أحادثها هاتفياً باستمرار كل يومين، وأطّلع منها على كل المستجدات فأشارك الأهل والأصدقاء وأهل منطقتي في أفراحهم وأتراحهم والمناسبات كافة، على الرغم من أن زياراتي لباكستان لا تستمر إلا لأربعة أيام كل ثلاثة أشهر، وفي الحد الأقصى أبقى لفترة أسبوع كامل''· يحب زمان أن يبقى في الإمارات حيث عاش شبابه وحقق طموحه وأنشأ روابط صداقة وعلاقات عمل واسعة، حتى بات معروفاً من الجالية الباكستانية يقصده كل من أراد مساعدة في مختلف المجالات، وهو يقول :''أقدم المساعدة التي يقدرني الله على تقديمها، والحمد لله هي نعمة أن أستطيع المساعدة''· وعن رغبته بالبقاء في الإمارات، يقول ممازحاً: ''لن أرحل إلا إذا طلبت مني الحكومة الرحيل''· وتتخطى العلاقة مع البلد الأم العلاقات الإنسانية العادية إلى مشاريع سعى زمان إلى إقامتها، حيث وُفِّق في تأسيس المستشفى الإبراهيمي الخيري في بيشاور، كما أسس داراً للأيتام تضم نحو 3 آلاف يتيم، ومنذ ثلاث سنوات أسس ''جامعة فاطمة الزهراء للبنات- تعليم وتربية'' ويشير إليها بأنها دار للعلوم تهدف إلى تعزيز التعليم في منطقته· وكان قد عرّفنا على زمان خان سرور، مواطن إماراتي فضّل عدم ذكر اسمه، وأشار إلى أن المساعدات التي يقدمها سرور تتخطى محيط بلده الجغرافي، فهو أخيراً قدم مساعدات للفلسطينيين من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ويسوؤه ما يجري في فلسطين ويتأثر كثيراً· وكان زمان خان سرور قد تطوع في الهلال الأحمر الإماراتي لمدة أربع سنوات· ويقول محدثنا: ''أحلم بأن أتمكن يوماً من زيارة بيت المقدس، والصلاة في المسجد الأقصى''· ويضيف:''لم تقدم الإمارات من خيرها وبركاتها لنا وحسب، إنما ساعدت بلدنا الباكستان في عدة مراحل صعبة· وعلى المستوى الشخصي، لم أجد إلا النفوس الطيبة المرحبة بالباكستانيين في الإمارات، لذا أعتبرها بلدي الثاني· لي الكثير من الأصدقاء الإماراتيين الذين تعدت علاقتي بهم الشكليات إذ نتبادل الزيارات ونتشارك في المناسبات، كما أن الإماراتيين لا يشعرون الإنسان بالغربة فكلنا أخوة في الإسلام''· ويتذكر البدايات في الإمارات، ويقول: ''بفضل خير الإمارات، تطور عملي وأتيحت لي الفرصة من سائق في شركة إلى حامل رخصة معدات ثقيلة إلى صاحب مطعم صغير شعبي فصاحب مطعم فاخر بعدة فروع وفندق للشقق المفروشة''· ويردف:''في الواقع، ليس بالوسع التعبير إلا أن هذه البلاد هي بلاد الخير والبركة، ولم يكن بوسعي مساعدة أهلي ومواطني في باكستان من دونها، وإلا كيف كنت سأنشئ المستشفى ودار الأيتام ودار العلوم للفتيات''· ويشدد على أن الكثير من الخير في باكستان مصدره الإمارات، وأنه يفتخر بكونه تزوج وربى عائلة مؤلفة من ستة أبناء وفتيات في الإمارات، يبقي على تواصلهم مع بلدهم الأم· ويتذكر لقاءه مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وكيف تم اختياره مع سبعة باكستانيين للقائه لفترة لا تتجاوز الربع ساعة كما هو معتمد في البروتوكول، وكيف تحولت الربع ساعة إلى ثلاث ساعات رسخت كل ثانية منها في ذهنه، وفي مكتبه صورة تذكارية تؤرخ لهذه الزيارة· ويخبر أن المغفور له الشيخ زايد سألهم ما يحتاجون إليه، فأجابوه بأنهم ممتنون لما قدمته لهم الإمارات من أمن وسلام وفرص عمل وافرة· وقال زمان خان سرور: ''كل ما ترينه من خير في باكستان يحمل بصماته الإماراتية بوضوح، فماذا نريد أكثر· وفي باكستان يقولون دائماً ''إنه خير بابا زايد، إذ يحترمونه كثيراً ويقدرون ما قام به وما قدمه من مساعدات في أحلك الظروف· وقد استمر الخير والبركة مع صاحب السمو الشيخ خليفة ''حفظه الله''''· وبالعودة إلى بيشاور، منطقة زمان، يخبرنا أن اللغات المحكية فيها هي الباشتو بشكل أساسي ثم الأوردو فالهندية بشكل قليل· ويتحدث عن طفولته وأصدقائه ومنهم متوكل خان الذي تسلّم إدارة المستشفى الخيري الذي أسسه الأول في بيشاور، فكان لنا حديث هاتفي معه· متوكل: صداقة قديمة جمعتني بزمان متوكل خان، من أصدقاء زمان خان سرور المقربين، وهو يدير حالياً ''المستشفى الإبراهيمي الخيري-بيشاور''، قال في حديث هاتفي:''إن زمان خان سرور إنسان جيد ومعطاء ويحب عمل الخير دائماً· وهذا لم يقتصر على كونه تطور في عمله، فهو ومنذ أيام الجامعة كان يقول لنا دائماً إنه لا يريد أن يجمع المال إلا كي يقدم المساعدة للمحتاجين، وهذا ما قام به حين وفّقه الله· فقد أسس المستشفى الخيري، وقال لنا بالحرف الواحد ''لا أريد روبية (العملة الباكستانية) واحدة· فهو غيور في حبّه للباكستانيين، والجميع يعرفه ويقصده للمساعدة لأنه لا يتأخر بتقديمها، فهو طالما قال إنه يريد العمل للآخرة وليس من أجل المال''· ويقول متوكل الذي عمل سابقاً في قطر في مجال التجارة، وكان يزور الإمارات باستمرار، إن الإمارات قدمت الكثير لباكستان، وقد دعم الأعمال الخيرة المغفور له الشيخ زايد ويكمل المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة· جمهورية باكستان الإسلامية تقع جنوب آسيا شمال غرب الهند، على حدود وسط آسيا والشرق الأوسط، وعاصمتها الفدرالية اسلام آباد· يحدها من الغرب أفغانستان وايران، الهند من الشرق، والصين من الشمال الشرقي· يفصلها عن طاجاكستان مضيق واخان، وكانت الباكستان جزءاً من الشرق الأوسط الكبير، ويطل ساحلها في الجنوب على بحر العرب والخليج وسلطنة عمان· تتألف باكستان من خمسة أقاليم أو ولايات ولكل منها عاصمتها، بلوشستان وعاصمتها مدينة كويتا، حيث يقيم البلوشيون والهزارة والمكرانيون، ولغتهم البلوشية أو البشتو؛ السند وسكانها يتكلمون بالأوردو، وهم مهاجرون من الهند؛ وبنجاب عاصمتها مدينة لاهور الشهيرة، ويسكنها البنجابيون والبوتوهاريون والسرائكيون، ومعظمهم مسلمون ،الباقي سيخيون، لغتهم الأساسية البنجابية أو السرائكية؛ إلى إقليم آزاد كشمير أو كشمير الحرة، وعاصمته مدينة مظفر آباد، ويقيم فيها الكشميريون والباكستانيون؛ فإقليم سرحد أو بخنونخوا، وطن البشتونيين والهندكوه والأفغانيين ويتكلمون بالبشتو أو الهندوكي أو الفارسي، والعاصمة بشاور· أما أكبر مدينة في باكستان فهي كاراتشي· كانت باكستان ويعني اسمها الأرض النقية أو الأرض الطاهرة، تابعة للهند وقد انفصلت عن الهند البريطانية على أساس ديني علي اعتبار أن الباكستان دولة المسلمين، والهند دولة الهندوس· تعرضت أرض باكستان عبر التاريخ لعدة احتلالات ومنها الآرية، الفارسية، اليونانية، العربية، التركية، الأفغانية، المنغولية، وآخرها البريطانية من 1858 إلى ·1947 وأعلنت كدولة مسلمة العام ،1956 ونتج عن حرب أهلية اندلعت فيها العام 1971 عن انفصال بنغلادش عن باكستان، وعرف تاريخ الباكستان بكونه انطبع بمراحل من النمو الاقتصادي، الحكم العسكري وعدم الاستقرار السياسي· تعتبر الباكستان وفق موسوعة ويكيبيديا على الانترنت الدولة السادسة عالمياً لجهة عدد السكان، والثانية من حيث عدد المسلمين فيها بعد إندونيسيا، وهي دولة نووية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©