وقّعت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وشركة “سيمنز” اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد تقضي بتأسيس شراكة بينهما.
وترسّخ “سيمنز” حضورها في مدينة “مصدر” من خلال إنشاء مقرها الإقليمي في المدينة وتأسيس مركز للامتياز في تكنولوجيا البناء، وغيرها من المبادرات التي تضم مركزاً لتطوير القيادات. وسيباشر مركز الامتياز نشاطه في مجال الأبحاث والتطوير في “مدينة مصدر” قبيل نهاية العام الجاري.
وستقوم “سيمنز” بتركيب شبكة طاقة مبتكرة إلى جانب أحدث التكنولوجيا في قطاع المباني والإنشاءات في المرحلة الأولى من “مدينة مصدر”، ما يوفر أحد الحلول المثالية للطاقة ومنصة حيّة للأبحاث والتطوير.
وتغطّي الشراكة أيضاً التعاون في مجال احتجاز الكربون وتخزينه وعمليات الأبحاث والتطوير في معهد “مصدر”.
وقال الدكتور سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” إن الشركة تركز دوماً على التعاون مع أكبر وأفضل شركات التكنولوجيا في جهودها الهادفة إلى بناء مدينة مصدر. وأضاف “بفضل توجيهات ودعم القيادة الحكيمة، تمكنا من إبرام هذه الاتفاقية مع شركة “سيمنز” المعروفة بابتكاراتها التكنولوجية المتطورة”.
وقال “نحن على ثقة من أن هذه الخطوة ستتيح لنا مواكبة أحدث الابتكارات واستثمارها بما يسهم في ضمان تحقيق رؤية مصدر”.
وزاد “فيما نعكف على تطوير المدينة كمركز للأبحاث والتطوير والتقنيات النظيفة، سنستمر في السعي لتسخير أحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا والهندسة من أجل إضفاء بعد جديد على مفهوم التنمية الحضرية المستدامة والمساهمة في تحويل أبوظبي إلى وجهة بارزة لتطوير التكنولوجيا وتصديرها”.
من جانبه، قال بيتر لوشر، الرئيس والمدير التنفيذي لـِ “سيمنز” إن مصدر رائدة في مجال مبادرات التكنولوجيا النظيفة، مشيرا إلى أن المشروع يعزز العلاقات المتينة التي تربط الشركة مع أبوظبي والإمارات بشكل عام.
وبحسب الاتفاق، ستقدّم “سيمنز” تكنولوجيا متكاملة لأتمتة المباني وستطوّر بشكل مشترك تطبيقات لشبكة الطاقة الذكية في المرحلة الأولى من “مدينة مصدر” والتي ستسهم في الحد من الهدر في استهلاك الطاقة في المدينة.
وستقوم هذه المنشأة للأبحاث والتطوير بجمع بيانات المستخدمين وردود أفعال المستهلكين لتحديد التصميم المثالي للمنتجات والآلية الأفضل لعملية الأتمتة بما يساعد المدينة على تحقيق أهدافها المتعلقة بفعالية الطاقة.
ويعمل حل الطاقة على دمج عدد من أنظمة إدارة المباني وربطها بشكل عمودي مع نظام متطور لإدارة توزيع الطاقة.
ومن خلال جمع عدد من المباني والمستهلكين من مختلف الفئات، بما فيها السكن والتجارة والتعليم، ضمن نظام لإدارة المباني وفق “مناطق”، ستتمكن “مصدر” و”سيمنز” من تتبع استهلاك الطاقة والتأثير فيه بطرق مبتكرة.
ومن خلال ربط نظام إدارة المباني وفق “المناطق” مع النظام المتطور لإدارة التوزيع، يصبح بالإمكان تطبيق استجابة متكاملة على الطلب من المنشأة مباشرةً للمستهلكين .
وإضافة إلى ذلك، ستتعاون “سيمنز” مع “مصدر” و”معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” لتعزيز الجوانب التقنية والاقتصادية لتكنولوجيا “احتجاز الكربون وتخزينه” الصديقة للبيئة.
وتعمل تكنولوجيا “احتجاز الكربون وتخزينه” على التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصادر مثل محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري وتمنع إطلاقها إلى الجو من خلال استخدام الكربون المحتجز في تعزيز استخراج النفط أو تخزّينه في هياكل جيولوجية مثل مكامن النفط في باطن الكرة الأرضية.
وتعد جوانب الأبحاث والتطوير التي ستنشأ من الشراكة مع “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” أكبر استثمار عالمي من نوعه تقوم به “سيمنز” مع مؤسسة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا.
ويشمل التعاون برنامج أبحاث وتطوير طويل الأمد لشبكات الطاقة الذكية، والمباني الذكية، واحتجاز الكربون وتخزينه، كما سيتجلّى ذلك من خلال الدعم والمنح الدراسية والبرامج التعليمية التي ستساهم في تطوير اقتصاد المعرفة في الإمارات العربية المتحدة.
وستعتمد منشآت المقر الإقليمي الجديد لشركة “سيمنز” في مدينة مصدر أحدث تطبيقات الطاقة الفعّالة التي تطوّرها الشركة، وعند الانتهاء من بنائها ستضم طاقم عمل مؤلّفا من حوالي ألفي موظّف من الخبراء.
وتعتزم الشركة استخدام مساحة تبلغ 18 ألف متر مربّع يمكن توسيعها إلى 25 ألف متر مربّع على المدى الطويل.
وفي المرحلة الأولى، ستستأجر “سيمنز” مساحة 12 ألف متر مربّع من المتوقّع أن تنتهي من تطويرها في الربع الأول من عام 2013.
وستحوي المنشآت مراكز مؤسسية مهمة مثل مركز الامتياز للمباني الذكية ومركز مؤتمرات وتطوير القيادات لاستخدامات العملاء والشركة. وفي هذا السياق، قال الجابر “يعد حضور سيمنز إضافة قيّمة لمجتمع مدينة مصدر الذي يضم قادة القطاع المهتمّين بتطوير التكنولوجيا المتقدّمة والهندسة المستدامة والطاقة عالية الكفاءة”.
عدد اليوم
