الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمية السويدي تستبدل الريشة بـ «الفأرة» ورائحة الألوان بالنقر على لوحة المفاتيح

سمية السويدي تستبدل الريشة بـ «الفأرة» ورائحة الألوان بالنقر على لوحة المفاتيح
23 يوليو 2011 19:34
لوحة ملونة يغازلها خيال وظل نقشت عليها أنامل الفنانة سمية السويدي التي أبدعت في الفن التشكيلي، فمزجت اللون بالفكرة لتتمخض عن لوحات تحاكي النفس، كل من يقف أمام لوحاتها يجد أنها تحمل موهبة واضحة تتجسد فيها تجليات وضوح من حيث تقنية استخدام الرسم الرقمي، وهذا عمل جديد يضاف إلى تجربتها الفنية المتميزة. تحرص سمية السويدي دائما على الابتكار في أعمالها التشكيلية، حيث تجد أن الفن هو شيء من الخيال والأفكار الهاربة من هنا وهناك، والتي تبحث لنفسها عن موقع أو وطن لتسكن فيه. والسويدي فنانة تشكيلية تجد أن المرأة مخلوق شفاف وذي إحساس مرهف. وتقول “غالبا ما تكون المرأة التشكيلية كتلة من المشاعر والأحاسيس، قد يراها الآخرون صفحة بيضاء لا تعرف كيف تخرج ما بداخلها من أحاسيس لكنها تترجمها إلى أفكار على لوحة كانت صامتة”. مشاعر فنان كل فنان يمر بتجربة أو مشاعر تدفعه للرسم، فالسويدي عندما تشعر بالضيق والألم تعبر عن ذلك في لوحاتها. إلى ذلك، تقول “عندما أشعر بالضيق والألم أجد نفسي لا شعوريا أعبر عن مشاعري في لوحات سريالية من واقع خيالي، ومن عالم أريد أن أعيش فيه بعيدا عن الواقع ومشاكل وهموم الدنيا”. وتواصل “لكن أحيانا أخرى أجد نفسي أرسم لوحات معبرة عن الفرح والسعادة ومواقف جميلة أريدها أن تكون خالدة في ذكرياتي، فلوحاتي الفنية تعبر عن أحاسيس ومشاعر حقيقية قد يكون الجميع مر بها”. وتقف السويدي إلى جانب لوحة من لوحاتها، قائلة “أعتقد أن الفنان قبل أن يبدأ بالشروع في رسم اللوحة غالبا ما يلقي نظرة شاملة إليها ثم يعطي لعينه فتحة صغيرة ليصدر منها الشعاع فتتشكل على اللوحة جميع العناصر المراد رسمها، وهذا الشعاع يكاد أن يكون غير مرئي بحيث لا تراه إلا الريشة التي تبدأ بالتأثير لتبدو كالنحلة تأخذ من هذا اللون وتعطي لذاك وهكذا حتى تكتمل اللوحة”. وتوضح “أميل إلى رسم اللوحات السريالية لأنها من وجهه نظري تعبر عن عالم لا وجود له، إضافة إلى أن من يميل لهذا الفن لديه خيال واسع ودقة وبراعة التنفيذ. فأي فنان في الوقت الحالي يمكنه أن يرسم لوحات واقعية أو تجريدية، ولكن من الصعب رسم شيء من الخيال”. وتضيف “وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام”، مشيرة إلى أن السيريالية تخلصت من مبادئ الرسم التقليدية في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية، إذ أنها تعتمد على اللاشعور. كما أن السريالية اهتمت بالمضمون وليس الشكل وهذا ما يبدو جليا في كل من يميل إلى الاعتماد على هذا الاتجاه فمعظم اللوحات تبدو غامضة ومعقدة. حركة معاصرة حول مبادئ الرسم الرقمي، تضيف السويدي “الرسم الرقمي أو الحركة الفنية التشكيلية الرقمية يستخدم فيه الكمبيوتر كأداة للرسم حيث يعتبر نقلة معاصرة للفن الحديث، فقد استبدلت الريشة بالفأرة واللوح الرقمي، واتخذت الشاشة بديلاً عن اللوحة واستخدمت الألوان الرقمية عِوضا عن الألوان التقليدية”. وتضيف “انتقل العديد من روّاد ومبدعي الفن التقليدي في العالم إلى الرسم الرقمي بالرغم من أنه قد يكون أصعَب من الرسم التقليدي، وذلك لأنّهم استطاعوا أن يرسموا أشكالا لا نهائية من اللوحات الفنية، والتي تتحد فيه الرؤية الفنية والخيال بالقدرات التقنية العالية للكمبيوتر ليُحققا معاً شطحات فنية في العمل التشكيلي لم تكن لتتحقق بدون توافر هذه التكنولوجيا لذلك برزت العديد من اللوحات الرائعة الجمال الصادرة عن أنامل رسّامين مبدعين لا تتجاوز حقيقة وجودها بالكمبيوتر سوى سلسلة من الأرقام ومواد مغنطيسية مجهرية”. وتتابع السويدي “في عالمي التشكيلي الرقمي ليست هناك حواجز لأنني غالبا ابدأ لوحاتي بصورة شخص أو مكان أو شيء يرمز لموضوع معين، وهذه هي نقطة البداية في كل لوحاتي، ولكن قبل كل هذا، فكرة اللوحة ارسمها بشكل بسيط على ورقة بيضاء ومن ثم تبدأ الرحلة الثانية عبر الرسم الرقمي. وتوضح “منذ بدايتي أعتمد على تجربة فن “الرسم الرقمي”، فقـد أضافت لي الكثير والكثير من الإبداع والتميز، ومن خلال ذلك اسـتطعت المشاركة في العديد من المعـارض الداخـلية، حيث حظيت لوحاتي بإعجاب الحضور وخاصة من يميل إلى هذا الجانب التشكيلي الرقمي”. «وقفة الموديل» عن آخر أعمالها، تقول السويدي “شاركت في معرض للفن التشكيلي الجماعي لنخبة من الفنانين الإماراتيين البارزين، وكان هذا بتنظيم من مهرجان أبوظبي بالتعاون مع شركة مبادلة للتنمية، وكان ذلك بمبنى المعمورة بأبوظبي واستمر لمدة أسبوعين، ويهدف المعرض إلى تعزيز ثقافة التذوق الفني، وتقدير الإبداع لدى موظفي شركة مبادلة ومجتمع أبوظبي عموماً، والتعريف بأهم الفنانين الرواد في مشهد الفن التشكيلي الذين تعكس أعمالهم المعروضة المنجز الفني المتميز والأكثر ابتكاراً لرواد الفن التشكيلي الإماراتي المعاصر، بما ينسجم مع رسالة ورؤية مهرجان أبوظبي في الارتقاء بوعي المجتمع بأهمية الفنون وتحفيز الإلهام وتشجيع التعبير الفني لدى جميع شرائح المجتمع”. وحول اللوحة التي شاركت بها في المعرض، تقول “قدمت لوحة بعنوان “وقفة الموديل” وهي تمثل امرأة تمد جذورها في الأرض، وكل من يرى لوحاتي سيجد المرأة في كل أعمالي. والسبب أنها تعبر عن نفسي كمذكرات أكثر ما تكون لوحات فنية فهي تنقل كل أحاسيسي ومشاعري اليومية من فرح وحزن وسعادة وتعاسة”. وتضيف “ضم المعرض 26 لوحة فنية لوحة جسدت من خلالها مواقف مررت بها في العامين الماضيين”. وتواصل “بعدها شعرت بحالة امتلاء، وأنني لا بد أن أتوقف لأنني لن أقدم جديداً، لافتة إلى أن المعرض قائم على فكرة رئيسة هي البورتريه، والتعبير من خلاله عن مواقف مرت بها، وبالطبع كانت المرأة هي الأنسب لتكون موضوعاً للأعمال باعتبارها الأكثر قدرة على التعبير، وهي مصدر الجمال والتألق في الحياة. جائزة «لوفيستال» عن الجائزة التي تعتز بها، تقول سمية السويدي “حصولي على جائزة أفضل موهبة جديدة في مجلة “لوفيستال” للمرأة العربية 2011 هو إنجاز بحد ذاته حيث تهتم هذه المجلة بكافة مجالات الفن والأعمال والأزياء والأعمال الخيرية. ولي الشرف أن أكون ضمن النساء المتميزات في أبوظبي وخاصة في مجال الرسم الرقمي”. بعض مشاركات سمية ? شاركت في معرض الفن التشكيلي الجماعي بأبوظبي 2011 ? شاركت في بازار رمضان الفني 2010 ? شاركت في معرض “غير تقليدي” بأبوظبي 2011 معارض فنية الكثير من الفنانين التشكيلين يميلون إلى إقامة المعارض، في هذا السياق، تقول سمية السويدي “المشاركة في المعارض الفنية فرصة ثمينة للفنان التشكيلي فمن خلال أعماله الفنية يستطيع إبراز مواهبة وإبداعاته، حيث إن المعارض تعمل على زيادة الثقة بالنفس لصاحب العمل الفني وتأكيد لشخصيته مع بث روح التنافس بين العارضين، إلى جانب إطلاع المشاهد على مختلف الاتجاهات الفنية ومجالات الإبداع والابتكار مع تنمية النواحي الذوقية والقدرة على تحليل ونقد العمل الفني لدى رواد المعرض”. وحول أيهما تفضل المعارض الجماعية أم الفردية. تقول “أميل إلى المعارض الفردية إن كانت متعلقة بلوحاتي، لأنه من خلال ذلك أستطيع أن أعرف تقيم الجمهور للوحاتي، ويعطي فرصة كبيرة للمتلقي أن يتمعن ويلاحظ ويدقق في كل لوحاتي الفنية الرقمية التي أخذت الكثير من وقتي وجهدي لتظهر بالشكل النهائي”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©