بيروت- وكالات الانباء: ما ان دخل قرار وقف اطلاق النار حيز التنفيذ صباح امس حتى غصت طرقات جنوب لبنان الرئيسية، رغم صعوبة السير عليها من جراء اضرار القصف الاسرائيلي، بقوافل النازحين في طريقهم الى قراهم اما لعودة فعلية او لمجرد تفقد الاضرار·
وعلى مقربة من ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله الذي دمرت الغارات الاسرائيلية احياء بكاملها فيه، وسوتها بالارض انتشر شباب من انصار حزب الله يوزعون صور السيد حسن نصر الله وقصاصات ورق تحذر العائدين من قنابل موقوتة او اجسام مشبوهة خلفها الجيش الاسرائيلي·
وفي صور المعزولة عن سائر المناطق منذ اسبوع قال مراسل فرانس برس ان الناس تجمعوا على ابواب الملاجئ البعض يريد العودة فورا الى قراه، فبدأ نقل اغراضه الشخصية من المدارس او المساجد التي حط فيها هربا من القصف الاسرائيلي المدمر الذي اندلع في 12 يوليو الماضي ·
ويقول حسين ابو زيد (38 عاما) وقد انهمك في نقل امتعة عائلته والفرش من المدرسة الجعفرية في صور الى سيارته ''دمر منزلي ومنزل شقيقي والمحل الذي كنا نعتاش منه في الرمادية''· ويضيف وهو يطلب من زوجته واولاده الثلاثة الصعود الى السيارة ''مع ذلك اعود لانصب خيمة ولن انزح مجددا عن ارضي مهما كان الثمن''·
وينتظر البعض دعوة صريحة من السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ليعود الى القرى التي نزح اهلها ، وتقف رلى بيضون (38 عاما) مع اولادها الثمانية حائرة على الرصيف· وتقول ''لا نصدق اسرائيل فهي غدارة· ننتظر السيد (حسن) ليقول لنا ان نعود''· وفي صيدا جلس عماد ابراهيم وحيدا في سيارته ينتظر حلول الهدنة قبل أن ينطلق الى قريته الدوير·
ويقول هذا المهندس وهو يشير بيده الى زوجته وولديه يقفون على شرفة منزل قريب ''تركت زوجتي واولادي· انا ذاهب لاتفقد الوضع· اذا بقي كل شيء على ما يرام سأعود لآخذهم''·
وقد غصت طرقات جنوب لبنان بقوافل العائدين وازدحمت بصفوف السيارات تتقدم على طريق مليئة بحفر القذائف الاسرائيلية وبجسور دمرها القصف الاسرائيلي ·
ويقول رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني ''ارسلنا 12 جرافة لتسوية مداخل صور وعملنا على ردم الجزء المنهار من جسر القاسمية (شمال صور) بالتراب فيما تقوم جرافات تابعة للجيش اللبناني باصلاح جسر الزهراني جنوب صيدا''·
وفي قرية حاصبيا الدرزية في القطاع الشرقي لجنوب لبنان انشغل المقيمون في مدرستها الرسمية باعداد العدة للعودة الى قراهم في منطقة العرقوب الحدودية·وبعد ساعة واحدة على دخول وقف الاعمال الحربية حيز التنفيذ انطلقت قافلة تضم 18 سيارة الى كفرشوبا واخرى من 10 سيارات الى الهبارية وابل السقي المجاورتين·
ويقول محمد حسين قصب (60 عاما) وقربه زوجته واولاده الثمانية ''يكفينا تهجيرا· هنا لا تموين ولا كهرباء· بيوتنا ليست متضررة جدا· ندبر انفسنا بسهولة في غرفة واحدة''·
وتنقل شاشات التلفزة صورا لالوف السيارات العائدة ويتكدس في بعضها النساء والاطفال رافعين شارة النصر وصورا للسيد حسن نصر الله· وبعد ساعة من دخول قرار وقف اطلاق النار حيز التطبيق كان الطيران الاسرائيلي لا يزال يحلق على ارتفاع شاهق خصوصا فوق منطقة اقليم التفاح الجبلية وفي اجواء منطقة بعلبك ·
وقال عادل عباس من قرية قرب صور لرويترز ''أنا ذاهب لأتأكد أن منزلي بخير· إذا ما التزمت اسرائيل بكلمتها وواصلت الالتزام بوقف إطلاق النار سآخذ أسرتي ونعود''· وقامت الجرافات بسد الفجوات لتمهيد الطريق امام السيارات· لكن الجيش الاسرائيلي قال إنه سيواصل حظر الحركة المرورية غير المصرح بها في جنوب لبنان لمنع تحركات مسلحي حزب الله·وقال متحدث باسم اسرائيل إن أي أحد يتواجد في الطريق يغامر بالتعرض لهجمات القوات الاسرائيلية· وقالت مصادر أمنية إن ذخيرة لم تنفجر أصابت عدة أشخاص خرجوا من منازلهم في القرى التي تعرضت للقصف· وحثت القنوات التلفزيونية المحلية السكان على الابتعاد عن أي أجسام مجهولة الهوية·
وعمت الفرحة النازحين· وقال البعض إنهم يرغبون فقط التأكد من سلامة متعلقاتهم ثم يعودون إلى الشمال في حين قال آخرون إنهم سيعودون ويبقون في منازلهم إلى الأبد· وأطلق الكثير من الركاب أبواق سياراتهم وأشاروا بعلامة النصر·وقالت امرأة وهي تشير بعلامة النصر ''منذ اليوم الأول قالت لنا المقاومة (حزب الله) إنها ستعيد لنا منازلنا وقد صدق وعدها''· ووجهت الشكر لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله·
وفي أحد الطرق الذي يبعد 20 كيلو مترا إلى الشرق من صور تكثر الفجوات التي يبلغ اتساع كل منها سبعة أو ثمانية أمتار بسبب القصف الاسرائيلي مما حال دون استمرار السيارات في رحلتها·
وقال علي بلحس الذي كان يتجه إلى قريته قرب بلدة قانا ''الحمد الله أن العدوان توقف''·
واضاف ''كشف هذا الديمقراطية الزائفة لإسرائيل والولايات المتحدة لأنهما هدما المنازل فوق رؤوس المدنيين· ولكن بالرغم من كل ذلك الدمار ما زلنا ندعم المقاومة'
عدد اليوم
