حسني مجاهد يترجم ولعه بأساطير التاريخ إلى رسوم كرتونية

لكبيرة التونسي (أبوظبي) - ولع حسني مجاهد بالشخصيات التاريخية منذ نعومة أظافره، ونهل من فيض الكتب التي تؤرخ لهذه الشخصيات، كما قرأ عن الشخصيات الإماراتية، فرأى أن يحمل رسائلها للعالم على شكل رسوم كرتونية، حيث صمم 40 شخصية كرتونية تاريخية، و10 شخصيات إماراتية، وترشح للدخول لموسوعة “جينس” للأرقام القياسية لتصميمه أكبر عدد من الرسوم التاريخية. عبر ودروس عن هذه الشخصيات التاريخية، يقول الدكتور حسني مجاهد، الحاصل على دكتوراه في الرسوم المتحركة “رسمت 40 شخصية كرتونية تاريخية، وقمت بتسجيل 28 منها لتأمين حق ملكيتها، وكان ذلك سنة 2008، كما رسمت 10 شخصيات من المجتمع الإماراتي، سجلتها، ويلزمني استكمال الإجراءات فقط لتنسب لي ملكيتها”. وعن أهم الشخصيات التي صممها مجاهد، يقول “صممت شخصية القعقاع بن عمرو، وهو المقاتل الذي قال عنه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه “لا يهزم جيش به قعقاع”، وكان صوته في المعركة بألف رجل، كما صممت شخصية “بيدبا” وهو إحدى الشخصيات الحكيمة في قصص “كليلة ودمنة”، ورأيت أن أصمم هذه الشخصية، كون زمننا مليء بالفتن، ونحن نحتاج أن نستلهم الحكم منه”. ويضيف “هناك أيضاً شخصية عقبة بن نافع، الذي وصلت فتوحاته إلى المحيط الأطلسي، وقال مقولته الشهيرة “لو كانت هناك أرض بعد هذه الأرض لجاهدت فيها لأنشر دين الله”، وصممت أيضاً شخصية كسرا يذدجرد، وهو آخر ملوك الفرس وحُطم ملكه على يد الفاتحين المسلمين، وصممت شخصية ألكسندر الأكبر، وشخصية ربعي بن عامر، المعروف بمقولته المشهورة عندما تحدث مع قائد الفرس، وقال له “لقد ابتعثنا الله لنخرج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد”. ويضيف مجاهد أنه صمم العديد من الشخصيات التاريخية التي يحاول أن يؤرخها في مطبوعات يستلهم منها الصغار العبرة والقدوة، ويزيد “صممت أيضاً من الشخصيات المؤثرة شخصية “رستم”، الذي كان يؤمن بالنجوم، وهناك أيضاً الكثير من الشخصيات الاعتبارية التي عملت على تصميمها ومنها “دبشة” وهي شخصية تأتي من قلب التاريخ لتمثل القوة الغاشمة مع العقل وكأنها تعكس حالة الديناصورات، أما “ريشة” فهو صديقه ضعيف الجسد واسع الحيلة، والدهاء. عشق التاريخ عن تصميمه لبعض شخصيات المجتمع الإماراتي وهم 10 شخصيات، يقول مجاهد “صممت “أبو راشد” وهي شخصية تعيش في الفريج، وتمتلك من الحكمة الكثير، بحيث ترى الحاضر بعيون الماضي، من تقاليد وعادات وقيم، وهناك شخصية “حمدان” الطفل الذي يبحث في دولة الإمارات عن مجد الأجداد وسيرة أسد البحار “بن ماجد”، وصممت أيضاً شخصية “عارف” الذي يعشق الكمبيوتر ويسافر في عوالمه لكي يحصل على المعرفة. ويذكر مجاهد أنه عاشق لقراءة التاريخ منذ صغر سنه، ويضيف “أقرأ كثيراً للكاتب خالد محمد خالد، وقرأت أيضاً النهاية والبداية لابن كثير، وحياة الصحابة والتابعين و”الرحيق المختوم” والذي يلقي الضوء على حياة الصحابة رضوان الله عليهم، كما تأثرت بالمسلسلات الدينية، مثل “على هامش السيرة”، وكل هذه الشخصيات أراها أساطير تمشي على الأرض، لذلك قررت أن أراهن على المستقبل من خلال أولادنا فيرى الصغار في هؤلاء الأبطال قدوة حقيقية”. ويشير إلى أن هذه الشخصيات التاريخية الكرتونية ستتبلور على أرض الواقع من خلال مطبوعات ستصدر قريباً، وهي من إصدار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وهو كتاب تحت الطبع بعنوان “سحر الكرتون العربي”، وكتاب آخر تحت عنوان “عندما نرسم التاريخ”. وعن طريقة ترشيح أعماله لموسوعة “جينس”، يقول مجاهد “كان ذلك من خلال دخولي على الموقع الرسمي للموسوعة، حيث تواصلت مع مسؤولين فيها، رحبوا بالفكرة، معتبرين أن الشخصيات التاريخية غير معروفة بالنسبة للكثير ويلزمها اطلاع ومعرفة، فأجبت بأن الموسوعة تشمل الأرقام، وترحب أيضاً بالأفكار الجيدة، وهي ليست حصراً على أكبر طبق، إنما هي أيضاً أكبر عدد من الأشياء الأخرى، وهكذا اقتنعوا بالفكرة، وأعجبوا بها كثيراً”، ويوضح مجاهد أنه يمتك حصيلة جيدة من الكتابات القصصية الموجهة للأطفال، بحيث يتعامل منذ قرابة 9 سنوات مع “والت ديزني”، لافتاً إلى أنه كتب لـ”والت ديزني” قصة “علاء الدين”، وكتابات أخرى ترجمت إلى اللغة العربية.