عادة ما يعني انتقال الأشخاص إلى دور العجزة نهاية لأحلامهم بالسفر والعطل في الخارج، إلا أن مشروعاً جديداً على وسائل التواصل الاجتماعي في سلوفينيا يسعى لإثبات العكس. فلم تتردد يوزيكا كوتسيرا، البالغة 77 سنة، طويلاً عندما جاءت الفرصة في تبادل مسكنها، فقررت سريعاً الذهاب إلى إسبانيا، وقالت: «لا أخاف أبداً.. أتساءل كيف يعيش الأشخاص المسنون هناك»، وفق ما تروي لوكالة فرانس برس.
وقد غادرت هذه الأرملة السلوفينية نزلها في دار العجزة في توبولسيكا في شمال البلاد لقضاء أسبوع في دار مماثلة في ماتارو على الساحل الإسباني قرب برشلونة، في نزل ميكويل ريباس البالغ 82 عاماً، والذي سيمضي هذه المدة في مكان إقامتها الحالي في دار العجزة السلوفيني.
وهذا التبادل قائم بفضل مبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «لينكد ايج» الذي أنشئ قبل عام في هذا البلد الصغير العضو في منطقة اليورو.
ودفعت كوتسيرا 60 يورو (80 دولاراً) ثمناً لتسجيل اسمها في الموقع ولبطاقة السفر ذهاباً وإياباً.
لكنها لم تدفع مقابل أي شيء آخر، من السكن والعناية الطبية والطعام والترفيه.
ويعتبر هذا التبادل الدولي الأول من نوعه الذي يجري عن طريق موقع «لينكد ايج» الذي طور منصة إلكترونية تربط دور عجزة من نوعية متشابهة في أوروبا والعالم، للسماح لنزلاء هذه الدور بتبادل مساكنهم لفترات وجيزة.
وحصلت هذه المنصة الإلكترونية التي طورتها شركة «سوسينت» لتكنولوجيا المعلوماتية، على جائزة أفضل فكرة لشركة سنة 2013 في سلوفينيا، كما حصلت على دعم أكبر منظمة أوروبية لدور العجزة.
وجاءت الفكرة بعد دراسة لمنظمة التنمية والتعاون في المجال الاقتصادي أظهرت أن ما يصل إلى 35 % من قدرات دور العجزة غير مستخدمة، وأن 40 % من السكان الأوروبيين سيكون عمرهم فوق الـ65 عاماً بحلول 2060، على ما أوضح توماز لورنزاتي أحد مؤسسي «سوسينت».
ويضيف: «تبادل أماكن الإقامة يمثل جانباً من المشروع الذي يسعى أيضاً لتطوير إمكانية استئجار الأشخاص المسنين لمساكن شاغرة في دور العجزة». وبحسب ديانا غاليازيفيتش، المسؤولة عن مشروع «لينكد ايج»، فإن أكثر من مئة مؤسسة في 12 بلداً، بينها إندونسيا والهند والمكسيك، انضمت إلى المشروع.
(ليوبليانا - ا ف ب)
عدد اليوم
