الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أشباه الموصلات 2» يؤسس لجيل إماراتي قادر على الابتكار

«أشباه الموصلات 2» يؤسس لجيل إماراتي قادر على الابتكار
23 يوليو 2011 19:39
يشارك في الدورة الثانية لمعسكر “صيف أشباه الموصلات” طلبة الصف الثامن والتاسع والعاشر من مدارس أبوظبي وبعض الإمارات الأخرى، ويهدف المعسكر الصيفي الثاني إلى تدريب الطاقات الشابة إماراتية ليتقلدوا مناصب مهمة في مجال الصناعات الإلكترونية، ويدخل ذلك ضمن تجهيز نخبة من علماء المستقبل لتشغيل مصنع تعتزم شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة تجهيزه خلال 2015، (أبوظبي) - ارتفع عدد المشاركين في معسكر صيف أشباه الموصلات الذي تنظمه أكاديمية الأطفال المبدعين تحت رعاية شركة استثمار التكنولوجيا المتطور “أتيك” على مدى 4 أسابيع،من 24 طالبا إماراتيا في الدورة الأولى إلى 164 طالبا وطالبة في الدورة الثانية التي تشهد تخصصا أكبر، حيث سيخوض الطلبة المنتسبون تجارب معمقة، ويتلقون تدريبات علمية مركزة، على أيادي مدربين مهرة. وتقتصر الدورة على تخصص واحد، بهدف تعميق المعرفة، والخروج بنتيجة جيدة في إطار الإلكترونيات الدقيقة وبرمجة الروبوتات، وذلك ضمن الدورة الثانية لمعسكر “صيف أشباه الموصلات”. أهداف المعسكر عن الهدف من المعسكر الصيفي “أشباه الموصلات”، الذي يقام في مدرسة “جليلنج”، حيث تواصل تقديم الدعم للبرامج العلمية المتخصصة، وتقدم التسهيلات من مختبرات الكمبيوتر والمرافق الرياضية المجهزة بمعايير السلامة العالمية، تقول سمية أندي، المدير العام لأكاديمية الأطفال المبدعين إن المعسكر يهدف إلى تعريف الطلبة الإماراتيين الذين يشكلون قادة وعلماء المستقبل بأشباه الموصلات واستخدامها وكيفية عملها، والشركات التي تعمل على تصنيع الرقائق الإلكترونية من خلال التدريب العملي على مختلف الأنشطة التي من شأنها إعدادهم للتعامل مع الإلكترونيات الدقيقة، ?بالإضافة إلى توظيف المفاهيم والنظريات العلمية التي درسوها في المرحلة الإعدادية والثانوية، وتعميقها ليتسنى لهم تطبيقها عملياً. وتضيف أن هذه الدورات تعمل على صقل شخصيات الطلبة، وتجهيزهم للتعامل مع الجنس الآخر ضمن مظلة العادات والتقاليد الإسلامية والعربية، والتركيز على الإنتاج لتحقيق الهدف من البرنامج، وستعمل أيضا على زيادة الوعي لديهم بضرورة تأهيل الكوادر الإماراتية، وإتاحة المجال لديهم للتعرف على التخصصات الجامعية العلمية من تخصصات الهندسة والعلوم وغيرها، مع تثقيفهم بحاجة الدولة للموارد البشرية المحلية لسد حاجة الكوادر المطلوبة في قطاعات الصناعة، مشيرة إلى أن الدورة ستعمل على توجيه عقول الشباب للاندماج برؤية حكومة أبوظبي، ليكونوا رواد تحول إمارة أبوظبي من مستهلك للتكنولوجيا إلى مطور ومصنع لها، مع إتاحة الفرص للمشاركين والمشاركات للتعرف على أكبر عدد ممكن من الزملاء من مختلف المدارس الخاصة والحكومية، وتدريبهم على العمل التعاوني والعمل المبني على العمل الجماعي. شروط الانضمام عن شروط الالتحاق بمعسكر “أشباه الموصلات”، تقول أندي “يشترط في الطلبة المتقدمين للمشاركة في هذه الدورة التي تصل مدتها إلى أربعة أسابيع أن يكونوا إماراتيين، وأن تكون معدلهم التراكمي يفوق 80%، وأن تكون نسبة المواد التعليمية تفوق 85%، وأن يتقدموا برسالة توصية من معلمي العلوم والرياضيات، وأن يقوموا بتعبئة طلب الانتساب للبرنامج ، وأن يتجاوزوا مرحلة التقييم، حيث تعقد لجان تقييم جلسات ذات معايير محددة وآلية موضوعة مسبقاً يتم فيها الكشف عن مهارات المشاركين وطرقهم الإبداعية في حل المشكلة، حيث يتم تزويد الطلبة بأدوات تقيس مستوى الذكاء والتفكير الناقد الإبداعي لديهم لينتقلوا إلى المرحلة الثانية، التي يتم فيها قياس قدرتهم على التواصل مع الآخرين والمهارات القيادية الأخرى كمستوى الإلقاء والعمل ضمن فريق واحد والتعاون والسلوك، و?في المرحلة اللاحقة يتم اختيار الطلبة الذين أجتازوا مرحلة التقييم، وكان عددهم 164 طالباً وطالبة. وتوضح أن الأكاديمية قامت بزيارات متعددة لمختلف المدارس الخاصة والعامة، للتعريف بالبرنامج، كما تشير إلى أنه تم إشراك أولياء الأمور في هذا الحدث لتقريبهم من الوضع الذي سيسير عليه التدريب، في مدرسة “جليننج” في أبوظبي، لافتة إلى أن مبنى المدرسة بيئة جيدة جدا لتلقي هذه الدورة العلمية المتخصصة، من حيث المختبرات والتجهيزات، بالإضافة إلى الكافتيريا، التي توفر الأكل الصحي، حيث يتبع الطلبة المنخرطون في البرنامج نظاما غذائيا ورياضيا في رحاب المدرسة. وإلى جانب امتلاك الخبرات الحياتية والمهارات اليدوية والفكرية، فإن البرنامج يشكل إضافة كبيرة للطلبة، وعن ذلك، تقول أندي إن “الثمار التي يجنيها الطلبة خلال هذا البرنامج، هي تقدير الذات، ورفع مستوى التقدير العميق بالانتماء الوطني، والتمسك بالهوية الوطنية، وفتح نافذة أمام المشاركين لأخذ جولة في عقول الآخرين”. برامج مختلفة يقسم الطلبة إلى أربع مجموعات، تضم إناثا وذكورا، يخوضون تجارب، ويتلقون برامج تعليمية معمقة لخوض الحياة العملية بكل جرأة وثقة في النفس مستقبلا، في هذا الصدد، تقول أندي “?يتم تقسيم المشاركين والمشاركات ضمن برامج متعددة منها: برنامج علماء المستقبل “الفئة الأولى”، حيث ?يتم توزيع 20 طالبا وطالبة في هذا البرنامج ليتسنى لهم تصميم سيارات وتطبيقات تعمل بالطاقة الشمسية، إذ يتسلم الطلبة قطعا بلاستيكية يعملون على إعادة تشكيلها ضمن مراحل تبدأ بتقطيعها يدوياً باستخدام أدوات ومعدات آمنة. وتضيف “نستثمر من خلال هذا البرنامج في زيادة الوعي لديهم لاستخدام الطاقة الشمسية والطاقة البديلة، ونستضيف ممثلين من شركة “مصدر” لعرض التطبيقات العملية، واستخدام هذا النوع من الطاقة”. وتتابع “البرنامج الثاني هو برنامج علماء المستقبل “الفئة الثانية”، إذ ?يقوم الطلبة في هذا البرنامج باستخدام معدات وأدوات يتدربون عليها لتصميم مشروع المدينة الشمسية، وذلك بتصميم مشاريع تجسد رؤى المشاركين لاستخدام الطاقة الشمسية وتطبيقاتها العملية في الحياة الواقعية على هيئة نماذج، بالإضافة إلى برنامج الروبوتات، الذي ?يغطي الاستخدامات والتطبيقات العلمية للروبوتات، وكيفية الاستفادة منها، ويتم تعليم المشاركين تركيب الروبوتات من خلال برامج مخصصة للروبوتات ضمن معايير عالمية، ليكونوا قادرين على تشكيل لجنة سفراء الروبوت، ويستطيعون تشكيل لجان عند العودة لمدارسهم، وتشجيع الطلبة على دخول مسابقة “أولومبياد الروبوت” العالمي التي ينظمها ويديرها مجلس أبوظبي للتعليم. وتضيف أندي “نقوم بتدريب المشاركين على تشكيل فريق يشارك في أولومبياد الروبوت العالمي القادم ومسابقات عربية وعالمية أخرى، كما يشمل المعسكر برنامج “تكنولوجيا الغد”، إذ ?يتعرف المشاركون في هذا البرنامج على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وآلية التعامل مع الذرات الكهربائية، وإتاحة الفرصة لديهم لتصميم مشروع خاص ذي مستوى متقدم يساعدهم في التعرف العميق على الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، كما يركز هذا البرنامج على تعريف الطلبة بمبادئ وأسس إصلاح الأجهزة الإلكترونية، وتشكيل تطبيقات يصنعها الطلاب مثل مجفف الشعر والمكواة والراديو”. كوادر تدربية عمدت أكاديمية الأطفال المبدعين، منفذة البرنامج، إلى اختيار الكوادر التدريبية المتخصصة من مهندسين ومدرسي فيزياء، حيث يوفرون لكل 10 طلاب مشرفا مرافقا طيلة البرنامج، وقد تم دمج كوادر وطنية متخصصة رائدة في هذا المجال، كما يعمل الكادر على تعزيز ثقة المشاركين بأنفسهم، وخلق روح الفريق، ورفع مستوى تقدير الذات من خلال الورش المتخصصة والحوارات المفتوحة. وتشير أندي إلى أنه في بعض الورشات ومنها “تكنولوجيا الغد”، يشرف على كل خمسة طلاب مشرف لتركيز المعلومات، ولأنهم يعملون على تطبيقات متقدمة، والهدف هو إقامة معرض علمي متخصص يعرض فيه الطلاب حصيلة ما تعلموه في معسكر أشباه الموصلات. ومن الكوادر المتتبعة لسير العملية التعليمية في المعسكر الصيفي، غنى فواز، مدرسة فيزياء من مدرسة “جلينينج”، التي تشرف على 24 طالبا، في برنامج “تكنولوجيا الغد”. تقول فواز “الهدف من البرنامج هو توصيل المعلومات للطلبة بطريقة مرحة وترفيهية، بحيث نركز على المعلومات من خلال الرسومات، وأشباه الموصلات، بحيث نعلم المبادئ الأولية لاستعمالات الكهرباء، وطرق استعمالها، ليتعلم الطلبة طريقة تجهيز دائرة كهربائية، وتطبيقاتها في الحياة العملية”. وتضيف “نقوم بأعمال تطوعية، ورحلات، ونحاول تقريب الموضوع للطلبة عن طريق الرسوم، بحيث قام الطلبة برسم الدارات الكهربائية على الأرض وعلى الـ”تشيرتات”، وعلى لوحات علقت على جدار المختبر، وأعتبر هذه معلومات يتم تركيزها في أذهانهم”، مشيرة إلى أن هذا النهج يبسط الموضوع الصعب للطلبة، وبالتالي يرغبون تلقائيا في الاستمرار في تكملة مشواره المعرفي. وتوضح فواز أن “الطلبة أطلقوا على أنفسهم مجموعة “العلماء المجانين”، حيث وحدوا اللباس، في إطار فقرة ترفيهية، وقاموا بالرسم على هذه الملابس، بشكل حر، لكن يجب أن تكون أشباه الموصلات موجودة في هذه الرسومات وبالتالي، استطاع كل واحد منهم أن يعبر عن نفسه من خلال هذه الفقرة الترفيهية، وبعثوا برسائل نفسية، تساعدنا على صقل مهاراتهم وتطوير ذواتهم”، لافتة إلى أن الطلبة تعلموا بناء دائرة كهربائية، وتعلموا مخاطر الكهرباء، والالتزام بالوقت، والتواصل والاتصال، والتفاعل، والقيادة. مشاريع رائدة يقول عبدالرحمن الحوسني، طالب هندسة إلكترونيات، وأحد مشرفي برنامج الطاقة الشمسية “نعمل من خلال هذا البرنامج على مساعدة الطلبة على الاستعمالات اليدوية، بحيث نقوم باستخدام معدات ومواد ومفكات، وبعد تعريفهم بكل الاستعمالات الأولية لهذه الأدوات، نبدأ إنجاز مشروع السيارات الشمسية، ومكوناته من مواد بلاستيكية بحيث يتم تقطيعها، على مقاييس معينة، ثم يتم تصميم النموذج، المخطط له مسبقا، ونضع الألواح الشمسية من فوق، وهي ألواح جاهزة، تربط بأسلاك، وهكذا تستمد السيارة الطاقة حين وضعها تحت أشعة الشمس”. ويضيف الحوسني “نسعى إلى تطوير بيوت الشمس، وتحريك السفن بالطاقة الشمسية، وتخزينها لتكون بديلة للطاقة الكهربائية، مضيفا أن هناك مشاريع يعمل عليها البرنامج، منها مشروع الرادار والمروحة، ومضخة البترول. من جهته، يقول نضال جروان، رئيس وحدة الروبوت والهندسة في مؤسسة الملك حسين في الأردن، إن “البرنامج قائم على الروبوت، وكون هذا العصر هو عصره بامتياز، فإننا نساعد الطلبة على تكوين فكرة شاملة عن الروبوت واستعمالاته، والمواد التي تدخل في تصنيعه، بحيث تشمل الفيزياء والرياضيات والمهارات اليدوية”، مشيرا إلى أن الروبوت يحتوي على مجسمات، وقطع ميكانيكية، والطلاب يعملون على تصميم روبوتات تحاكي الموجودة فعلا، إذ تتم برمجتها، لتقوم بوظائف معينة، مثلا نقل شيء من مكان لآخر. ويضيف جروان “مثل هذه البرامج تقوي دافعية الطلبة نحو التعلم وتزودهم بمهارات يدوية، ومن دورنا تعريف الطلبة بدور الروبوت وبنائه، وبرمجته عن طريق الكمبيوتر”. ومن خلال ملاحظاته على أداء الطلبة، يقول جروان إن “الطلبة يلزمهم الاهتمام بشكل كبير عن طريق إدخال مثل هذه البرامج في المناهج المدرسية”، مطالبا بإدخال مختبرات الروبوت في كل مدرسة، وجعله منهاجا تدريسيا، كونه يدمج العلوم الهندسية، والفيزياء والرياضيات والإلكترونيات، إلى جانب تطوير مهارات التفكير الإبداعي والقيادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©